تكريم أوائل دور النشر المشاركة في دورات معرض الكتاب الأول
![تكريم أوائل دور النشر](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/1039531761548874434.jpg)
تكريم أوائل دور النشر
أكد سعيد عبده، رئيس مجلس إدارة دار المعارف، أن النظرة في دار المعارف كانت ومازالت عالمية منذ النشأة وليست محلية، وكان للأطفال النصيب الجيد حيث أصدرنا أول مجلة للأطفال "سندباد" عام ١٩٢٠ بمشاركة فنانين من سويسرا وفرنسا.
ولفت إلى أنه "لولا التأميم عام ١٩٦٠ لاستكملنا مشوار التنوير الثقافي، ونسعى حاليا نحو استعادة صورتها الذهنية حيث نعيد نشر أعمال كبار الكتاب مثل طه حسين وعباس العقاد نحو إحياء التراث".
جا ذلك على هامش تكريم أوائل دور النشر التي شاركت في دورات معرض الكتاب الأول، وقد تم تكريم دار المعارف كأول دار نشر حكومية ودار نهضة مصر ودار مصر كأول داري نشر شاركا في المعرض، وذلك في قاعة ذاكرة المعرض مساء اليوم بقاعة بلازا 1.
سعيد عبده: نظرتنا دولية علمية منذ التأسيس وأصدرنا أول مجلة للأطفال
وأضاف "عبده" أن دار المعارف كانت من أوائل دور النشر التي شاركت في معرض الكتاب في أولى دوراته، حيث تأسست عام 1890 واستمرت بمقرها في الفجالة مطبعة ثم مكتبة ثم دار نشر وانشاء سلسلة مكتبات وفي عام 1920 تأسس مبناها على الكورنيش، ولم تكن محلية منذ نشأتها، وإنما كانت لنشر كتابات المؤلفين من مختلف البلاد وكتب متنوعة ونشرت كتب للطفل وصلت إلى ما يزيد عن 2500 عنوان، مؤكدا أهمية وجود تنوع وتعدد في دور النشر لأن زيادة عدد العاملين في المهنة يخدم الصناعة والقارئ.
وأشار محمد إبراهيم رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات نهضة مصر، إلى أنه حزن لتوقف صدور مجلة السندباد، التي كانت تصدر عن دار المعارف وتوقفت بعد تأميمها حيث كان يواظب على قراءتها عندما كان صغيرا.
وأضاف "إبراهيم" أن نهضة مصر تأسست عام 1938 وكانت عبارة عن مكتبة في الفجالة أسسها والده وكان أول معرض شاركت فيه عام 1947 ثم كانت من اول دور النشر الخاصة الاي شاركت في معرض الكتاب الدولي في أرض الجزيرة، وقدمت نهضة مصر منذ بدايتها كتبا علمية وثقافية ودراسية والأدبية بجودة اصبحت الآن تضاهي الكتب العالمية بعد صولات وجولات كانت أبرزها عندما جرى منع استيراد المطابع والماكينات عام 1963 لتعود الحقوق تدريجيا وتطور الصناعة نوعا ما بعد النكسة، حيث صدر قرار يتيح للناشرين ممن يصدرون للخارج الاستفادة من 50 % من أرباح التصدير في تحديث جودة الطباعة ثم 100% بعد نصر 1973 حيث رفع الرئيس الراحل أنور السادات أي قيود على مصدري الكتاب لذلك تقدمت الطباعة في مصر فيما بعد، وأكد أن الكتب الدينية كانت الأكثر تداولا عقب النكسة.
واضاف أن الكثير يعتبرون الكتاب المدرسي وصناعته سبة وجرما وذلك منذ عهود الاشتراكية التي كانت تعتبر أي شخص يحقق أرباحا يرتكب جرما ويعمل بطرق غير مشروعة وتسبب في ذلك أيضا الأعمال الدرامية التي لم تظهر رجل أعمال محترم، إلا أن رئيس مجلس إدارة نهضة مصر يرى أن العمل في الكتب العلمية والمدرسية على وجه الخصوص نوعا من تقديم خدمة للمجتمع حيث يستفاد الطالب والمدرس لأن وزارة التربية والتعليم لديها ميزانية محدودة لا تستطيع من خلالها توفير الكتاب بنفس مستوى جودة الانتاج والثراء المعرفق لتوصيل المعلومة للطالب.
وقالت داليا إبراهيم، وهي أحد مديري نهضة مصر من الجيل الثالث للمالكين، إن الدار أصبحت من مجرد مكتبة إلى مجموعة شركات مكونة من 7 شركات تقدم جميع أنواع المحتويات وهي رائدة في الكثير منها حيث تقدم المحتوى الرقمي منذ 21 عاما وشركة لدعم رواد الأعمال وأول اصدار باللغة العربية لمجلة ناشيونال جيوغرافيك وعقد شراكات مع 100 شريك لتبادل حقوق النشر في الدول الأخرى، كما عرضت صورا ترجع لأعوام في فترات ماضية مختلفة لمشاركة الدار في معارض الكتاب في مصر قبل أن تصبح دولية، حيث تم إنشاء أول هنجر خارجي في أرض معارض مدينة نصر لدار نهضة مصر بعد أن ضاقت القاعات الداخلية باصدارات الدار.
ومن جانبه، قال صلاح جودة السحار، رئيس مجلس إدارة دار مصر، إن أول معرض للكتاب كان في سرادق الكتاب بالحسين الذي كان يستمر طوال شهر رمضان، وعندما تم نقله كان هناك تخوف كبير وعندما ذهبنا لأرض المعارض بمدينة نصر وجدنا تنظيم رائع،وعندما عرفت بنقله للتجمع الخامس تأكدت أنه سيكون نقلة في تاريخ المعرض، إلا أن السحار يرى أن الكتاب ظُلِم في مصر ومن أهل مصر حيث طبعت العديد من الكتب دون أن يأخذ الناشر أو دار النشر حقها وخصوصا عندما تقوم بذلك مؤسسات الدولة مثل طباعة الهيئة وقضور الثقافة كتب لها ناشرين يمتلكون حقوق طباعتها.
محمد إبراهيم: منافسة دور النشر مع بعضها تخدم المجتمع.. و"السحار": الكتاب ظُلِم في مصر من أهلها
وأضاف السحار أن بداية النشر الأدبي كانت بعد تأسيس لجنة النشر الجامعية التي كانت تضم مجموعة من الكتاب الشباب الذين لم يجدوا من ينشر لهم وكانت معظم كتابتهم دينية وتاريخية مثل همس الجنون لنحسب محفوظ حتى بدأ التشر الأدبي برواية في قافلة الزمان وبعدها بعشر سنوات صدر لنجيب محفوظ الثلاثية وكانت أول مرة يكتب فيها عن قصص العائلات، حتى كانت فترة أن يتم إصدار الكتاب في مصر ويتم تزويره في لبنان بعد 3 أيام بسبب قيود تصدير الكتب وهي نفس فترة قيود تداول المصحف على الرغم من تميز مصر فيه، وعلى الرغم من مرور لبنان في تلك الفترة بحروب إلا أن طباعة الكتب كانت تتم تحت الأرض نظرا للانفتاح الاقتصادي ورفع القيود عن تداول الكتب وتصديرها، وفي نفس تلك الفترة التي كان العمل وقتها في صناعة الكتب يتطلب تصريح طبع وتصريح تداول كان يتم تهريبها إلى غزة من خلال الأنفاق.
واشتكى السحار من عدم تدخل وزراء الثقافة في أي عهد في تخفيض جمارك الأوراق أو تخفيض أسعار الإعلانات عن الكتب في وسائل الإعلام أو أن تستضيف البرامج الحوارية أديب يتحدث عن كتاب لإثراء المشاهد وأهم أسباب التراجع عدم وجود نقاد حقيقيين ومتخصصين فكل ما هنالك هم فنانين، وطالب بضرورة أن يدرس الطلاب في كل محافظة وفي كل مرحلة تعليمية مجموعة مم الأدباء حتى يعرف كل طالب أديب في كل عام "برامج التوك شو كلها هايفه لا قاعدة للنقاد المصريين والمثقفين مهمشين ولا احد ينظر إليهم".
وأكد السحار أن معرض الكتاب هو سرادق عزاء الكتاب كل عام فلا يوجد في ربوع مصر مكتبات نفخر بها.
وأكد أن الكتاب المدرسي هو ما يمكن دور النشر من الاستمرارية والانفاق على طباعة الكتب الأدبية ولولا حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل لما استمرت الدار حيث تم طباعة عشرات بل وأحيانا مئات الطبعات لبعض كتبه لتصديرها للخارج والإنفاق على باقي المجالات، وأن الناشر يعمل من منطلق أنه يقدم خدمة للمجتمع لذلك الكتب العلمية والدارسية مهمة وليست جرم "أنا لا بعمل رواية ولا بعمل فيلم".
واختتم سعيد عبده النقاش بصفته رئيس اتحاد الناشرين المصريين أنه كان قد تم تحرير أكثر من 600 قضية الدورة الماضية لمعرض الكتاب وتم مصادرة أكثر من نصف مليون كتاب مزور إلا أنه نظرا لعدم وجود تشريع يتيح إعدام الكتب فقط كانت تعود لصاحبها بعد دفع غرامة قدرها 10 ألاف جنيه وكانت تنزل السوق في اليوم التالي، وفي دورة المعرض هذا العام فإن إدارة المصنفات ترفع تقرير بشكل يومي للراقبة على صناعة الكتب التي يصل حجمها إلى 3 مليار جنيه سنويا وهي تنمو بشكل ملحوظ حيث وصل عدد الناشرين المصريين ضعفي باقي الناشرين العرب كما إنها تمثل القوى الناعمة للدولة المصرية.
كانت قاعة ذاكرة المعرض في بلازا 1 بمعرض الكتاب في يوبيله الذهبي قد شهدت تكريم أوائل دور النشر التي شاركت في دورات معرض الكتاب الأولى، وقد تم تكريم دار المعارف كأول دار نشر حكومية ودار نهضة مصر ودار مصر كأول داري نشر شاركتا في المعرض.