توفيق الدقن.. لم يبق فى جراج «شرير السينما الأنيق» سوى سيارة موديل «بونتياك»

توفيق الدقن.. لم يبق فى جراج «شرير السينما الأنيق» سوى سيارة موديل «بونتياك»
«العلبة دى فيها إيه؟» و«صلاة النبى أحسن» و«أحلى م الشرف مفيش»، مجموعة من أبرز الإفيهات واللزمات الفنية التى ابتكرها الشرير الأنيق الفنان الراحل توفيق الدقن خلال مسيرته الفنية الحافلة وما زال الجمهور يرددها بذات النبرة إلى اليوم، رغم أنه كان هو صاحب الحقوق الحصرية لها لأن هذه الإفيهات لم تكن موجودة فى أصل الأعمال الفنية بل كانت من إبداعاته الشخصية.
{long_qoute_1}
منذ بضعة أشهر استيقظ المستشار ماضى، نجل الفنان الراحل توفيق الدقن، على محاولة من صاحب العقار رقم 6 بميدان مستشفى القوات الجوية بالعباسية، لإخراج سيارة الفنان الراحل من الجراج الخاص بها فى العقار، بعدما وضعت وزارة الثقافة على المبنى لافتة «هنا عاش الفنان توفيق الدقن (1923-1988)»، وكادت السيارة أن تتعرض للتهشم رغم حرص الأسرة على دفع إيجار الجراج لمالك العقار بانتظام.
وحول هذه الواقعة قال المستشار «ماضى»: «منذ أن وضعت وزارة الثقافة لافتة (عاش هنا)، أصبح لدى مالك العقار توجس من إمكانية استيلاء الحكومة على العمارة، فقام بمحاولة لإخراج السيارة من الجراج فى تصرف استباقى، رغم أن شقيقى (فخر الدين)، كان قد خصص مكاناً خاصاً لركن السيارة بشكل آمن».
أضاف: السيارة من نوع «بونتياك»، كبيرة الحجم، اشتراها والدى منذ أوائل الثمانينات، وما زالت تعمل وبحالة جيدة، وبعض الفنادق عرضت علينا فكرة عرضها داخلها بعد تجديدها، كما يحدث فى الخارج، ونحن على استعداد للتبرع بالسيارة إلى جهة رسمية، لو شعرنا بالجدية والرغبة فى الحفاظ عليها، بل لدينا استعداد للتبرع بكافة مقتنيات الوالد الذى أخلص لفنه، وأسعد جماهيره على مدار الأجيال.
وناشد الجهات الرسمية النظر إلى أبناء الفنانين، باعتبارهم قوة ناعمة لا يستهان بها، متابعاً: «أتمنى عمل متحف للمبدعين يتجول فى كافة أنحاء العالم، لأن أسر الفنانين وحتى الجمعيات الأهلية المعنية لا يمكنها سوى القيام بدور صغير فى حماية التراث، بينما حفظه وحمايته يحتاجان إلى جهود من الدولة». «ماضى وفخر الدين وهالة» أبناء الراحل توفيق الدقن يحتفظون بمقتنيات والدهم المتنوعة التى تكشف كواليس مشواره الفنى الحافل بالأعمال السينمائية والمسرحية والتليفزيونية، ومن بين المقتنيات بعض النظارات، وبدلة سوداء كان يحضر بها العديد من المناسبات، وعدد من رابطات العنق بألوان مختلفة، بخلاف عدد آخر من الأرواب دى شامبر، وبعض الملابس الخاصة بأدواره الفنية خاصة على المسرح حيث كان يعتز جداً بدوره فى مسرحية «سكة السلامة».
ويحتفظ «ماضى» بمخطوط لمذكرات كتبها «الدقن» بخط يده فى أوائل عام 1988، قبل رحيله بعدة أشهر، وحملت المذكرات عنوان «أوراق من ذاكرتى» موقعاً على كل صفحة بها، وتتمنى الأسرة تحويلها إلى عمل فنى يتضمن جزءاً من نشأته ومشواره الفنى وعلاقته بأصدقائه، لأنها تعتبر جزءاً من تاريخ وأحداث البلد عموماً، بل أُطلق عليه فى سن صغيرة لقب الشيخ العجوز، لحلاوة صوته. وروى «ماضى» جزءاً من مذكرات والده تتضمن اتجاهه للفن.
وخلال مسيرته الفنية حصل «الدقن» على العديد من التكريمات من الدولة ومن المؤسسات الأهلية أبرزها: وسام العلوم والفنون سنة 1965 من الرئيس جمال عبدالناصر، ويوجد درع تكريمه من الرئيس السادات، وشهادة التخرج من المعهد العالى للفنون المسرحية والمؤرخة فى عام 1951، وشهادات تكريم من هيئة المسرح والسينما والموسيقى، عام 1974، عن دوره فى فيلم (ليل وقضبان)، وتكريم من وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى تقديراً لعطائه الكبير للمسرح المصرى واعتزازاً بتأثيره المستمر.