فاروق الشرع.. هدوء يسبق العاصفة

كتب: أحمد عبدالحكيم

فاروق الشرع.. هدوء يسبق العاصفة

فاروق الشرع.. هدوء يسبق العاصفة

أحد أعمدة الدولة السورية، استهوته السياسة فغاص فى ثناياها دبلوماسياً مخضرماً ووزيراً مفوهاً، انتهى به المطاف نائباً أول لرأس الدولة، تتضارب بشأنه الأنباء حول إقدامه على خلع عباءة النظام الأسدى الذى ترعرع فى أكنافه وانضمامه إلى الثورة من عدمه. فاروق الشرع، نائب الرئيس بشار الأسد، سياسى ودبلوماسى تقلب فى مناصب عدة وتقلد مسئوليات مختلفة، ولد فى العاشر من ديسمبر 1938 وهو من السياسيين المفضلين للرئيس الراحل حافظ الأسد وأحد أكثر رجاله المخلصين يمثل ثقلاً سياسياً إلى الجانب الذى ينحاز إليه، معارضةً أو نظاماً. بدأ الدبلوماسى السورى المولود فى درعا -مهد الثورة السورية- حياته العملية فى شركة الطيران السورية، وفى عام 1970 عرف الشرع أن باب السياسة السورية هو حزب البعث فطرقه بقوة وبات عضواً ناشطاً فيه. اختاره حافظ الأسد سفيراً فى إيطاليا 1976 ثم عينه نائباً لوزير الخارجية 1980 وخلال تلك الفترة تدرج فى المناصب الحزبية حتى أصبح عضواً فى اللجنة المركزية لحزب البعث ليعتلى بعد ذلك رأس الدبلوماسية السورية 1984، ويصبح واحداً من أكثر السياسيين الذين شغلوا منصب وزير الخارجية على الإطلاق حيث بقى فى هذا المنصب نحو 22 عاماً متتالية. انتهت به دهاليز المناصب ليصل إلى منصب نائب الأسد بعد قرار الأخير بتعيينه نائباً عام 2006، المنصب الذى اعتبره البعض «ترقية لإزاحته عن المشهد السياسى وانحسار دوره»، ليخسر بذلك حضوره الدولى الذى عكف على بنائه طيلة عقدين من العمل الدبلوماسى. ظهر الشرع مجدداً على ساحة سوريا الثورة بعد غياب طويل عن الأنظار، مكلفاً من الأسد بمحاورة المعارضة فى مؤتمر الحوار الوطنى، ثم تردد اسمه فى أروقة الدبلوماسية العربية ليكون خلفاً للأسد على النهج اليمنى، وذلك بعد تقديم الجامعة العربية مبادرة أوائل هذا العام أبرز ما فيها مطالبة الأسد بتفويض «صلاحيات كاملة» إلى الشرع والتعاون مع حكومة وحدة وطنية، إلا أنها باءت بالفشل كمثيلاتها لتدخل الأزمة السورية إلى نفق مظلم.