«مجدى» الغارق فى مياه الصرف الصحى: «البرد ده بتاع الناس التوتو»

«مجدى» الغارق فى مياه الصرف الصحى: «البرد ده بتاع الناس التوتو»
- برودة الجو
- شوارع الدقى
- وقف عن العمل
- البلاعات
- عامل بالصرف الصحي
- الصرف الصحي
- برودة الجو
- شوارع الدقى
- وقف عن العمل
- البلاعات
- عامل بالصرف الصحي
- الصرف الصحي
يهرب الناس من برودة الجو، يفرون من الشوارع إلى الأماكن المغلقة قدر الإمكان، خاصة مع وجود أتربة تزيد الأمور صعوبة، بينما جلس مجدى سنوسى على الأرض بأحد شوارع الدقى الجانبية، أمامه بلاعة مفتوحة يقوم بتسليكها.الكل يرتجف من حوله، بينما يعمل الرجل الستينى فى صمت، لا يشكو من انخفاض حرارة، ولا من أتربة مصاحبة للطقس السيئ، كل همّه هو الانتهاء من مهمته التى يقوم لها: «باسلك بلاعة، لازم أعمل كده، ده شغلى، مايهمنيش برد ومش برد، الناس تقول لى شغلانة صعبة، أقول لهم اتعودت عليها خلاص».
ساعات يحرك يديه من أجل الانتهاء من عمله، يبدأ فى تغيير جلسته حتى لا يحمل جسده على قدم واحدة، يطلب منه أحد المارة أن يرتاح قليلاً ليُكمل ما بدأه فى اليوم التالى، فيرد: «واسيب البلاعة كده، حرام، عادى البرد بالنسبة لى، مع الحركة جسمى بيتعود وباعرق كمان، المهم أخلص شغلى». يعمل «عم مجدى» فى تسليك البلاعات منذ 35 عاماً، حتى بعد خروجه على المعاش، لم يتوقف عن العمل: «كملت شغلانة المجارى، والناس بتطلبنى، والشغل حسب التساهيل».
يحب مهنته رغم صعوبتها، فى أول مرة عندما كان عمره 26 عاماً، كان خائفاً، وكارهاً للرائحة السيئة: «لكنى اتعودت، واتعلمت الصبر، لأن لو استعجلت مش هاخلص حاجة، والريحة الوحشة بقت بالنسبة لى عادية واتعودت عليها». لا يخجل الرجل الستينى من مهنة المجارى، بل أحبها، ولا يرى عيباً فيها: «أى حاجة حلال تبقى كويسة وفخر ليا»، فقد حرص على تعليم أبنائه الـ6، حتى حصلوا على البكالوريوس من كليات مختلفة: «إيديا تعبت، وورمت واتعورت وتعبت علشان خاطرهم، وعلشان مايصحش أقعد فى البيت وأقول شغلانة وحشة».
لا يحلم عم «مجدى» سوى بأن يعطيه الله القوة على العمل، يدعو يومياً: «اللهم اجعل الصعب سهلاً».