في ليلة رأس السنة.. سيكريت سانتا من لحم ودم لـ"مشردين بلا مأوى"

كتب: محمد علي حسن

في ليلة رأس السنة.. سيكريت سانتا من لحم ودم لـ"مشردين بلا مأوى"

في ليلة رأس السنة.. سيكريت سانتا من لحم ودم لـ"مشردين بلا مأوى"

عام يسدل ستائره ولا زال المشردون بلا مأوى يبحثون عن رعاية وأمان واندماج وسط مجتمعاتهم، وهو ما فعلته مجموعة من محبي الخير مع نزلاء دار "معانا لإنقاذ إنسان"، ليبدأ عام 2019 ببادرة حب وعطاء ومحاولة للإنقاذ، بعد أن قرر محبو الخير قضاء ليلة رأس السنة مع النزلاء.

نورا الزمر، باحثة دكتوراه في الخزف المصري القديم وإحدى المشاركات في المبادرة، لم تكتف بمتابعة صفحات دور الإيواء، على مواقع التواصل الاجتماعي، أو الحسابات التي تعرض حالات لأشخاص بلا مأوى، وفضلت العمل على الأرض من خلال المشاركة في فعاليات تهتم بهذه الفئة.

"تطوعت بيوم من وقتي، أزورهم وأعد لهم الطعام وأساعدهم، حتى أنقل لهم طاقة إيجابية في المكان ليشعروا أنني فرد من العائلة، ولك أن تتخيل إنسان مكث لسنوات عدة في الشارع بدون طعام أو مأوى أو ملابس أو حق في العلاج، وتواجدنا ليلة رأس السنة معهم، يعتبر عمل إنساني في المقام الأول، فمجرد رسم البسمة على وجوههم بمثابة إنجاز حقيقي لكل فرد مشارك، وهذا أعظم يوم في حياتي، أنا أعتبرهم مثل أهلي"، هكذا قالت نورا لـ"الوطن".

وترى نورا أن قضاء هذه الليلة مع هؤلاء الأشخاص من ذوي القلوب الطيبة، كفيل بجعل السنة الجديدة مليئة بالسعادة والرضا على النفس نظرا لإدخال البهجة على أشخاص لم تحنو عليهم الحياة لسنوات طويلة.

وتقول الدكتورة أمل عادل، المدير الطبي لدار "معانا لإنقاذ إنسان"، إن ما فعله الزائرون اليوم يمثل أسمى معاني الإنسانية، فنزلاء الدار منهم من لا يعرف شيئا عن أهله، وشعروا كأن الزوار هم العائلة التي حرموا من الدفء معها في يوم ما، ليتم تعويضهم في رأس سنة 2019 عن السنوات التي قضوها في الشوارع، وتتحول الدار بمن حضر إلى "بيت عيلة".

وتضيف أمل لـ"الوطن": "تواصل معنا الحضور عبر الهاتف وعرضوا علينا الفكرة التي أود أن يقدم عليها الكثيرون، والرائع في الأمر أنهم أصروا على إعداد (الوجبات البيتي) في منازلهم ومشاركة نزلاء الدار".

أما منصور محمد سعيد، فرجل سبعيني بشوش الوجه، يستقبل الزائرين بكل ترحاب، وصف نفسه لـ"الوطن"، بأنه اتخذ الشارع صديقه الوحيد لسنوات طويلة، قبل انتشاله من "العيشة الضنك".

ويختتم منصور حديثه: "كنت في الشارع والآن أعمل بأجر ولدي مسكن وأشعر براحة غير مسبوقة حينما أساعد أخوتي هنا، فأنا لا أعرف سواهم الآن، وأشكر جميع من أتى للزيارة". 

 


مواضيع متعلقة