أبناء الشهداء يفتحون قلوبهم لـ"الوطن" في ذكرى احتفال عيد الشرطة الـ67

أبناء الشهداء يفتحون قلوبهم لـ"الوطن" في ذكرى احتفال عيد الشرطة الـ67
- أسباب الحادث
- أكاديمية الشرطة
- ارض الوطن
- اسم الشهيد
- اطلاق رصاص
- الشرطة المصرية
- الصف السادس
- العبوات المتفجرة
- الكلية الحربية
- أبطال
- أسباب الحادث
- أكاديمية الشرطة
- ارض الوطن
- اسم الشهيد
- اطلاق رصاص
- الشرطة المصرية
- الصف السادس
- العبوات المتفجرة
- الكلية الحربية
- أبطال
تأتي الذكري 67 للاحتفال بعيد الشرطة المصرية ولا تنسى الدولة حق أبنائها الذين بذلوا أنفسهم فداءً للوطن فكل منهم سطر بدمائه الطاهرة رمز الشجاعة والبطولة والفداء للوطن وضرب أروع الأمثلة في التضحية بالنفس في سبيل حماية الأوطان والتي لم تنسى ذكراهم ما بقيت أرض الكنانة قوية صامدة في وجوه المعتدين وتبقى ذكراهم محفورة بحروف من نور في ذاكرة الأبناء وتاريخهم المشرف وسوف تذكره أجيال وراء الأجيال ويفتخر به كل مواطن على أرض مصر وأننا في إحياء ذكرى الاحتفال بعيد الشرطة للعام 67 في 25 يناير لسنة 2019، وهو يوم حق الشهيد وعيد الانتصار على الإرهاب والمعتدين فالشهداء هم من يصنعون أمجاد الأوطان وكرامتها، ويُحلّقون بالبلاد إلى عنان السماء، فمن يُبذل نفسة فداءً من أجل الوطن هو الجندي الذي لا يخشى الموت ويُخيف الأعداء حتى وإن صعدت روحه الطاهرة إلى السماء، ولكن سيبقي حيًا أمد الدهر.
وسيموت الأعداء خوفًا وذعر، من فعلهم الندل والخسيس طول الدهر وإن عاشوا ففي ذكري 25 يناير سوف يروي لكم أبناء الشهداء الذين لم تتجاوز أعمارهم عدد أصابع اليد قصص بطولات الشهداء من "سلسلة دراما القدر " ولأن ابن الشهيد يريد أن يثأر لأبيه ويستكمل مسيرة العزة والفداء وهذا ليس كلام من قصص الخيال أو من وحي الأساطير، وسوف أروي لكم نماذج وقصص من دراما بطولات الشهداء.
فعلى سبيل المثال وليس الحصر الشهيد البطل مصطفى عبيد الأزهري الذي استشهد أثناء تفكيك عبوة ناسفة وضعت فوق سطح مبنى مجاور لكنيسة "أبو سفيان" بمدينة نصر، ما أدى لاستشهاده، في سيناريو متكرر مع والده الضابط عبيد الأزهري الذي علم بنبأ استشهاد والده، وهو بعمر عامين، ولم يرى والده محمود الأزهري لكنة عندما علم عن سبب استشهاده قرر أن يلتحق بالكلية الحربية ليثأر لوالده الذي استشهد في سيناء ودفن فوق ارضها "بجبل الصبحة "عام 1956 في مواجهة العدوان الثلاثي على مصر وهما بريطانيا وفرنسا وإسرائيل.
وأثناء حوار "الوطن" مع أبناء الشهداء تعرفنا على قصص وروايات وبطولات الأبطال من الأبناء الذين لم تتجاوز أعمارهم عدد أصابع اليد.
"أنا نفسي أطلع ضابط بوليس زي بابا"، بهذه الكلمات بدأ "سيف" نجل الشهيد مصطفى الأزهري، حديثه مع "الوطن" الذي لا يتجاوز عمره 4 سنوات، قائلًا بكل براءة "انا كنت بحب بابا جدًا، لأنه كان بيلعب معايا كرة في البيت ولما كان بيرجع من الشغل كنا نلعب بوكس، وانا نفسي اطلع ضابط بوليس زي بابا أو ضابط جيش عشان أحمي مصر وماما بتقول لي بابا عند ربنا يا حبيبي حيّا يرزق بيشوفنا في كل لحظة لكن مش هينفع نشوفه لكن هو شايفنا".
وبدأت "لاراء" ابنة الشهيد مصطفى عبيد، حديثها "أنا عاوزة حق بابا وكنت بحبة جدًا قد الدنيا دي كلها وكان بيرسم معي وبيذاكر معي مادة اللغة العربية والإنجليزي وكنا نلعب كرة في البيت وكان يخرج يفسحنا ويضحك معانا لم يرجع من الشغل ومن يوم لمّا راح عند ربنا في الجنة وماما بتقول لي هو مشي لكن حيّا ومعانا في كل وقت وشايفنا وماتبكيش عشان مايزعلش منك يا حبيبتي".
آيات زوجة الشهيد مصطفى الأزهري، خريجة كلية الطب، تقول إنه "قبل ما يستشهد بأسبوع بعث برسالة لـ"سيف"، وقال له خلالها خلي بالك من أختك وأمك أنت هتبقى راجل البيت".
وأضافت زوجة الشهيد، "قبل ما يستشهد بأسبوع كنا نشتري أكل وبعدين نظر لسيف وقال له خلي بالك من اختك وأمك أنت هتكون رجل البيت يا سيف".
وتابعت "آيات" أن الشهيد مصطفى الأزهري كان يحب المرح ومُقبل على الحياة والابتسامة لم تفارقه ولم تواجهنا مشكلة كان يقول لي "ماتزعليش كل مشكلة وليها حل"، ودائمًا كانت الضحكة مرسومة على وجهة ومتفائل جدًا ومتفوق في دراسته وطموح واستكمل شهادة الدراسات العليا وحصل على ماجستير في علوم الشرطة من أكاديمية الشرطة وسجل رسالة الدكتوراه، مشيرة إنهما تعرفا على بعضهما في خطوبة مي أخت الشهيد التي تكبر الشهيد وكانت زميلتها ولكنها تسبقها في سنوات الدراسة ولكن في الكلية نفسها وتزوجا عام 2011، متذكرة حتى لما كان يرجع من الشغل وتعبان ومرهق يجي سيف يقول له "بابا بابا عاوز ألعب معاك مكنش ينام غير لمّا يلعب مع سيف وكان ده أفضل على قلبه من إنه ينام مع أنه كان بيرجع مرهق من تعب الشغل".
واسترجع "آيات" نبأ استشهاد زوجها، قائلة "تلقيت تلفون من والدي يسألني هو مصطفى فين قولت له مصطفى في الشغل، فقال لي طيب اتصلي اطمني عليه يا بنتي.. قولت له هو في إيه يا بابا، فأجابني بأن في خبر مش كويس قولت له خبر إيه يا بابا قول، فقال لي في على التلفزيون خبر استشهاد الرائد مصطفى عبيد الأزهري، وقتها انصدمت ورميت التلفون على الأرض وفتحت التلفزيون لقيت خبر استشهاده وبعدين مصدقتش أنه مات خلاص يعني مش هشوفه تاني خالص، وبعدين اتصلت على اللواء عبيد والد الشهيد وقال لي إن لله وإنا إليه راجعون مصطفى استشهد يا بنتي".
اللواء عبيد الأزهري، والد الشهيد مصطفى الأزهري، الذي قدم من جزيرة الأحرار بمحافظة القليوبية عام 1970، يقول "في الفترة الأخيرة كان الشهيج يتكلم عن الموت كتير"، متابعًا أن "قبل استشهاد مصطفى قولت له يا بني أنتم الجيل المشرق للحياة ونحن الجيل المغرب خلاص أنا عندي 67 سنة وكدة وأديت رسالتي في الحياة، قال يا بابا متقولش كدة أنت اللي هتربي سيف ولاراء، وقال لي خلي بالك منهم يا بابا"، موضحًا "أنه في الفترة الأخيرة بقى ينزل البلد كتير وكان بيبعت رسائل كلها تشير إلى الموت زي اللي شرحتها سالفًا لكن أنا إزاي ما أخدتش بالي منها غير لما مات دلوقتي، وأقول إزاي كان بيتكلم كتير عن الموت ومأخدتش بالي من ده".
وأضاف أن الشهيد التحق بكلية الشرطة عام 2002 وتخرج فيها عام 2006 ثم التحق بالمفرقعات قبل ثورة يناير سنة 2011 وواجه كل الأحداث التي مرت بها البلد وبشهادة قائد المنطقة التي كان يخدم فيها قال لي يوم استشهاده "مصطفى كان شايل المنطقة وماشفتش مثل حسن أخلاقه منذ التحقت بالجهاز، وأنا من خبرتي بالجيش وضحت له خطورة العمل في المفرقعات، قال يا بابا الضابط بيختار بنفسه الشغل في مفرقعات عشان بيطلب ذهن صافي وتركيز عالي وما تعرفش يا بابا فرحت الناس وقت ما بفكك قنبلة وأنا بحب شغلي والأجل بإيد ربنا وسيبها على الله وبعدها سافر إلى أمريكا وكندا على حسابة وحصل على دورات عدة منها osHAوNAsp، وحصل علي ماجستير وسجل رسالة الدكتوراه، وأصعب المواقف اللي مرت عليه عندما قام بتفكيك إحدى العبوات المتفجرة في محيط جامعة الأزهر التي كانت تذاع عبر الهواء مباشرة وأنا بشوف ابني وهو يقدم على تفكيك العبوات المتفجرة ودي كانت من أصعب اللحظات في حياتي".
"نفسي اطلع ضابط شرطة زي بابا"، بهذه الكلمات بدأ محمد نجل الشهيد أحمد أبو الدهب، الذي استشهد من أجل إنقاذ فتاة تعرضت للسرق بالإكراه، وأثناء تخليص الفتاة من أيدي المجرمين قام أحدهم بإطلاق رصاصة من مسدسه ليهرب من الجريمة لتسيل الدماء الطاهرة على أرض مصر، حاكيًا محمد "أنا نفسي في المستقبل أطلع ضابط شرطة زي بابا"، وتذكر قائلًا "بابا كان بيروح معايا النادي ويلعب كرة بس في يوم الجمعة لأنه كان طول الوقت في الشغل ولما استشهد أصحابي في المدرسة قالوا لي ابوك كان بطل وأنا نفسي اكون زي البطل".
"لوجينا" ابنة الشهيد أبو الدهب، الطالبة في الصف السادس الابتدائي، تقول "أنا بفتكر بابا طول الوقت وهو حيّا يرزق عند ربنا، وأنا بحب بابا جدًا وهو كمان كان بيلعب معايا وبيفسحني في الإجازة وماما قالت لي بابا حيا يرزق عند ربنا".
"مصطفى وبيساب" التوأمان نجلا الشهيد أبو الدهب، ولم تتجاوز أعمارهما 3 سنوات، قالا "نفسنا كنا نشوف بابا"، وتمنوا أن يروا والدهما، ولكن فرقهم القدر ولكنهم فخوران به ويحبا صورته جدًا ونفسهم يكونوا زي الشهيد".
واستكملت زوجة الشهيد أحمد أبو الدهب، حديثها قائلة "في سنة 2013 شهر سبتمبر اتصلت عشان اطمئن عليه رد عليّ صوت غريب وبيقول لي جوزك اتضرب بالنار يا مدام ومرمي في الشارع".
وبعدين صرخت وكنت في بيت والدي وخرج أخويا أخد التلفون مني وتواصل مع المتصل، متذكرة إن الحادثة كانت عند سينما رادوبيس، كاشفة أسباب الحادثة من الفتيات إنه لما حاول البلطجية سرقة هاتفي المحمول من فتاتين في شارع الهرم ولم ينجيهما أحد من المارة وهو الوحيد الذي وقف ودافع عنهما وقال للبلطجية سيبوهم ولما شوفوا الطبنجة، قالوا اقتلوا ده ضابط وفروا هاربين.
حسام نجل الشهيد ساطع النعماني، الطالب في الصف السادس الابتدائي، قال "أنا فخور بوالدي وآخر مكالمة بابا قال لي انتظرني هجيلك بكرة ولما سألت عليه قالوا لي بابا مات يا حسام".
وأضاف حسام، "بابا كان يحب يلعب معي كرة القدم وكنا بنحب نروح السينما وأنا مش مصدق إن بابا مات وآخر مرة شوفته فيها هو نزل معي من البيت وراح يركب الطائرة وكان مسافر عشان يستكمل علاجه، وأنا ذهبت إلى المدرسة وآخر مكالمة قال لي انتظرني هجيلك بكرة وكان يوم الثلاثاء ولمّا سألت عليه في اليوم التالي قالوا بابا مات يا حسام البركة فيك يا بطل أنت راجل"، مستطردًا "نفسي اطلع لاعب كرة زي محمد صلاح".
زوجة الشهيد ساطع النعماني، قالت "مفيش حد بيعوض مكان الزوج ومكنتش بشعر بالأمان غير وأنا معه"، واستكملت مدام نضال، قائلة "الجميع يتذكر موقف الشهيد البطل ساطع النعماني الذي واجة الإرهابين وفقد بصره في عنفوان شبابه".
وأكملت "نضال"، أن الشهيد قال في آخر مكالمة "مش هقولك هنزل أمتى وهخليها لك مفاجأة ولمّا أصريت إنه يقول قال أنا جاي يوم الثلاثاء وطلب يكلم ياسين ابنه"، مؤكدة إن نجلها ياسين هو نسخة لوالده في طباعه حتى متذكرة كلام نجلها للشهيد إنه نفسه يحارب الأشرار مطالبة بان يوضع اسم الشهيد على ميدان النهضة.
وتروي "دعاء" زوجة الشهيد مصطفي الجوهري، "أنه ذهب إلى سيناء سنة 2013 هو واثنين من زملائه ولم يرجع وأبلغوني أنه استشهد".
وأوضحت "دعاء" أن الشهيد سافر للدفاع عن أرض الوطن ومواجهة الاٍرهاب ودك جحورهم في شمال سيناء، وعندما كان يرجع من إجازة كان "يقول لي دائمًا الوضع في سيناء صعب جدًا وربنا يستر على البلد من الإرهابين"، مطالبة بتخفيض درجات القبول لأبناء الشهداء في الكليات.
"نفسي بابا يرجع تاني"، بهذه الكلمات بدأت رودينا، ابنة الشهيد مصطفى الجوهري، الطالبة في الصف السادس الابتدائي، مضيفة: "بابا لمّا بيوحشني بجيب صوري أنا وهو وأشوفها أكتر من مرة في اليوم لأنه آخر مرة سافر فيها كان عندي 4 سنوات، ومفيش حد هيعوض مكان بابا".
حسام نجل الشهيد الجوهري، 10 سنوات، قال "نفسي أطلع ضابط وأخذ ثأر ابويا وأحارب الاٍرهاب الذي قتل أبي وحرمني من كلمة بابا طوال العمر وأن يحارب ويستكمل مسيرة أبيه في مواجهة المعتدين ويكون ضابط ويحمي مصر من الأعداء".