«الشيماء» التى تحارب الموسيقى الرديئة بتراث الغناء العربى الأصيل: يعنى إيه «مهرجانات»؟
«الشيماء» التى تحارب الموسيقى الرديئة بتراث الغناء العربى الأصيل: يعنى إيه «مهرجانات»؟
لم تكن تتصور أن مدة خمس سنوات ستشكل كل هذا الفرق فى بلدها مصر، الشيماء محمد، كانت تتصور أنها حين تعود من دولة الإمارات ستجد الأوضاع أفضل مما تركتها عليه، لكنها فوجئت بالعكس، «أصبح الناس يفتقدون إلى الذوق بشكل عام، حين تقول لأحد شكرا ينظر لك باستغراب وغالبا لن يرد ويقول العفو، ردود الفعل أصبحت عنيفة قولا وفعلا، أى نقاش فى أى مجال ينتهى إلى مشاجرة وقطيعة، الكل غاضب من الكل»! هكذا لخصت خريجة الكونسرفتوار مشاهداتها فى مصر عقب عودتها من الخارج.
حاولت الفتاة ابنة الـ35 سنة أن تجد حلا لما تراه، تقول: «أسوأ ما رأيت فى مصر حين عدت ما يقولون عنها مهرجانات، تلك الموسيقى السوقية والغناء العشوائى الذى يتم فرضه فرضا على المواطنين فى وسائل المواصلات والشارع واحدة من أسوأ ما انتهى إليه فساد الذوق فى مصر، وامتدت إلى الخارج، فالمصريون فى البلاد الأخرى حين يودون تشغيل أغانٍ شعبية من مصر، أصبحوا يلجأون إلى هذا النوع من الموسيقى والغناء، لتصبح واحدة من أسوأ الواجهات الفنية التى يمكن تعريف أنفسنا للآخرين من خلالها»، تتحدث الشيماء بأسى عما آلت إليه أحوال الموسيقى فى مصر، هى التى كانت تدرس الأغانى التراثية المصرية والمقامات الموسيقية لسيد درويش والموشحات فى دولة الإمارات، لم تتحمل فكرة المهرجانات فأرادت مجابهتها بتراث سيد درويش وبليغ حمدى.
الشيماء التى تخصص أشقاؤها الثلاثة فى الغناء العربى، ودرسوا بمعهد الموسيقى العربية، أرادت أن تتميز عنهم بدراسة الموسيقى الغربية، والفن الأوبرالى بالكونسرفتوار، لكنها لم تلبث أن عادت للغناء العربى الأصيل، تقول: «مغنى الأوبرا بيكون عنده مهارات كتير حبيت أكتسبها، بحب أرقص وأغنى وأمثل زى أى حد عنده مواهب، درست باليه وتمثيل وغناء، لكن فى الوقت نفسه لاقتنى بحب الأماكن التراثية جدا، وبحس إننا لازم نحافظ عليها وعلى التراث الغنائى الموازى ليها، إحنا عندنا أغانى تراثية حلوة جدا، الجيل الجديد ميعرفهاش، لأنهم مش بيسمعوا فى أغانى التكاتك، صعب عليا الجيل الجديد ميسمعوش تراث البنايين والصيادين والحدادين، وغيرهم من الطوائف اللى ليهم أغانى جميلة، فى المدارس زمان كان فيه أنشطة وغنا، والواحد كان بيبقى عارف تراثه وله فكر، لكن دلوقتى مفيش حاجة خالص».
«نورت يا قطن النيل، يا حلاوة عليك يا جميل، اجمعوا يا بنات النيل يلا، دا قطن جميل ألف ماشالله»، كلمات غناها الممثلون فى فيلم الأرض، أحبتها الشيماء كما أحبت غيرها الكثير، فتوجهت إلى بيت السنارى بحى السيدة زينب، لتقترح تنظيم لقاء بعنوان: «ليالى إحياء تراث الغناء العربى»، لتعليم الأطفال والكبار تراثهم الغنائى، هو الأول لكنه لن يكون الأخير برأيها، تقول: «الموسيقى بتخلى الواحد راقى فى كل حاجة، أفكاره وأسلوبه، الفن والأصالة هيرجعونا أحسن من زمان، لازم الناس تعرف يعنى إيه أغنية تراثية وأهميتها، لازم يغنوها بأصواتهم ويحسوا حلاوة أعمال عظيمة زى «يا زين العابدين» و«الحنة يا حنة» و«يا بلح زغلول يا حليوة يا بلح» و«سالمة يا سلامة» و«عطشان يا صبايا»، حابة أوضح للناس الأغانى دى بتتغنى إزاى، مش لازم يكون صوتنا حلو، المهم نخرج الأصوات من المناطق المضبوطة لخروج الصوت، كمان حابة أوصل تاريخ وقصص أغانى زى «دنجى دنجى» اللى غناها سيد درويش لمصر والسودان، وإزاى كنا بلد واحدة، عندنا تراث جميل من أغانى سيد درويش والموشحات الأندلسية وغيرها، لو عرفه الناس هيفرق كتير معاهم».