مستقبل «بريكست»: خيارات محدودة وعواقب كثيرة.. ومطالب باستفتاء جديد

كتب: محمد البلاسي

مستقبل «بريكست»: خيارات محدودة وعواقب كثيرة.. ومطالب باستفتاء جديد

مستقبل «بريكست»: خيارات محدودة وعواقب كثيرة.. ومطالب باستفتاء جديد

أدى تصويت البرلمان البريطاني بأغلبية ساحقة بالرفض حول اتفاق "بريكست"، وهو الاتفاق الذي تفاوضت عليه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي، بغالبية 432 صوتا مقابل 202 إلى تعميق الخلاف السياسي في بريطانيا.

وعقب التصويت فازت "ماي"، في تصويت على حجب الثقة عن حكومتها بأغلبية 325 صوتا، مقابل 306 أصوات، وقالت ماي في أول رد فعل بعد فوزها إنها "عازمة على المضي قدما للوفاء بالعهد الذي قطعناه للشعب بتقديم نتائج تتوافق مع خيارهم الذي انعكس في نتائج الاستفتاء الذي صوتوا فيه على الخروج من الاتحاد الأوروبي".

- خيارات "ماي" والخطة البديلة:

تعد خيارات ماي قليلة بالنسبة للأزمة السياسية في البلاد، وأصبح لزاما عليها إيجاد حلول قابلة للتفاوض وتحظى بدعم كافٍ في مجلس العموم، إضافة إلى تركيز جهودها للوصول إلى شكل ما من أشكال اتفاق بريكست، يحظى بتأييد البرلمان.

وفي هذا الإطار، عرضت "ماي" إجراء محادثات حزبية موسعة لتحديد المسار، وبدأت بالفعل سلسلة من الاجتماعات مع "كبار البرلمانيين"، بعد إبلاغها أعضاء البرلمان بأنها ستعود إلى المجلس بخطة بديلة الأسبوع المقبل، لكن زعيم حزب العمال المعارض، جيرمي كوربين، قال إنه قبل إجراء أي "مناقشات إيجابية"، ينبغي على رئيسة الوزراء أن تستبعد خيار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون صفقة.

وأضاف مخاطبا النواب: "يجب على الحكومة أن تلغي بشكل واضح ونهائي احتمال كارثة عدم التوصل لاتفاق للخروج من الاتحاد الاوروبي وكل الفوضى التي قد تنجم عن ذلك".

- موقف الاتحاد الأوروبي:

من جهته، أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده قبول اتفاق "بريكست" مختلف، بعد رفض البرلمان البريطاني لخطة ماي، لكنه قال إن ذلك مرهون بتغيير مطالب لندن الرئيسية.

ودافع ميشيل بارنييه، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، في كلمة ألقاها أمام البرلمان الأوروبي عن الاتفاق المبرم مع ماي، محذرا من أن مخاطر خروج غير منظم من الاتحاد أصبحت أكبر منها في أي وقت مضى.

وقال إن المفوضية الأوروبية ستكثف استعداداتها لخروج غير منظم، قد يؤدي لاختلالات في أوروبا بأسرها، مؤكدا: "إذا اختارت بريطانيا السماح بتغيير خطوطها الحمراء في المستقبل، وإذا فعلت ذلك لتحقيق طموح تجاوز اتفاق بسيط وإن لم يكن هينا للتجارة الحرة، فإن الاتحاد الأوروبي سيكون مستعدا على الفور.. للرد إيجابيا".

وأضاف بارنييه أن أحد السبل للمضي قدما هو أن تقبل بريطانيا بالتزام أكبر بقواعد الاتحاد الأوروبي لضمان الحصول على علاقات تجارية وثيقة في المستقبل، بينما قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن بريطانيا يمكنها، على سبيل المثال، التخلي عن تصميمها على مغادرة الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة المنظمة مركزيا.

- استفتاء آخر:

في المقابل، دعا بعض النواب الأوروبيين بريطانيا إلى إجراء استفتاء ثان على الخروج من الاتحاد الأوروبي، وأشار دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي إلى أن الانقسامات في بريطانيا قد تقود إلى إلغاء خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية ،أن النواب عن حزب العمال أطلقوا دعوة لإجبار زعيم الحزب جيرمي كوربين على تأييد إجراء استفتاء ثان من أجل إعطاء قول نهائي في الخروج من الاتحاد الأوروبي، في موعد أقصاه الأسبوع القادم.

وأوضحت الصحيفة أن حزب العمال يخشى من أن يتجاهل كوربين الدعوة لإجراء استفتاء جديد؛ تجنبًا منه لحدوث انقسام في حكومة الظل التي يرأسها وفي الحزب بشكل عام. ومن المرجح أن يجرى تحديد أمر الاستفتاء الجديد يوم الثلاثاء المقبل، حيث من المقرر التصويت على خطط ماي المقررة للأسابيع القادمة.


مواضيع متعلقة