مكتبة الإسكندرية.. فى ثوب جديد
- ابتعاث للخارج
- الأنبا أرميا
- الإمام الأكبر
- التطرف والإرهاب
- التعليم العام
- التعليم الفنى
- الثقافية المصرية
- الجماعة الإسلامية
- الحركات الإسلامية
- أدين
- ابتعاث للخارج
- الأنبا أرميا
- الإمام الأكبر
- التطرف والإرهاب
- التعليم العام
- التعليم الفنى
- الثقافية المصرية
- الجماعة الإسلامية
- الحركات الإسلامية
- أدين
بحسن استهلاله ورشاقته الفكرية المغموسة بتواضعه بدأ د. مصطفى الفقى كلمته فى احتفال مكتبة الإسكندرية بمئوية السادات وتقديم كشف حساب لجهودها أمام ثلة من المفكرين، استهل قائلاً: «الموجودون فى القاعة يستحقون الصعود للمنصة وهى والقاعة متساويان، وهذا لقاء أسرى فى المقام الأول، واستحضر كلمة د. مجدى عبدالصمد عندما أجلسوه بالصف الرابع فقال: تبدأ الأقدمية حيث أجلس. تحدث عن سياسته فى المكتبة وأنه لا يوصد باباً مع أحد ويوازن بين الدور العالمى الذى أرساه د. سراج الدين، والدور المحلى الذى حل به د. الفقى مشكلات المكتبة وأنقذها من محنة مالية ألمت بالمؤسسات الثقافية المصرية وأفقدتها دورها.
مدح الفقى السادات: رغم أننى من جيل ناصر فإن أكثر عقلى يسير وراء السادات الذى أعتبره ثانى رجل دولة بعد محمد على.
وأضاف: قيمة المكتبة تكمن فى أمرين: الحفاظ على التراث وتنمية الإبداع، ولا أحد يحتكر الحكمة والوطنية، وعرض بعض قادة المنصة فكرة إقامة قمة عربية ثقافية تحيى الثقافة فى عالم العرب الذين أضاعوا كل شىء، وتحدثت المنصة حديثاً مستفيضاً فى شتى الموضوعات، ولكن آلمنى وآلم الكثرة فى القاعة هجوم البعض العنيف على الأزهر بإجحاف ودون موضوعية، وقد تلخص الهجوم فى نقطتين: أن المعاهد الأزهرية على امتداد ربوع مصر هى الناشر الرئيسى للتطرف، وثانيهما: أنه يجب إلغاؤها ودمجها مع التعليم العام، ونسى هؤلاء أن معظم الذين اتهموا وأدينوا بالتطرف والإرهاب أمام المحاكم كانوا من الجامعات المدنية ولم يتخرج من الأزهر منهم إلا ما يعد على الأصابع، فشكرى مصطفى من كلية الزراعة والظواهرى من الطب وبن لادن لم يعرف الأزهر وقادة الجماعة الإسلامية والجهاد من الكليات المدنية، أما مفجر البطرسية فخريج علوم، وهل كان الإسلامبولى ورفاقه أو هشام عشماوى ورفاقه، طارق عبدالعليم قاتل الشيخ الذهبى أزهرياً، لقد نسى هؤلاء أن التعليم الفنى يخرج عدداً كبيراً من المجرمين الجنائيين، وأن جامعة الأزهر تعد الوحيدة عالمياً التى تحوى طلاباً من 103 دول وأنها من القوى الناعمة المصرية.
لا نريد تقديساً للأزهر ولكننا لا نريد تبخيسه وهضمه، والغريب أن بعض الذين يهيلون التراب على الأزهر اليوم كانوا يقولون علناً أمام الإمام الأكبر «إنه يمثل الإسلام الصحيح» وذلك حينما كانت الحركات الإسلامية المتشددة تصول وتجول بعد ثورة 25 يناير، فلما سجنوا إذ بهؤلاء يهيلون التراب على الأزهر الذى يعد شيخه أفضل الشيوخ بعد محمد عبده وشلتوت وعبدالحليم محمود، الأزهر فيه إصلاح كبير لا يشعر به أحد، وهو المؤسسة الوحيدة التى استطاعت فى بعض مؤتمراتها أن تجمع قرابة ثمانية رؤساء مسيحيين ومسلمين سابقين مع يهود ومسيحيين من كافة الطوائف وسنة وشيعة.
لقد كان المؤتمر جيداً فى نقاطه وتفاصيله وقد صدق د. على الدين هلال «أن مخزون التطرف لدى المصريين أصبح كبيراً»، وقول آخرين «إننا لن نخترع العجلة فكل مشاكلنا بدءاً من التطرف والبطالة والنظافة حلتها دول كثيرة بحلول مبدعة وما علينا إلا استلهامها وأن الثقافة مثل الاستثمار تحتاج لمحفزات، وهى تموت بموت الحريات والمجتمع المدنى، وأن منع الابتعاث للخارج فى الدراسات الإنسانية قتل الفكر المصرى ووأد المفكرين وقد دافع الأنبا أرميا عن الأزهر والكنيسة معاً فى لفتة رائعة، وختم د. سامح ود. خالد عزب اللقاء بأحسن خاتمة لا تقل روعة وحكمة عن استهلال رئيسهم د. الفقى، فقد أنصفا الأزهر والكنيسة معاً وطيبا الخواطر جميعاً، وتحدثا عن مشروع ذاكرة العرب كمشروع رائد لحماية تاريخ العرب من الاندثار، وعن مئوية ثورة 19 التى أصدرتها المكتبة عبر مشروع ذاكرة مصر، تحية لكل قادة ورجال مكتبة الإسكندرية.