مصر والسودان.. تاريخ من الأخوة كلله جهود "السيسي"

كتب: دينا عبدالخالق

مصر والسودان.. تاريخ من الأخوة كلله جهود "السيسي"

مصر والسودان.. تاريخ من الأخوة كلله جهود "السيسي"

لقرون طويلة، كانوا كيانا واحدا، قبل أن تستقل كل دولة بذاتها في منتصف الخمسينيات، لتجمع مصر والسودان دائما علاقات متقاربة ومتميزة للغاية، بمختلف المجالات، والتي ارتفعت وتيرتها بشكل ملحوظ مؤخرا، كللتها الزيارة المتبادلة بين الرؤساء، حيث إنه قبل أيام قليلة استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، نظيره السوداني عمر البشير، في لقاء مهم.

ذابت في علاقات البلدين اعتبارات الجغرافيا ومسارات التاريخ وحركة البشر، فصنع علاقة خاصة بين مصر والسودان، على نحو ربما لم يتيسر لشعبين آخرين في المنطقة، فهناك صلة نسب ومصاهرة ودم والسواد الأعظم من أهالي أسوان ترجع جذورهم إلى السودان، حيث تمتد الحدود المصرية السودانية نحو 1273كيلو متر، ويمثل السودان العمق الاستراتيجي الجنوبي لمصر، لذا فإن أمن السودان واستقراره يمثلان جزءا من الأمن القومي المصري، وفقا لموقع الهيئة العامة للاستعلامات.

ومنذ ثورة يونيو، تحرص السياسة المصرية علي إقامة علاقات تتميز بالخصوصية والتفاهم العميق مع السودان الشقيق، وتطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة وإحداث نقلة نوعية فيها تتماشى مع ما تطمح إليه شعوب المنطقتين، فالسودان يعد الدولة الوحيدة التي لديها قنصلية في محافظة أسوان مما يدل على نمو حجم التبادل التجاري، فضلا عن تقوية ودعم العلاقات بينهما في شتى المجالات وتوثيق أوصال روابط الأخوة، والارتقاء بها إلى مستوى تطلعات شعبي وادي النيل.

وجمعت لقاءات عديدة الجانبين مثل انعقاد قمة رئيسي الدولتين في أديس أبابا على هامش قمة الاتحاد الإفريقي في يناير 2018، وانعقاد الاجتماع الرباعي بين وزيري خارجية ورئيسي مخابرات البلدين في فبراير 2018 في القاهرة، وزيارة الرئيس السوداني عمر البشير لمصر في 19 مارس 2018، وزيارة وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد إلى القاهرة لعقد اجتماع المشاورات السياسية في 29 مايو 2018، ثم زيارة الرئيس السيسي في 19 يوليو 2018 إلى الخرطوم، فضلا عن العديد من اللقاءات على مستوى كبار المسؤولين، بما يؤكد حرص الجانبين على التواصل الدائم على كافة المستويات- بحسب بيان وزارة الخارجية بأكتوبر الماضي.

وأشارت الوزارة إلى العديد من التطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات مع الجانب السوداني الشقيق، والتي انعكست في عقد الاجتماعات على مستوى القطاعات المختلفة خاصة القطاعات السياسية والاقتصادية والخدمية والثقافية، حيث كان من أبرز النتائج التي تمخضت عن تلك الاجتماعات الاتفاق على تفعيل الربط بين خطوط السكك الحديدية في مصر والسودان، وتنفيذ برامج تدريبية في مجال السكك الحديدية بين الجانبين، والاتفاق على تشجيع الاستثمار الزراعي بين مصر والسودان وتقديم دعم فني للمستثمرين من البلدين، وتعزيز الشراكة بين الجانبين في المجال الزراعي.

كما تم الاتفاق على إقامة منطقة صناعية بالسودان، وتشجيع السياحة العلاجية واستمرار إرسال القوافل الطبية إلى السودان، بالإضافة إلى التعاون في مجال الشباب والرياضة.

والعلاقات بين مصر والسودان، ذات بُعد تاريخي ضخم، حيث إن القاهرة منحتها الاستقلال والاستقرار على يد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بعد استفتاء عام 1956، لتنهي الحكم البريطاني على البلدين، وفقا للدكتورة هبة البشبيشي، المتخصصة في الشؤون الإفريقية، مؤكدة أن البلاد ظلت تدعم الخرطوم بكل السبل منذ ذلك الحين، نظرا للارتباط السياسي والجغرافي والشعبي.

وأضافت البشبيشي لـ"الوطن"، أن مصر والسودان يعتبروا كتلة إنسانية واحدة بروابط قوية ومتعددة وتعاون ضخم، بشكل مختلف عن أي دولة أخرى بالمنطقة، مشيرة إلى استقبال القاهرة للطلاب السودانيين ووجود أفرع للجامعات المصرية في الخرطوم أيضا.

وترى أنه منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئاسة البلاد، شهدت العلاقات بين البلدين نقلة نوعية ضخمة وتقارب لم يسبق، بعد فترات من الشد والجذب، مشيرًا إلى أن ذلك التقارب ارتفع خلال العام الأخير بشكل ملحوظ، بعد إحباط المحاولات التركية لتخريب العلاقة بين مصر والسودان، حيث عالجت الإدارة المصرية بصورة ايجابية للغاية القضية، وهو ما ظهر في تبادل الزيارات بين البلدين، وحضور البشير لمنتدى شباب العالم وعدد من الأحداث الوطنية الهامة في مصر.

وأكدت أن السيسي حول دفة العلاقات بين مصر والسودان للأخوة والود والإيجابية بشكل متميز للغاية، وبدأ التعامل معها على أنها الدول الأولى بالرعاية، وهو ما أثبت نجاحه وساهم في تطوير العلاقات بين البلدين.


مواضيع متعلقة