محمد صديق.. سجين باسم مستعار
محمد صديق.. سجين باسم مستعار
لم يكن غريباً عليه أن يكون من أوائل الذين خرجوا للمشاركة فى ثورة 25 يناير، فعلى الرغم من صغر سنه فإن شغفه بالعمل السياسى وإيمانه بالفكر الناصرى - على درب أسرته - جعله ينضم مبكراً لحزب الكرامة، وقرر أن ينادى بإسقاط حكم الرئيس السابق ونظامه، وينادى بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية.
خرج محمد صديق توفيق - 24 سنة حاصل على بكالوريوس تجارة خارجية عام 2009 - مساء 25 يناير للمشاركة مع زملائه فى وضع الاستعدادات الأولى للثورة والترتيب لها، وظل خارج منزله طوال الليل ثم عاد فى الصباح بملابس مهلهلة ومبللة بالمياه، وعلى وجهه آثار الاعتداءات، وبدا غير قادر على الحديث بسبب ضعف صوته، واستمر على ذلك 3 أيام متتالية، يخرج بعد أذان العشاء من منزله ولا يعود إلا فى الصباح، حتى يوم جمعة الغضب 28 يناير حيث خرج فى المساء كعادته ولكن دون أن يعود.
غيابه عن منزله لم يكن فى بداية الأمر، صادماً لوالدته - التى تشاركه نفس الأراء السياسية - ولكن استمرار اختفائه جعلها تتيقن من أن سوءاً أصابه، ولم تجد أمامها سوى أن تستمر فى الاتصال بهاتفه المغلق لعل وعسى يرد عليها وتسمع صوته، أو يجيبها أى شخص يعطيها معلومات عنه، واستمرت على هذا الحال حتى يوم جمعة التنحى عندما فوجئت به يرد عليها بعبارة «أيوه يا أمى»، لم تصدق نفسها وحاولت الاستفسار منه عن مكان وجوده وأسباب اختفائه ولكنها فشلت فى ذلك بسبب انقطاع الاتصال، بسرعة البرق عاودته الاتصال، ولكن هذه المرة رد عليها شخص آخر ورماها بوابل من الشتائم والعبارات التى جعلتها تؤكد أنه أحد أفراد الشرطة مثل «مبارك مش عاجبكم فى إيه»، «والله لنأدبكم»، وغيرها من العبارات التى تحمل تهديداً بالانتقام، الأمر الذى جعلها تبدأ البحث عنه فى العديد من السجون والمعتقلات، وقدمت بلاغات إلى جميع الجهات المسئولة دون فائدة، حتى فوجئت ذات يوم باتصال من شخصية أمنية - رفضت ذكر اسمه - أخبرها فيه بأن ابنها محكوم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات وهو الآن يقضى مدة العقوبة - وذكر لها اسم السجن الموجود فيه - فأخبرته بأنها اطلعت على كشوف المعتقلين داخل هذا السجن ولم تعثر على اسمه، فأكد لها أنه دخل باسم مستعار، ولم يخبرها بأسباب ذلك، لتبدأ الأسرة رحلة جديدة مع أمل وجود ابنها على قيد الحياة بعد أن انقطعت جميع وسائل الاتصال به منذ ما يزيد على عام ونصف.
ملفات متعلقة
«الوطن» تتذكر مفقودى الثورة فى ثالث عيد على اختفائهم
«أحمد».. التلميذ يختفى فى عاصفة «عبير وفتنة إمبابة»
«خلف».. سرّ هاتف القرية الذكية
«أبو المفقودين»: الولد اغتصبوه فى السجن فقرر «ياخد حقه بإيده».. والبنت اختفت من المترو فى يوم «الداخلية»
«زينب».. «صورة» تهزم المرض فى انتظار «الغائب»
«حسن».. فى البيت أم مريضة بالكبد و3 بنات دون عائل
لجنة تقصى الحقائق.. فى انتظار «الرئيس»
«إبراهيم».. اللهم لا تجعله بين جثث المشرحة
ياسر.. وقائع اختفاء غامض فى يوم «محمد محمود»