«أوتوبيس» إنقاذ المشردين وأطفال بلا مأوى: وجبات ساخنة وإسعافات أولية.. «للإنسانية وجوه كثيرة»

«أوتوبيس» إنقاذ المشردين وأطفال بلا مأوى: وجبات ساخنة وإسعافات أولية.. «للإنسانية وجوه كثيرة»
- أطفال بلا مأوى
- أمراض جلدية
- إسعافات أولية
- الأنشطة المختلفة
- الإسعافات الأولية
- التضامن الاجتماعى
- الحدائق العامة
- الخط الساخن
- اللاب توب
- برنامج توعية
- أطفال بلا مأوى
- أمراض جلدية
- إسعافات أولية
- الأنشطة المختلفة
- الإسعافات الأولية
- التضامن الاجتماعى
- الحدائق العامة
- الخط الساخن
- اللاب توب
- برنامج توعية
على مدار الـ24 ساعة، يجوبون شوارع مصر لإنقاذ المشردين وأطفال بلا مأوى، من خلال أوتوبيسات مجهزة بكافة ما تحتاجه تلك الفئات من طعام وأغطية وإسعافات أولية، تقودها فرق إنقاذ مكونة من مجموعة من الشباب المؤهلة للتعامل معهم، لكل فريق منهم خط سير محدد، «الوطن» التقت إحدى فرق الإنقاذ وتوجهت معهم خلال رحلة بحثهم عن المشردين فى شوارع منطقة كوبرى القبة.
على بعد خطوات من محطة مترو «القبة» كان أوتوبيس فرقة إنقاذ منطقة شمال القاهرة المزين من الخارج والداخل ببعض الرسومات فى انتظار وصول السيارة المحملة بالوجبات الساخنة، يجلس بداخله 4 شباب لكل منها تخصص يختلف عن الآخر، يرتدون زياً موحداً مكتوباً عليه من الخلف «إحنا معاك.. برنامج حياة آمنة وكريمة لكل الأطفال»، ومن حولهم بعض المستلزمات التى يحتاجونها أثناء عملية البحث، فالأوتوبيس من الداخل يضم دولاباً صغيراً به بعض السجلات الخاصة بالمشردين والأطفال الذين تم إيواؤهم، وبجانبه سرير تستريح عليه الحالات التى يصلون إليها، ومن تحته «رف» ممتلئ عن آخره بـ«البطاطين» التى يوزعونها على المحتاجين.
{long_qoute_1}
قبل تحرك الفريق للشارع، جلس سيد حامد، ٢٧ عاماً، منسق فريق وحدة شمال القاهرة، على جهاز «اللاب توب» يدون الحالات التى وصل إليها الفريق خلال بحثهم فى اليوم المسبق، والحالات التى تم إبلاغهم بها عن طريق الخط الساخن، يقول إن عمل الفريق يتم من خلال آليتين، الأولى تبدأ بتحديد خط سير معين للفريق والبحث عن الحالات فى الشارع ورصدها، موضحاً أن الفريق بأكمله يتوجه إلى الأماكن التى يتمركز فيها الأطفال للتعرف عليهم وعلى طبيعة عملهم فى الشارع، أما المشردون فيقوم الفريق بتقديم وجبات ساخنة لهم بعد التعرف عليهم وعلى أسباب وجودهم فى الشارع ثم يتم العرض عليهم بإيوائهم فى دار رعاية. أما الآلية الثانية، فيوضحها «سيد»، قائلاً: «يتم التحرك نحو الحالات بناء على بلاغات نتلقاها سواء من المواطنين فى الشارع أو عن طريق الخط الساخن، ونروح لها على الفور وبنتعامل معاها على حسب حالتها».
كسب ثقة الأطفال هو الهدف الرئيسى الذى يسعى له «سيد» وفريقه، حتى يطمئنوا لهم، مشيراً إلى أن ذلك يتم من خلال تقديم الأنشطة المختلفة لهم، التى تتنوع ما بين أنشطة نفسية وتعليمية واجتماعية، ومن ثم يبدأ الطفل فى حكى المشكلات التى واجهته ودفعته للنزول إلى الشارع لإيجاد حل له إما بإيداعه فى دار رعاية إذا كان بلا مأوى أو دمجه مع أسرته مرة أخرى.
وفى السادسة مساء، استعد الفريق للنزول إلى الشارع، إذ قام «محمد جمال»، ٢٨عاماً، مُسعف الفريق، بتحضير الإسعافات الأولية من قطن و«شاش» و«مطهر»، ليتمكن من التعامل مع الحالات المصابة بجروح أو إصابات ناتجة عن جلوسهم فى الشارع، يقول أثناء سيره مع محررى «الوطن» إنه يقوم بإجراء الإسعافات الأولية اللازمة للحالات التى تواجههم فى الشارع، بحسب كلامه، فى حين أن بعض الحالات يتم تحويلها للمستشفيات المتعاقدة مع وزارة التضامن الاجتماعى لإجراء فحص طبى شامل بعد التأكد من إصابتهم بأمراض مُعدية أو مزمنة: «أغلب المشردين والأطفال معرضون لإصابتهم بأمراض جلدية أو معدية، فبيتم الكشف عليهم قبل إيداعهم فى دار رعاية عشان ما ينقلش المرض ليهم، وبعدها يقدر يستخرج أى أوراق شخصية ليه ويشتغل فى أى مكان»، موضحاً أن الشخص المُصاب بأى مرض فى الشارع يظهر على هيئته من الخارج، وعلى الفور يتم لفت نظر الأخصائى الاجتماعى والنفسى لأخذ حذرهم وارتداء قفازات وكمامات على وجههم أثناء تعاملهم معهم.
لم يقتصر دور المُسعف على علاج المصابين من الأطفال والمشردين، إنما يقوم بتقديم توعية لهم داخل الوحدة المتنقلة فى الشارع بالأخطار التى يمكن أن تواجههم أثناء جلوسهم فى الشارع، بحسب كلام «جمال»: «أغلبهم بيتعامل مع القمامة، فممكن يكون فيها نفايات طبية خطرة ممكن تأثر عليهم، فبنقدم لهم إرشادات طبية بسيطة تحميهم من أى ضرر ممكن يتعرضوا ليه». وفى إحدى الحدائق العامة بالمنطقة، وجد الفريق سيدة عجوزاً مشردة، توجه «يحيى جلال»، الأخصائى الاجتماعى بالفريق، الذى يحمل على ظهره حقيبة بها عدد من الوجبات الساخنة، إليها للحديث معها عن المشكلات التى دفعتها للجوء إلى الشارع، ثم قدم لها وجبة ساخنة بعدما أخبرته بأنها تشعر بالجوع وعرض عليها الذهاب معه إلى دار رعاية لكنها رفضت بسبب خوفها ورغبتها فى الوجود فى الشارع.
لم ينته هنا دور «يحيى»، إذ يقوم بمجرد ترك الحالة بتدوين كافة البيانات الخاصة بها ومكان وجودها ليتردد عليها مرة أخرى حتى تستجيب له ويتم إيداعها فى دار رعاية، بحسب كلام «يحيى»: «لما بتكون الحالة عبارة عن طفل، بعمل له برنامج توعية خاص بيهم للحفاظ على حياتهم الشخصية، ولو ليهم أسر بتواصل مع أهلهم وبكسب ثقتهم وبحاول إنى أوفر لهم حياة كريمة، أما المتسولين بعرفهم إنه لما يكبر مش هيلاقى مصدر رزق ليه، ولما بيستجيب لكلامى بناخده نعلمه صنعة تبع الوزارة، أما المشردين بيرفضوا إنهم ييجوا معانا من أول مرة، خصوصاً إن أغلبهم بيبقوا مضطربين نفسياً لكن مع التردد عليهم بيطمئنوا لينا وبيتم إيداعهم فى دار رعاية».