«الأختين» حقائب يد مصرية فى أسواق فرنسا وأمريكا

كتب: رباب إمام وبسنت ماهر

«الأختين» حقائب يد مصرية فى أسواق فرنسا وأمريكا

«الأختين» حقائب يد مصرية فى أسواق فرنسا وأمريكا

مرت بضعة أعوام جيدة للمصممين المصريين، حيث رأينا تصاميم تتميز بالفخامة والرقى لمشاهير عالميين فى مهرجانات السجادة الحمراء، والتى كان أشهرها إبداع الأختين المصريتين «مُناز وآية عبدالرؤوف» فى تصميم ماركة الشنط «OKHTEIN»، التى أتت من رؤيتهما فى جذب الانتباه الدولى إلى أصالة الحرفة المصرية التراثية ودمجها مع رسومات وتصاميم فنية.

وبدأت قصة نجاح «الأختين» خريجتى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بعد تخرجهما فى عام 2013، حيث أقامتا المشروع برأس مال لا يتعدى الـ1000 دولار بورشة صغيرة ومكينتين، ولم يكن الهدف من إنشاء المشروع الربح السريع أو صناعة ماركة جديدة وحسب، بل مساعدة النساء الغارمات فى قرى مصر بجمع المال من الأعمال اليدوية اللاتى يستطعن القيام بها مثل التطريز.

وتقوم منتجاتهما على دمج مواد سواء من الجلد أو من المعدن أو أى نوع آخر من منتجات مصرية يتم تشكيلها على حسب التصاميم التى يتم رسمها، ووصل متوسط أسعار الحقائب فى المجموعة الموسمية الأخيرة إلى نحو 577 دولاراً.

وقالت آية عبدالرؤوف، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن الاقتصادى» إن «بداية نجاح ماركة الأختين كانت من مصر بدعم المتابعين المصريين لنا، والهدف كان واضحاً لنا مُنذ البداية وهو وضع اسم براند مصرى على خريطة الموضة العالمية، ولم يكن من السهل القيام بذلك، لكن قررنا أن تكون أولى الخطوات من الحرفة المصرية اليدوية لسيدات يقطنّ بقرى ومحافظات مصر، وقمنا بتدريبهن جيداً ونعمل الآن مع سيدات فى أكثر من 8 محافظات».

{long_qoute_1}

وأوضحت «ندرس وبكل دقة الحرف التى تتميز بها كل محافظة وتتلاءم مع تصاميمنا، وبالتالى نقوم باستغلالها مما يتيح لنا فرصاً تنافسية أكبر خاصة فى الأسواق الغربية»، مشيرة إلى أن ذلك ما حدث فى آخر مجموعة حقائب لنا حيث تم الدمج بين الجلد وفن «التلى»، وهو نوع من التطريز بخيوط معدنية فضية وذهبية، وتتميز به نساء محافظة أسيوط، ومن ثم استخدام هذه المهارة التراثية ساعدنا كثيراً فى المبيعات خاصة فى أسواق إنجلترا وأمريكا، متابعة: «فى البداية قُمنا بإنتاج نسبة قليلة من الحقائب المُدمجة بفن التلى خوفاً من عدم نجاحها، إلا أنها حققت مبيعات بشكل كبيرة مما دفعنا لإنتاج كمية أكبر من هذه النوعية».

وأضافت شقيقتها مُناز عبدالرؤوف أن «بدايتنا كانت بورشة صغيرة جداً على هيئة غرفة واحدة، ولم نحصل على أى استثمارات أو دعم مادى، وأن نمو رأس المال كان من خلال المبيعات التى حققتها منتجاتنا، وبالتدريج افتتحنا ورشاً ومصانع نظراً لزيادة حجم الإنتاج»، مشيرة إلى أن الحقيبة كانت تمر بورشتين خلال العملية الإنتاجية، ثم تطورت العملية الإنتاجية لتمر الحقيبة الواحدة حالياً بـ11 ورشة مُختلفة.

{long_qoute_2}

وأشارت إلى أن الشركة تستهدف فتح متاجر جديدة لها فى السوق الآسيوية وأستراليا، كما أن «الأختين» اليوم تعمل فى 10 أسواق عالمية غربية أبرزها فرنسا وأمريكا وإسبانيا وإيطاليا، وأيضاً أسواق عربية مثل «الكويت» و«السعودية» و«لبنان»، متابعة: «التسويق كان فى البداية من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، ومع تزايد الطلب محلياً وعالمياً تم إنشاء موقع إلكترونى خاص بنا لسهولة التعامل مع السوق العالمية».

وأضافت «عبدالرؤوف» أننا نتبع استراتيجيات ترويج مختلفة منها الاشتراك بمعارض دولية خاصة بنا، مثل «أسبوع الموضة» فى فرنسا الذى نشارك فيه 3 مرات سنوياً ويلقى قبولاً كبيراً من قبل المشترين، لافتة إلى أنهم بصدد التوسع فى مجال الموضة لتتعدى الحقائب وتشمل تصاميم منتجات جديدة تضم كل ما يخص إكسسوارات المرأة، مشيرة إلى أنهم بعد نجاح حقائب الحزام فى الكولكشن الأخير، نستعد الآن لإطلاق أول عطر، كما سنطلق مجموعة أحزمة فى الموسم المقبل خلال أسبوعين.

ونوهت بأن هناك تعاوناً خلال الفترة المقبلة مع الفنان المصرى جورج بهجورى وسيف محفوظ لإنشاء رسومات فريدة من نوعها مطبوعة على الحقائب والأحزمة وبعض الإكسسوارات.

وتابعت أن الأسعار بعد تحرير سعر الصرف أدت إلى زيادة تكلفة مدخلات الإنتاج خاصة الإكسسوارات التى نستوردها من إيطاليا وإسبانيا، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار ولكنها مقارنة بالماركات العالمية الأخرى ما زالت الأسعار مناسبة، لافتة إلى أنهم يستهدفون التقليل من الاستيراد بإنتاج بعض الإكسسوارات التى قد يكون من السهل تصنيعها فى مصر بتكلفة مناسبة.

يذكر أن الأختين حصلتا على جوائز عديدة أهمها جائزة «فوغ» العربية للأزياء فى عام 2016، وختاماً تم تكريمهما فى الأسبوع الماضى بمنتدى الخمسين للسيدات الأكثر تأثيراً فى الاقتصاد والذى تنظمه مجلة «أموال الغد».


مواضيع متعلقة