مصائب قوم عند «عم رمضان» فوائد: «أعمَّر بوابير جاز.. أعمَّر»

مصائب قوم عند «عم رمضان» فوائد: «أعمَّر بوابير جاز.. أعمَّر»
محباً «صنعته» وراضياً بقسمته، على خلاف أصحاب المهن الأخرى من كثيرى الشكوى بعدم الراحة وقلة العائد المادى.. «عم رمضان» مهنته اختفت مع التطور والتحضر الذى نتج عنه وصول البوتاجاز والغاز الطبيعى إلى الأماكن الريفية، على حساب «بابور الجاز» الذى كانت تعتمد عليه الأسر بشكل أساسى، بفضل أزمات الوقود والبوتاجاز، رجع «البابور» على استحياء للظهور فى البيوت والشقق تحسبا لحالات الطوارئ، يقول «رمضان»: «الصنعة مبقتش زى زمان، لأن دلوقتى عشان البوتاجاز والغاز قلت شوية».
«أصلّح بوابير الجاز»، نداء يجوب به «الرجل الخمسينى» فى الشوارع وأسفل البيوت معلقا «عدته» فى كتفه، ليتعرف الناس إليه ويستوقفوه بالبوابير القديمة، موضحا: «بنادى وأنا ماشى فى الشوارع واللى عنده حاجة بايظة ينزلها لى وأقعد أصلحها له على طول».
ورث «رمضان» مهنته عن أبيه، جالسا على الأرض أمام أدواته «دى شغلتى وشغلة أبويا»، يعمل بالمهنة منذ 25 عاما، وله زبائنه الذين ينتظرون مروره على بيوتهم بين الحين والآخر، «بأروح لزباينى كل فترة أعمل صيانة للبوابير وأصلح البايظ منها»، الحاجة إلى «صنايعى البوابير» تزيد فى فصل الشتاء، لأن الناس -حسب كلامه- تستخدمه فى تسخين مياه الغسيل وفى طهى السمك والبطاطس «النار بتاعته شديدة وسخنة أشد من البوتاجاز».
هو و ثلاثة من إخوته يحترفون المهنة ذاتها، لا يحتاجون فى عملهم سوى صندوق خشبى صغير بداخله لفافة قصدير وزجاجة «مية نار» ومكواة تسخين وقطع غيار للاستبدال، انتقل ابن مدينة مطاى بالمنيا إلى القاهرة منذ 8 سنوات، «رمضان» يعتز بعمله وبوجود شركة «بريميس» بالعتبة متخصصة فى صناعة بابور النحاس، قائلا «فى كل مكان البابور ده موجود.. بس فى الريف زيادة عن المدن عشان الناس هناك غلابة»، الأجر الذى يتقاضاه لا يتناسب مع الجهد المبذول فى إصلاحه، بتواضع ممزوج بقبول ورضا، يكشف رمضان عن أجرته «اللحام بـ2 جنيه والاتنين بأربعة والكوشة تمنها 10 جنيه».
«المهنة فيها أصالة وهتفضل شغاله ومش هتنقرض أبدا».. شهادة من الرجل الصعيدى فى حق «شغلانته»، ويبرر كلامه بأن استخدام «البابور» لا يكلف سوى لترين سولار أو كيروسين «جاز أبيض» كل خمسة أيام، مؤكدا أنه يصلح كل الأدوات النحاسية ولكن البوابير هى الأصل، «عم رمضان» يمنطق كلامه بأن أزمات الأنابيب والسولار أجبرت الناس على العودة للاختراعات القديمة مثل «الكانون والسبرتاية والبابور»، مطمئنا نفسه فى مستقبل صيانة «البوابير»: «طالما الصنايعية بتوعها قاعدين والمصنع شغال مش هتبطل أبدا إن شاء الله».