الأطباء يرصدون أسباب إصابة الأطفال بـ«العمى» أولها العيوب الخلقية والمياه البيضاء والزرقاء

كتب: سهاد الخضرى

الأطباء يرصدون أسباب إصابة الأطفال بـ«العمى» أولها العيوب الخلقية والمياه البيضاء والزرقاء

الأطباء يرصدون أسباب إصابة الأطفال بـ«العمى» أولها العيوب الخلقية والمياه البيضاء والزرقاء

أرجع عدد من أطباء العيون الإصابة بالعمى إلى عدد من الأسباب، تأتى فى مقدمتها العيوب الخلقية أثناء الحمل والولادة، والإصابة بالمياه الزرقاء «الجلوكوما»، أو المياه البيضاء «الكتاراكت»، التى تؤدى إلى الضغط على العصب البصرى، مشيرين إلى أنه فى كثير من الحالات، التى يتم اكتشافها مبكراً، يمكن التعامل مع هذه الأسباب، بينما حالات أخرى قد لا يجدى معها العلاج.

الدكتور «حسام الصعيدى»، استشارى طب وجراحة العيون، أكد لـ«الوطن» أنه يمكن إصابة الطفل بالعمى أثناء ولادته، نتيجة إصابته بمرض «الجلوكوما»، الذى يصاحبه تضخم حجم قرنية العين، ويظهر ذلك فى قياسات ضغط العين، ويمكن علاج معظم هذه الحالات، فى حالة اكتشاف المرض فى وقت مبكر، عن طريق التدخلات الجراحية، أما فى حالة عدم اكتشافها، فيؤدى ذلك إلى الضغط على العصب البصرى، مما يفقد المريض القدرة على الإبصار.

وأوضح أنه عند تعرض المولود لتركيز نسب عالية من الأكسجين، فقد يؤدى ذلك إلى اعتلال شبكية العين، خاصةً الأطفال المبتسرين أو ناقصى النمو، لافتاً إلى أن كثيراً من الأطباء أصبح لديهم وعى بمثل هذه الحالات، ويطلبون فحص قاع العين للطفل مبكراً، لاكتشاف إصابته بمرض «الجلوكوما» من عدمه، بعكس ما كان يحدث فى السابق، حيث يتعرض المولود، أثناء فترة وجوده فى «الحضانة»، لإضاءة كثيفة، دون وضع غطاء أسود عليها، لحماية شبكية العين.

كما أشار «الصعيدى» إلى أن إصابة الأمهات ببعض الأمراض، ومنها «الحصبة الألمانية»، قد تؤثر على المولود، وتتسبب فى إصابته بأمراض «الجلوكوما» أو «الكتاراكت»، وإعتام العينين، أو ضمور الشبكية، مؤكداً أنه فى حالة إصابة الطفل بضمور فى العصب البصرى، لا يكون هناك طرق علاج مجدية معه، ونصح الأمهات الحوامل بضرورة المتابعة المستمرة من طبيب النساء والتوليد، وسرعة عرض المولود على طبيب أطفال أو عيون حال وجود نقطة بيضاء فى العين، أو كبر حجم القرنية، وهى من المؤشرات التى ترجح إصابة الطفل بالمياه الزرقاء.

{long_qoute_1}

أما فى حالة وجود ورم أو تشوهات فى العينين، فأكد استشارى طب وجراحة العيون أنه فى حالة الكشف المبكر يمكن علاج الورم بوضع «شريحة» خلف العين، أما إذا كان حجم الورم كبيراً، فيمكن التدخل جراحياً لاستئصاله، وفى بعض الأحيان يلجأ الطبيب إلى استئصال العين بشكل كامل، حتى لا ينتشر الورم ويمتد إلى العين الأخرى، كما أشار إلى أن سوء التغذية يمكن أن يتسبب أيضاً فى إصابة إحدى العينين بـ«الكسل»، وهى من الأعراض التى يصعب ملاحظتها، وإنما يمكن اكتشافها من خلال المتابعة مع الطبيب المختص.

كما أكد الدكتور «محمد الدسوقى»، إخصائى الأطفال حديثى الولادة بمستشفى «عزبة البرج» المركزى بدمياط، أن هناك العديد من الأسباب التى قد تؤدى إلى ولادة طفل مصاب بمشاكل فى العين، كفقدان البصر، أو ضعف فى الشبكية، مشيراً إلى أن «الولادة القيصرية»، التى بلغت نسبتها نحو 43%، ينجم عنها الكثير من المشاكل الصحية للطفل المولود والأم، لعل أبرزها حاجة الطفل لدخول «الحضانة»، نتيجة الولادة المبكرة، وقد ينجم عن ذلك إصابته بمشاكل فى الإبصار.

وأوضح أن من ضمن أسباب ولادة أطفال مصابين بالعمى أن تكون الأم أصيبت بعدوى أثناء الحمل، مثل «الحصبة الألمانية» أو «الجديرى المائى»، مما يؤدى إلى إصابة المولود بعتامة فى عدسة العين، وقد ينجم عنها إصابته بتشوهات خلقية، قد تتسبب فى إصابته بفقدان القدرة على الإبصار، أو أن يكون المولود مصاباً بأحد الأمراض التى تصيب المخ والأعصاب، ومنها «الاستسقاء على المخ»، ويسبب ذلك إصابة الطفل بالعمى خلال السنة الأولى بعد ولادته.

وأضاف أن هناك بعض الحالات لأطفال تتم ولادتهم بصورة طبيعية، ولكنهم يتعرضون لتركيزات عالية من الأكسجين لفترات طويلة فى عمر 6 شهور، نتيجة عدم اكتمال الرئتين، مما يؤدى إلى إصابتهم بعتامة فى عدسة العين، أو خلل فى الشبكية، وشدد على ضرورة إجراء فحص لقاع العين بصورة مستمرة للأطفال المبتسرين الذين يلجأ الأطباء إلى وضعهم على أجهزة الأكسجين، لضمان عدم تعرضهم لتركيزات عالية من الأكسجين قد تؤدى إلى إصابتهم بمشاكل فى الإبصار.

وبالنسبة لحالات الأطفال الذين يولدون مصابين بورم فى شبكية العين، أوضح «الدسوقى» أن الورم قد يصيب إحدى العينين أو كلتيهما معاً، ويمكن التدخل فى هذه الحالة لاستئصال الورم، حتى لا يؤثر على أجهزة الجسم الأخرى، مشيراً إلى أن نسبة الأطفال الذين يصابون بمشاكل فى الإبصار أثناء الولادة الطبيعية لا تتخطى 1% من إجمالى المواليد فى مصر، وترتفع هذه النسبة إلى نحو 5% بين الأطفال المبتسرين، نتيجة تعرضهم لتركيزات مرتفعة من الأكسجين.

وعن الإجراءات التى يجب اتخاذها لمنع زيادة هذه النسبة، شدد إخصائى الأطفال حديثى الولادة على ضرورة قيام السيدات الحوامل بمتابعة الحمل بصفة مستمرة، مشيراً إلى أن بعض الأمهات لا يقمن بالمتابعة والفحوص المطلوبة، إما نتيجة الظروف المادية، أو لحصولهن على قسط بسيط من التعليم، كما يجب عليهن الابتعاد عن بعض «المحظورات»، مثل تناول بعض الأدوية والفيتامينات، دون استشارة الطبيب المختص.

كما شدد على ضرورة التقليل من الولادات القيصرية دون داعٍ لها، لافتاً إلى أن التقديرات الدولية تشير إلى أن مصر تحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم فى الولادة القيصرية، بنسبة تصل إلى 43% من إجمالى الولادات بها، مع ضرورة فحص قاع العين لكل طفل مبتسر، وكذلك متابعة وزن الطفل، وفى حالة الفحص المبكر للرضيع واكتشاف ما إذا كان مصاباً بأحد الأعراض، يمكن التدخل الجراحى، وحل المشكلة فى بدايتها مبكراً، قبل أن تتدهور حالته ويصعب علاجها.


مواضيع متعلقة