بُعد تاريخي والطقس الشتوي.. لماذا يزور ماكرون "أبو سمبل" قبل القاهرة؟

كتب: دينا عبدالخالق

بُعد تاريخي والطقس الشتوي.. لماذا يزور ماكرون "أبو سمبل" قبل القاهرة؟

بُعد تاريخي والطقس الشتوي.. لماذا يزور ماكرون "أبو سمبل" قبل القاهرة؟

في زيارته الأولى لمصر، منذ توليه السلطة في عام 2017، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزوجته برجيت ماكرون، منذ قليل، لمطار أبو سمبل الذي يبعد 280 كيلو مترا جنوب محافظة أسوان.

وسيزور الرئيس الفرنسي معبدي "رمسيس الثاني" و"نفرتاري"، على هامش الاحتفال بذكرى مرور 50 عاما على نقل المعبد من مكانه القديم إلى مقره الجديد الحالي، وضمن فعاليات العام الثقافي الفرنسي المصري في 2019، الذي يعد الذكرى السنوية الـ150 لافتتاح قناة السويس.

ويأتي ذلك ضمن زيارة ماكرون، القاهرة اليوم، ويستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى لعقد لقاء قمة، في الزيارة الرئاسية السادسة بين البلدين خلال 4 سنوات، وستستمر لمدة 3 أيام وسيكون في أبو سمبل ليوم واحد فقط يغادر فيها مطار أبو سمبل مساء اليوم الأحد متجها لمطار القاهرة الدولي لاستكمال زيارته لمصر.

وقبيل زيارته للمعبد، شهدت جنوب أسوان اهتماما كبيرا واستعدادات أمنية مكثفة لاستقبال الزيارة التاريخية لماكرون، حيث استقبله خلالها اللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان، والقيادات التنفيذية والأمنية والأثرية، كما تواجدت بمحيط المعبد تمركزات لرجال الإسعاف وتواجد مستمر للقيادات بأسوان، وتم تمشيط المعبد وما يحيطه أمنيا.

ومن ناحيته، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن فرنسا لديها دور كبير في إنقاذ معبد أبو سمبل من الغرق بالضفة الغربية لبحيرة ناصر، ونقله لمكانه الحالي قبل 50 عاما، فضلا عن وجود شغف تجاه الحضارة الفرعونية.

ويرى "فهمي" أن لتلك الزيارة بُعدا رمزيا بزيارة المناطق السياحية، حيث إنه يعتبر نهجا متبعا لدى الرؤساء الفرنسيين الذين زاروا مصر مسبقا، والذي يرجع لاختيار أماكن ثقافية مصر تقديرا لجدور ومكانة البلاد التاريخية والحضارية، فضلا عن الجدوى السياحية بتنشيطها في مصر.

ولفت فهمي، في تصريحاته لـ"الوطن"، أن ماكرون اختار معبد أبو سمبل لعدة أسباب بدلا من الأهرامات، أولها دور فرنسا التاريخي مع هيئة اليونسكو في نقله مع مرور 50 عاما، فضلا عن الطقس الشتوي المتميز لأسوان في هذا الوقت من العام.

فيما أكد باسم حلقة، نقيب المرشدين السياحيين، أنه مع إحدى فيضانات النيل وإنشاء بحيرة ناصر، في بداية ستينيات القرن الماضي، حاولت البلاد إطلاق حملة لإنقاذه لتسارع فرنسا وهيئة اليونسكو في دعمها والمساعدة في إتمام نقله على نحو آمن، وهو ما صنع لها ذلك الدور التاريخي المتميز.

وأضاف حلقة أن تلك الزيارة تتزامن مع مرور 50 عاما على ذلك الحدث الضخم، النابع من الهوس الفرنسي المعروف بالحضارة الفرعونية، مؤكدا أنها ستعطي زخما سياحيا إيجابيا للغاية فيما بعد، لا سيما في التعاون السياحي بين فرنسا ومصر.


مواضيع متعلقة