بعد استقالة وزير دفاع اليونان بسبب التسمية.. "مقدونيا" اسم له تاريخ

بعد استقالة وزير دفاع اليونان بسبب التسمية.. "مقدونيا" اسم له تاريخ
- مقدونيا
- اليونان
- استقالة رئيس وزراء اليونان
- جمهورية مقدونيا
- بانوس كامينوس
- مقدونيا
- اليونان
- استقالة رئيس وزراء اليونان
- جمهورية مقدونيا
- بانوس كامينوس
أعلن وزير الدفاع اليوناني، بانوس كامينوس، اليوم، استقالته من منصبه احتجاجا على اتفاق الحكومة مع مقدونيا بشأن اسمها، ما يعصف بمستقبل الائتلاف الحاكم قبل أشهر من انتخابات البرلمان، حسب "رويترز".
قال كامينوس بعد لقائه رئيس الوزراء اليوناني، أليكسيس تسيبراس، صباح اليوم الأحد: "قضية اسم مقدونيا... لا تسمح لي إلا بالتضحية بالمنصب الوزاري"، مضيفا أنه سيسحب 6 وزراء آخرين، وهم أعضاء حزبه، من ضمن الحكومة اليونانية الحالية.
وكان لقاء كامينوس-تسيبراس مكرسا لمصير مجلس الوزراء بعد موافقة برلمان جمهورية مقدونيا على التغيرات الدستورية التي تقضي بتغيير اسمها إلى مقدونيا الشمالية.
ويعارض حزب "اليونانيون المستقلون" بالكامل منح جمهورية مقدونيا المجاورة الحق في استخدام كلمة "مقدونيا" في اسمها، وذلك لوجود مقاطعة يونانية تحمل الاسم ذاته.
وأمس الأول نشرت وكالات الأنباء العاليمة تصديق البرلمان المقدوني، على تغيير اسم البلاد إلى "جمهورية شمال مقدونيا" في تصويت تاريخي يفتح الباب أمام طي مرحلة الخلاف مع اليونان، والتحاق الدولة التي استقلت عن يوغوسلافيا في 1991 بدول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، حسب "فرانس برس".
وافق النواب المقدونيون، الجمعة، على تغيير اسم بلادهم إلى "جمهورية شمال مقدونيا" في تصويت تاريخي بغالبية الثلثين يمهد لحل الخلاف مع اليونان التي سارع رئيس حكومتها إلى تهنئة نظيره بالنتيجة التي تحققت، وباتت الكرة الآن في ملعب اليونان لأن الاسم لن يتغير إلا في حال صادق النواب اليونانيون على الاتفاق الذي توصل إليه رئيسا وزراء البلدين زوران زاييف وأليكسيس تسيبراس الصيف الماضي.
وقبيل التصويت قال رئيس الوزراء الاشتراكي الديمقراطي زوران زاييف "من دون اتفاق مع اليونان لن نتمكن من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي".
وتعهدت أثينا سابقا بسحب اعتراضها على انضمام مقدونيا البالغ عدد سكانها 2.1 مليون نسمة إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
ويعود الأمر إلى اتهام أثينا جمهورية مقدونيا باستغلال التسمية لما لهذه المنطقة من إرث تاريخي وثقافي كبير ولا سيما أنها في نظر اليونانيين مهد الإسكندر الأكبر الذي يعتبر من أعظم القادة العسكريين في التاريخ.
وحسب الانسكلوبيديا البريطانية، "بريتانيكا"، في القرن الرابع قبل الميلاد ، حققت مقدونيا الهيمنة على اليونان وفتحت الأراضي في أقصى الشرق مثل نهر السند، وأقامت إمبراطورية قصيرة العمر أدخلت العصر الهلنستي للحضارة اليونانية القديمة.
الروابط الثقافية لمقدونيا ما قبل التاريخ كانت بشكل رئيسي مع اليونان والأناضول، ويعرف الناس الذين أطلقوا على أنفسهم المقدونيين من حوالي 700 قبل الميلاد، عندما دفعوا باتجاه الشرق من منازلهم على نهر Haliacmon (Aliákmon) تحت قيادة الملك Perdiccas I وخلفائه.
نشأ كثير من أصل وهوية هذا الشعب وهي في قلب نزاع حديث ساخن بين أولئك الذين يجادلون بأن هذا الشعب يجب أن يعتبر يونانيا عرقيا والذين يقولون أنهم ليسوا يونانيين أو أن أصلهم وهويتهم لا يمكن تحديدها.
ويتوقف هذا الخلاف جزئياً على مسألة ما إذا كان هذا الشعب يتحدث شكلاً من أشكال اليونانية قبل القرن الخامس قبل الميلاد، ومع ذلك فمن المعروف أنه بحلول القرن الخامس قبل الميلاد، تبنت النخبة المقدونية شكلاً من اللغة اليونانية القديمة وشكلت أيضًا مملكة موحدة، وأجبرت السيطرة الأثينية على المناطق الساحلية الحكام المقدونيين على التركيز على جلب المرتفعات والسهول في مقدونيا تحت نفوذهم - وهي مهمة تحققت أخيراً من قبل ملكهم أمينتاس الثالث (حكم في الفترة 393- 370/369 قبل الميلاد).
وتوالى حكام مقدونيا حتى ألكسندر الثالث (الإسكندر الأكبر، الذي حكم في الفترة 336 - 323) أطاح بالإمبراطورية الفارسية (الإمبراطورية الفارسية) وسع نفوذ مقدونيا إلى نهري النيل والنهر، وعند وفاته في بابل قسم جنرالاته ساترابي (مقاطعات) إمبراطوريته واستخدموها كقواعد في صراع من أجل الحصول على الكل من 321 إلى 301 الحرب كانت مستمرة تقريبا.
ظلت مقدونيا نفسها قلب الإمبراطورية، وكانت حيازتها محل نزاع شديد، حتى 297، حيث دخلت مقدونيا في حرب أهلية، وفي 288 جاء ديميتريوس الأول حيث سقطت مقدونيا مرة أخرى في حالة من الارتباك الداخلي، ووقف الغزاه من غلاطية من الشمال وفي 168 ق.م اصطدمت مقدونيا مع روما وخسرت، وشكلت مقدونيا في البداية (168-146) أربع جمهوريات مستقلة دون روابط مشتركة، وفي 146 أصبحت مقاطعة رومانية مع الأقسام الأربعة كوحدات إدارية، وفي كل هذا ظلت مقدونيا هي حصن اليونان، وفي 400 متر تم تقسيمها إلى مقاطعات مختلفة.
ومن المرجح أن يضع التصويت حدا لمعركة سياسية في مقدونيا استمرت أشهرا أجري خلالها استطلاع مثير للجدل في 30 سبتمبر حول تغيير اسم البلاد الذي تمت مناقشته طويلا في البرلمان.
وقاطع قادة المعارضة اليمينية المناقشات البرلمانية التي بدأت الأربعاء، وهم يتهمون النواب المؤيدين لتغيير الاسم بالخيانة الوطنية، لكن عددا من النواب اليمينيين انقلبوا على قادتهم وصوتوا مع الاشتراكيين الديمقراطيين وحلفائهم في أحزاب الأقلية الألبانية التي تشكل ما بين 20 و25% من السكان.
ترحيب غربي
وهنأت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ رئيس الوزراء المقدوني زوران زاييف، كما أكد السفير الأمريكي في سكوبيي جيس بايلي أن بلاده تتطلع "إلى استقبال جمهورية شمال مقدونيا بوصفها العضو الثلاثين في حلف الأطلسي".
وتوقع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن "تتمكن جمهورية شمال مقدونيا قريبا من الانضمام إلى الناتو والبدء بمباحثات لدخول الاتحاد الأوروبي".
وتأمل مقدونيا، البلد الفقير الواقع في البلقان الذي دفع ثمنا باهظا لعزلته، في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي، وهو أمر يعتبره كثيرون خطوة نحو استقرار البلاد وازدهارها.