«أحمد».. التلميذ يختفى فى عاصفة «عبير وفتنة إمبابة»
«أحمد».. التلميذ يختفى فى عاصفة «عبير وفتنة إمبابة»
خرج «أحمد محمد زكى محمد» من بيته بأرض اللواء فى الثانية عشرة ظهر 8 مايو 2011، وهو اليوم الذى جرت فيه أحداث كنيسة مارمينا بإمبابة والمعروفة بـ«فتنة عبير»، كان فى طريقه لحضور أحد دروس التقوية فى مدرسته التى تقع فى شارع همفرس ببولاق قبل أسبوع واحد من بدء امتحانات الشهادة الابتدائية، كان موعد درسه الواحدة ظهراً، لكن المدرس طلب منه الخروج من الفصل والانتظار للثالثة عصراً حتى تحضر مدرسته، فاستجاب وعند خروجه قابل مدرسته التى أخذت منه حقيبته وطلبت منه الذهاب إلى المنزل والعودة فى توقيت الدرس.
وبحسب رواية والدته، منال عليوة التى أكدت أنه لم يأت إلى المنزل إلا أنه وصل فى ميعاده إلى المدرسة مرة أخرى ليقابل المدرسة التى اندهشت من منظره الذى بدا عليه الخوف والقلق، وظل ينظر إلى ناحية بوابة المدرسة بخوف شديد، وحاولت مدرسته التحدث معه إلا أنه لم يستجب فطلبت منه الرجوع للبيت، بحسب ما ذكرته فى تحقيقات النيابة، وكانت هى المرة الأخيرة لهذا الطفل ابن الـ 13 عاماً ليحرم أهله وإخوته من طلته عليهم.[Image_2]
«يا شمس جوه الميدان.. تانى على النوتة، طلى بزغرودة.. يا فجر فارد كفوفه، كتبت نشيدى الوطنى.. جنيته أنا بدمى»، هذه أحد أبيات الشعر الذى كان يكتبها أحمد عن الثورة قبل اختفائه، وتضيف الأم: «لما بقينا العشا وأحمد اتأخر رحت للمدرسة وقالت لى مدرسته إنها رأته وكانت عينه منفخة، ولذلك طلبت منه العودة للمنزل بعدها اتجه أحمد إلى أحد محلات العطارة ليشرب ثم اختفى ولم يره أى شخص فى المنطقة بعد ذلك».
تبكى الأم بحرقة وتقول: «ابنى طلب منى أن أصلح له جهاز الكمبيوتر ليلعب عليه بعد الامتحانات، كنت وعدته بالخروج والفسحة وأكل الكشرى ولعب البلاى ستيشن بعد آخر امتحان، لكنه لم يعد، ياحبة عينى يا بنى».
أسرة طالب الصف السادس الابتدائى المفقود تحدثت لـ«الوطن» عن رحلة البحث عن ضناها، التى بدأت قبل سنة و3 أشهر، قالت شقيقته الكبرى أسماء: «لفينا على كل المستشفيات فى القاهرة وعلى 3 إصلاحيات، ومشرحة زينهم، والسجون المدنية، وسألنا الشرطة العسكرية بعد القبض على 90 طفلاً عقب أحداث إمبابة، وقالولنا أن أحمد ليس منهم»، الأم تستكمل وهى تبكى «بعد البلاغ بشهرين جالنا تليفون بأن هناك 4 أطفال بينهم أحمد فى قسم كرداسة، ولما ذهبنا وكلنا أمل أن نراه من جديد، صدمنا الضابط لما قال لنا «مفيش حد اسمه أحمد محمد زكى».
أما شقيقته آية، فتقول «دى مش أول مرة أحمد يختفى فيها، اتخطف قبل كدة فى شهر مارس 2011 وهو رايح يجيب بوسترات لشهداء الثورة عشان بيعمل بحث عنهم فى المدرسة، ولما خالى لقاه ورجع قالت إنه مش فاكر غير أنه كان عند مكتبة وبعد كدة صحى لقى نفسه جوة خيمة فى ميدان التحرير»، مؤكدة أن أخاها لا يستطيع أن يترك البيت ولا ينام بعيداً عن والدته، فى حين تضيف «أسماء» أنهم لم يذكروا حادث اختفائه فى أى محضر لأن أحد الضباط بقسم بولاق قال لهم إن ذلك ليس فى مصلحتهم.
وتضيف والدة أحمد أنه بعد قيام شقيقته بنشر تنويه عن فقدانه بإحدى الصحف استقبلت اتصالاً هاتفياً من سيدة من الإسكندرية قالت إنها رأت ابنها يقوم ببيع المناديل الورقية فى أحد المقاهى على البحر، وذهبنا هناك لكن للأسف «مطلعش هوه». وقالت والدته إنها تريد الذهاب للرئيس مرسى ليجد لها ابنها المفقود.
الأب اكتفى بسؤال واحد «مش عارف ليه ابنى ما اتصلش لحد دلوقتى؟.. ده حافظ كل الأرقام» أنا عايش على أمل ألاقيه وحد يدلنى عليه».
ملفات متعلقة
محمد صديق.. سجين باسم مستعار
«الوطن» تتذكر مفقودى الثورة فى ثالث عيد على اختفائهم
«خلف».. سرّ هاتف القرية الذكية
«أبو المفقودين»: الولد اغتصبوه فى السجن فقرر «ياخد حقه بإيده».. والبنت اختفت من المترو فى يوم «الداخلية»
«زينب».. «صورة» تهزم المرض فى انتظار «الغائب»
«حسن».. فى البيت أم مريضة بالكبد و3 بنات دون عائل
لجنة تقصى الحقائق.. فى انتظار «الرئيس»
«إبراهيم».. اللهم لا تجعله بين جثث المشرحة
ياسر.. وقائع اختفاء غامض فى يوم «محمد محمود»