هل تراجعت الولايات المتحدة عن الانسحاب الأمريكي من سوريا؟

03:06 م | الخميس 31 يناير 2019

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، لكن ذلك لم يحدث فعليا على الأرض، ما يشير إلى وجود تراجع أمريكي عن القرار، وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه بعد أكثر من شهر من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، لا يوجد أي مؤشر على انسحاب القوات أو تغيير في العلاقة بين الأمريكيين وحلفائهم الأكراد السوريين، وفقاً لقادة قوات سوريا الديمقراطية.

ونقلت الصحيفة عن إلهام أحمد، رئيس اللجنة التنفيذية للمجلس الديمقراطي السوري عقب لقائها بالرئيس الأمريكي منذ أيام: "لم يحدث أي تغيير في الوضع على الأرض، فهو كما كان قبل إعلان ترامب الانسحاب".

وتابعت الصحيفة أن مسؤولي إدارة ترامب ووزارة الدفاع الأمريكية قدموا معلومات قليلة عن كيفية تنظيم انسحابهم، أو عن الجدول الزمني، حيث قال باتريك شاناهان نائب وزير الدفاع إن الجيش واصل انسحابا ومنسقا ومنضبطا من سوريا، لكن العملية تستمر في المراحل المبكرة.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن أحد أكبر الفائزين بقرار سحب القوات من سوريا، حال تنفيذه فعليا، سيكون إيران، التي يمكنها توسيع انتشارها عبر الشرق الأوسط وسط تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة، وتابعت الصحيفة في تقرير لها أن القوات الأمريكية ربما يكون وجوجها محدود في سوريا، ولكن هام من الناحية الاستراتيجية.

وتابع التقرير أن مخاطر الانسحاب تشمل المزيد من التوسع الإيراني، بما في ذلك إنشاء ممر بري من طهران إلى البحر المتوسط يعزز قدرة إيران، ويلقي بظلال من الشك على قدرة واشنطن على الحفاظ على التزامها تجاه حلفاء آخرين في المنطقة ويمكن أن يدفع الكثير منها إلى روسيا.

ونقلت الصحيفة عن رياض قهوجي، رئيس معهد الشرق الأدنى للتحليل العسكري: "الانسحاب الأمريكي حلم سوف يتحقق بالنسبة للإيرانيين، والآن لم تعد إيران تأخذ إدارة ترامب على محمل الجد، وتفهم إنها إدارة انعزالية، ولن تشكل تهديدًا لها بعد الآن، وستصبح إيران أكثر جرأةً في أفعالها لأنها تعلم أن هذه الإدارة تطلق تصريحات دون أن تنفذها".

من جهتها وصفت عضو مجس النواب الأمريكي ليز تشيني، قرار ضد قرار الرئيس الأمريكي بسحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان بأنه "فشل"، مشيرة إلى أن ذلك ربما يؤدي إلى تنامي الإرهاب وحدوث هجوم آخر ضد الولايات المتحدة على غرار هجمات 11 سبتمبر، كما أن ذلك يعني تسليم سوريا إلى الإيرانيين.

وفي مقابلة على شبكة "سي بي إس نيوز"، أعلنت "تشيني"، وهي الابنة الكبرى لنائب الرئيس السابق ديك تشيني أنه من المهم للغاية أن يتراجع الرئيس عن هذا القرار، ووجهت كلماتها إلى ترامب قائلة: "عليك أن تتذكر، نحن هناك لأننا تعرضنا للهجوم، فقد هاجمنا تنظيم القاعدة في 11 سبتمبر، ولهذا السبب نحن في أفغانستان، وفي سوريا، يوجد تواجد لميلشيات تابعة لإيران، وتنظيم داعش، وإذا كنا سننسحب من سوريا الآن، فنحن نسلم سوريا إلى الإيرانيين".