منحهم الجنسية.. كواليس لقاء رئيس اليونان بـ"صيادين مصريين"

كتب: سمر صالح

منحهم الجنسية.. كواليس لقاء رئيس اليونان بـ"صيادين مصريين"

منحهم الجنسية.. كواليس لقاء رئيس اليونان بـ"صيادين مصريين"

ستة أشهر تقريباً مرّت على الحرائق المدمرة التي ضربت اليونان واجتاحت شبه جزيرة بيلوبونيز الجنوبية، تحولت على إثرها قرية «ماتي» اليونانية، فى غضون ساعات قليلة إلى كتلة من ألسنة اللهب المشتعلة، ووسط مشاهد الموت وألسنة اللهب الممتدة إلى السماء.

تجلت شجاعة عدد من الصيادين المصريين العاملين على مراكب الصيد باليونان، في إنقاذ أهل القرية المنكوبة الفارين من النيران إلى البحر، سجلوا بأسمائهم بطولة مصرية جديدة في الخارج، حتى كرّمهم الرئيس اليوناني، وأمر بمنحهما الجنسية اليونانية مقابل شجاعتهما وبطولتهما.

بحفاوة كبيرة ووسط تواجد إعلامي مكثف، ووزير الداخلية وعدد من المسؤولين بالدولة، استقبل الرئيس اليوناني، بروكوبيس بافلوبولوس، الصيادين المصريين محمود السيد موسى، وعماد إبراهيم الخميسي، كانا لها دورا كبيرا في إنقاذ أهل القرية المنكوبة الفارين من النيران إلى البحر، لإعلان منحهما الجنسية اليونانية رسميا تقديرا لبطولتهم.

الصياد المصري محمود السيد موسى، كانت انطلاقة الاستغاثة الأولى منه عبر فيديو بث مباشر أطلقه على موقع فيس بوك يستنجد خلاله بمراكب الصيد الموجودة بالمنطقة القريبة من القرية لمساعدته فى إنقاذ عشرات الأهالي، بعد أن تلقى صاحب المركب الذي يعمل على متنه "موسى" استغاثة من أحد اليونانيين يطلب منه مساعدته في العثور على زوجته المفقودة في البحر، فارتدى ملابس البحر وأحضر عوامات الإنقاذ وانطلق هو وصاحب المركب اليوناني في طريقهما إلى القرية المنكوبة دون خوف من الموت.

"كان استقبال بالغ الحفاوة والتقدير"، هكذا بدأ الصياد محمود موسى حديثه لـ"الوطن" في وصف كواليس استقبال الرئيس اليوناني له هو والصياد المصري الآخر لمدة ساعة تقريبا داخل مقر القصر الرئاسي، وذلك بعد أن تلقى مكالمة هاتفية قبل نحو 10 أيام لتحديد موعد اللقاء مع الرئيس اليوناني لإعلان حصولهما على الجنسية رسميا أمام الإعلام الرسمي للدولة.

{long_qoute_1}

فور وصول الصياد "موسى" وصديقه وصياد آخر يحمل الجنسية الألبانية وشارك معهم في إنقاذ ضحايا الحرائق، كان في استقبالهم حشود كبيرة من المصورين الصحفيين والقنوات التليفزيونية الرسمية الناقلة للحدث، وحسب حديثه،" بدأ الرئيس اليوناني حديثه بتوجيه التحية والشكر لهم على بطولتهم في إنقاذ أهل القرية المنكوبة واصفا ما فعلوه بمثالا للشجاعة لن ينساه شعب اليونان".

{long_qoute_2}

"مراسم منح الصيادين المصريين الجنسية اليونانية  تهدف أيضا إلى إرسال رسالة إلى أوروبا لمواجهة المشاعر المعادية للمهاجرين" هكذا برر الرئيس اليوناني قراره بمنح "موسى" و"الخميسي" والصياد الألباني الثالث للجنسية، وحسب قول الصياد موسى ابن عزبة البرج بمدينة دمياط ، استمر اللقاء حوالي ساعة كاملة، وقع فيها "بافلوبولوس" رسميا على الأوراق الخاصة بمنحهم الجنسية وفي انتظار استلام بطاقات الشخصية الجديدة خلال أيام.

وشهدت قرية «ماتي» اليونانية، التي تقع على بعد 29 كيلومتراً شرقى أثينا، حرائق هائلة في نهاية يوليو الماضي، وفي غضون ساعات قليلة، تحولت إلى كتلة من ألسنة اللهب المشتعلة وصل ارتفاعها إلى عشرات الأمتار في الجو، في مشهد مأساوي خلّف مئات الضحايا والمصابين وشرّد العائلات.


مواضيع متعلقة