«حسابات روسيا وإيران» في سوريا.. هل تباعدت المواقف؟

كتب: محمد حسن عامر

«حسابات روسيا وإيران» في سوريا.. هل تباعدت المواقف؟

«حسابات روسيا وإيران» في سوريا.. هل تباعدت المواقف؟

مع إعلان الولايات المتحدة عزمها الانسحاب من سوريا، تحدثت كثير من الأوساط الصحفية والدبلوماسية عن مباحثات أمريكية – روسية لإنهاء التواجد الإيراني في سوريا، وهو المطلب الذي يتقاطع مع الرغبات الإسرائيلية.

ومن خلال عدة تصريحات في الأسابيع الأخيرة تتصح إلى حد ما ملامح مرحلة جديدة في التعامل الروسي – الإيراني تجاه سوريا، ويبدو أن عنوانه سيكون الشد والجذب.

فبعد أيام من ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع لـ"فيلق القدس" الإيراني في العاصمة السورية دمشق، اتهمت إيران روسيا بالتواطؤ مع إسرائيل من خلال تعطيل منظومة الدفاع الصاروخي "إس 300" تزامنًا مع كل هجوم إسرائيلي على سوريا، بحسب تصريحات لرئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة في مجلس الشورى الإيراني حشمت بيشه، والذي قال إنَّ هناك ما وصفه بالتنسيق الواضح بين موسكو وتل أبيب عند تنفيذ أي ضربة داخل الأراضي السورية.

وهي تصريحات اعتبرها "مراقبون" اتهامات بالتوطاؤ من قبل المسؤول الإيراني إلى "موسكو"، التي زودت سوريا، العام الماضي، بنظام إس-300 الصاروخي رغم الاعتراضات القوية من إسرائيل، بعد تحميل موسكو إسرائيل مسئولية التسبب بشكل غير مباشر في إسقاط طائرة حربية روسية فوق سوريا.

لكن في الوقت ذاته وفي تعليق على التصريحات السابقة، قال المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية اللواء سيد حسن فيروز آبادي، اليوم، إنَّه، نظرًا لظروف المنطقة وأوروبا، فإن القيادة الروسية لن تتفق ضد مصالح إيران.

وأضاف اللواء فيروز آبادي، في حوار مع وكالة "إرنا"، أنَّه نظرًا للعلاقات السياسية والجيوسياسية العريقة بين إيران وروسيا، وتأكيد زعماء البلدين على ذلك، فإن التعاون بين طهران وموسكو قائم بشكل جيد.

وأشار إلى الظروف التي تعيشها الدول الأوروبية وأمريكا، قائلًا إنَّ الوضع الحالي في أمريكا وأوروبا يحتم توثيق العلاقات بين إيران وروسيا في القريب العاجل، وخاصة في جبهة غرب آسيا.

وفيما يتعلق بالأخبار التي ترددت حول احتمال التعاون بين روسيا وإسرائيل بشأن سوريا، قال المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة، إنَّه لا يتوقع أن يقوم القادة الروس بالاتفاق فيما بينهم ضد مصالح الجمهورية الإسلامية، على حد قوله. 

"لا خلافات بين موسكو وطهران مجرد تضخيم إعلامي"، هكذا علق الخبير الروسي في العلاقات الدولية الدكتور يوري زينين، على مسألة وجود خلافات روسية إيرانية في سوريا، موضحًا في اتصال هاتفي لـ"الوطن" أنَّ "ما يثار بشأن هذه المسألة مجرد تضخيم إعلامي نراه في بعض وسائل الإعلام العربية".

وأضاف "زينين": "من ناحية ثانية، فإن روسيا ليست صاحبة قرار في مسألة خروج إيران من سوريا، هذا الأمر يعود إلى الدولة السورية، هي صاحبة القرار ونحن لا نتدخل في قراراتها السيادية".

وتابع الخبير الروسي : "علينا أن نضع في اعتبارنا جيدا العلاقات المتينة بين دمشق وطهران التي توثقت منذ الإطاحة بنظام الشاه وتأسيس نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، هناك اتفاق على التعاون في القضايا المشتركة، وقد تعززت العلاقة بين سوريا وإيران بشكل كبير خلال السنوات الماضية نتيجة التحديات التي واجهتها سوريا والمواقف الإيرانية تجاهها". 

أما الجانب الإسرائيلي، فإنَّ الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيمين نتنياهو تبذل جهودًا كبيرا تهدف إلى مزيد من الضغط لإخراج القوات الإيرانية من سوريا، وربما أيضًا من خلال التنسيق مع الجانب الروسي لتحقيق هذا الغرض.

في هذا السياق، يرى قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق أمير إشل، إنَّه على الرغم من القوة العسكرية "العظيمة" لإسرائيل، "فإنها ليست قادرة على إخراج الإيرانيين من سوريا"، بحسب ما نقلت اليوم قناة "سكاي نيوز" عن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

وقال "إشل": "لا توجد قوة عسكرية قادرة على إخراجهم من سوريا، روسيا الوحيدة القادرة على إخراج إيران من سوريا".


مواضيع متعلقة