بريد الوطن| أكل القلقاس فى عيد الغطاس

بريد الوطن| أكل القلقاس فى عيد الغطاس
يحتفل المصريون فى هذه الأيام، وتحديداً يوم 19 يناير، بعيد الغطاس، وهو عيد تعميد المسيح فى نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان، أو النبى يحيى كما جاء فى القرآن الكريم.. يقول المصريون: «يغطس النصرانى ويطلع البرد الحقانى».. أى البرد الحقيقى، وفى قول آخر: «ويطلع البرد التحتانى»، وهو يأتى دائماً فى شهر طوبة، وطوبة يعنى العلو والسمو والقمة، ولذلك يقولون فى الأمثال الشعبية المصرية «طوبة يخلى الصبية كركوبة»، يأكل المصريون فى هذا اليوم القلقاس والقصب والبرتقال، إذ يخفى القلقاس مادة سامة هلامية مضرة للحنجرة، فإذا اختلطت هذه المادة بالماء تحولت إلى مادة نافعة، والمسيحيون من خلال ماء المعمودية يتطهرون من سموم الخطيئة كما يتطهر القلقاس من مادته السامة بمياه الطهى، كما أن القلقاس يدفن فى الأرض، ثم يصعد ليصير طعاماً، كما أنه لا يؤكل إلا بعد خلع قشره، فبدون تعريته يصير عديم الفائدة، وفى المعمودية يخلع المسيحيون ثياب الخطيئة، أما القصب فيجعل الإنسان ينمو فى القمة الروحية، ويرتفع كاستقامة هذا النبات، وهو ينقسم إلى عقلات، وكل عقلة هى فضيلة اكتسبها فى كل رحلة عمرية، كما أن القصب كله أبيض وحلو الطعم، علامة على إفراز الحلاوة فى قلوب بيضاء نقية تعتصر من أجل الآخرين، أما البرتقال فيستخدم لإضاءة الشموع بقشرته الخارجية، ومن سماته غزارة السوائل، رمزاً لماء المعمودية، وهذه عادات شعبية وليست طقساً مسيحياً.
سامح لطفى هابيل - محامٍ بالنقض
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com