مجلة أمريكية: أنفاق حزب الله قد تشكل مستقبل الحرب مع إسرائيل

مجلة أمريكية: أنفاق حزب الله قد تشكل مستقبل الحرب مع إسرائيل
نشرت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية، تقرير يقول "إن إسرائيل قد واجهت العديد من التهديدات خلال وجودها المضطرب الذي امتد لـ75 عامًا، مثل الصواريخ البالستية والدبابات والمنظمات الإرهابية والانتحاريين، لكن إسرائيل الآن تواجه تهديدًا جديدًا وخطيرًا، لا يمكن مواجهته بالدفاعات العسكرية التقليدية".
وأضافت المجلة الأمريكية في تقريرها، "إن حزب الله، الجماعة اللبنانية الشيعية المسلحة، قد حفرت أنفاقًا تحت الحدود بين لبنان ومنطقة الجليل في شمال إسرائيل، وصرح الاحتلال الإسرائيلي بأن الأنفاق لها غرض خطير، وهو السماح لمقاتلي حزب الله بدخول إسرائيل في هجوم مفاجئ لاعتقال العديد من الإسرائيليين على الحدود، وهو إنجاز لم تتمكن الجيوش العربية من تحقيقه منذ عام 1948".
وبحسب موقع "واي نت نيوز" الإسرائيلي الإخباري، فإن خطة حزب الله تتضمن مقاتلين من كتيبة "رضوان" التابعة لحزب الله يتسللون إلى إسرائيل من لبنان، لتتطويق المجتمعات الإسرائيلية بالقرب من الحدود، ويأخذون الرهائن ويستخدمون المواطنين الإسرائيليين كدروع بشرية، وبحسب الموقع الإسرائيلي فإن الأنفاق التي يستخدمها حزب الله متطورة وجاهزة بأنظمة الكهرباء والتهوية الجيدة.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنها ليست المرة الأولى التي تواجه فيها إسرائيل تهديد الأنفاق، حيث تسللت قبل ذلك عناصر من حركة حماس من غزة إلى جنوب إسرائيل، للقبض على الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، والذي ظل محتجزًا لمدة خمس سنوات حتى تم تبادله مع سجناء حماس في عام 2011. وقد حفز هذا الجيش الإسرائيلي على تطوير تقنيات جديدة للكشف عن تلك الأنفاق.
وتابعت المجلة الأمريكية بقولها، "ويبدو أن ثمار جهود الجيش الإسرائيلي قد آتت أكلها، حيث بدأت القوات الإسرائيلية خلال الشهر الماضي، بتدمير أنفاق تابعة لحزب الله اللبناني. وحتى الآن استطاعت إسرائيل تدمير خمسة أنفاق، وقد يكون هناك المزيد منها، الأمر الذي يثير التساؤل، هل أنفاق حزب الله هي قالب لمستقبل الحرب في المستقبل؟".
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن سلاح الأنفاق ليس سلاحاً جديداً، فقد استخدمته الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام المعروفة بـ "الفيت كونج" للإختباء من الجنود الأمريكيين ونصب كمين لهم، في حين تشتهر كوريا الشمالية ببناء أنفاق عديدة تحت المنطقة المنزوعة السلاح كطرق لغزو كوريا الجنوبية، بعضها واسع بما فيه الكفاية لعبور دبابات.
واستبعدت المجلة الأمريكية في تقريرها أن يغزو حزب الله منطقة "الجليل" بكاملها غزواً بالمعنى التقليدي، وحملها على مقاومة القوات الإسرائيلية، ورجحت المجلة الأمريكية بدلاً من ذلك أن تقوم عناصر حزب الله باختطاف الإسرائيليين هناك وإعتقالهم، وشبهت المجلة الأمريكية عمليات حزب الله التي يقوم بها هناك، بعمليات الإرهابيين أو لصوص البنوك الذين يأخذون رهائن للحفاظ على حياتهم.
وبحسب المجلة الأمريكية فإذا كان تقدير إسرائيل صحيحًا، فإن الغزو الدائم ليس مهمًا، وتوقعت المجلة الأمريكية أن حزب الله سيستخدم هذه الأنفاق لاختراق أراضي العدو في هجوم مفاجئ، للاستيلاء عليها وإهانة العدو وإثبات عجزه أمام العالم، وقالت المجلة الأمريكية، "لطالما أبدى حزب الله إهتمامًا كبيرًا ببث عملياته إعلاميًا، مثل تدمير سفينة حربية إسرائيلية بقذيفة على شاشة التلفاز ببث حي، حيث إن الاستيلاء على عدد قليل من البلدات الإسرائيلية سيكون أكثر إثارة للإعجاب".
وأضافت المجلة الأمريكية في تقريرها بالقول، "إذًا هل استراتيجية أنفاق حزب الله هي مستقبل الحرب؟، والإجابة نعم، من الممكن أن يكون كذلك إذا تم استيفاء شروط معينة. فبالنسبة للمبتدئين في مثل هذه الأمور كحزب الله، قد تحتاج الجماعة إلى منظمة غير حكومية أقوى من جيش الدولة التي تقيم فيها (مثل لبنان)، وستكون هناك عوامل قوية للغاية بسبب المساعدات العسكرية والمالية السخية من دولة أجنبية (مثل إيران)، بما في ذلك الوصول إلى أسلحة متطورة مثل الصواريخ الباليستية".
وتابعت المجلة الأمريكية بقولها، "وسيحتاج حزب الله أيضاً إلى السيطرة على منطقة حدودية (مثل جنوب لبنان)، بحيث يكون من السهل إنشاء أنفاق مع أقل تدخل ممكن من حكومة مركزية، أو قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، وإذا وجدت هذه الشروط، فإن أي حرب عصابات أو ميليشيا يستطيع حزب الله أن يشعلها".
وأوضحت المجلة الأمريكية أن المشكلة تكمن في العثور على أماكن تنطبق عليها هذه الشروط، حيث أن صراعات سوريا أو اليمن لا تعير حياة الرهائن أهمية كبيرة، والمسلمون في الفلبين ليس لديهم صواريخ باليستية، ولن تعطي الحكومة العراقية غطاءًا سياسيًا لداعش إذا ما قامت بنقل أنفاق الهجوم إلى إيران، وبعبارة أخرى، أنفاق حزب الله فكرة ذكية بسبب الظروف المواتية على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، مما لا يعني أنهم سيعملون في أي مكان آخر.