عادل أديب يوجه رسالة إلى السيسي: الفنون تحتاج إلى إرادة دولة

عادل أديب يوجه رسالة إلى السيسي: الفنون تحتاج إلى إرادة دولة
- عادل أديب
- عبد الفتاح السيسي
- قطاع الإنتاج
- التليفزيون المصري
- المؤسسة المصرية العامة للسينما
- عادل أديب
- عبد الفتاح السيسي
- قطاع الإنتاج
- التليفزيون المصري
- المؤسسة المصرية العامة للسينما
وجَّه المخرج عادل أديب، رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، لاسيما بعد تعليق الأخير، في أكثر من مرة، على انحدار ما يقدم من أعمال فنية درامية، حيث قال إن الأزمة تكمن في الفساد والجهل والاحتكار والمصالح الشخصية، فضلًا عن انسحاب الدولة من المجال بشكلٍ تام.
وقال "أديب" في بيان له: "حينما أذكر تلك الصفات فأنا لا أعني بها طرفًا واحدًا - في مجالنا الفني بالتحديد وعلى وجه الخصوص وبالتحديد في مجال الدراما- وإنما أقصد بها كل الأطراف.. وتحديدًا المسؤول عن الاختيار والمسؤول عن التنفيذ".
وأشار إلى المؤسسة المصرية العامة للسينما، التي أنتجت الدولة من خلالها أعظم الأفلام في تاريخ الصناعة، والتي كان يترأسها ويرأس لجنة قراءتها واختيار نصوصها، نجيب محفوظ، ويحيى حقي وسعد الدين وهبة"، حيث رصد أبرز محطات القطاع خلال فترة تأسيسه منذ عام 1963 وحتى 1972، منها رفع المستوى الفني والمهني للسينما، وتشجيع عرض الأفلام العربية داخل البلاد وخارجها، وإقراض المشتغلين بالإنتاج السينمائي الهادف، والاهتمام بشؤون المشتغلين بصناعة السينما، ومنح جوائز للإنتاج السينمائي والمشتغلين به، فضلًا عن إقراض المؤسسة، شركة "لوتس فيلم"، مبلغ 72 ألف جنيه، مساهمة في إنتاج فيلم "الناصر صلاح الدين".
كما أشار إلى قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري، والذي قدّم أعظم الأعمال الدرامية وكذلك أفلام، واصفًا إياه بمثابة سلاح الدفاع الأول الثقافي والاجتماعي والديني لعادات وتقاليد الشعب المصري والعربي بفكرها وأخلاقها.
وقال: "أين دور العرض.. أين المسارح.. أين المكتبات الفنية والثقافية.. أين صالات الباليه والفلكلور المصري والموسيقى والغناء.. اأين الفنون التشكيلية والشعر والبلاغة.. أين الحركات النقدية والترجمات والرسائل.. أين هيكلة الصناعات الفنية وأين وسائل الرقابة واليات التنفيذ؟! أين التمويل وتفعيل آليات النقابات وقوانينها للحماية والدفاع وتطوير الفنون؟ أين نهضتنا من ذلك سيادة الرئيس!؟".
وتابع: "سؤالي المحير منذ سنين.. أي وزارة تتبع لها صناعة الفنون؟ بكل نواحيها؟ بكل احتياجاتها؟ أي وزارة كلفتموها سيادة الرئيس بملف الفنون؟ أين أصلا هذا الملف؟.. لقد وليتم علينا فنانة غالية وزيرة للثقافة وبسببها تجمع كل الفنانين في مصر لحماية وزارة الثقافة من أنياب الإخوان واشتعلت الثورة من هنا بسببها وعلى يد الفنانين!.. وهي كفاءة نادرة وعالية وتعمل بعلم وبخبرة وبحب ولكن هل أوكلتم ملف الفنون (وأخص الدراما) لها؟!" مضيفًا: "منذ سنين ونحن نرى فقط وزارة الثقافة في دعم المهرجانات السنيمائية وحضور الافتتاح كواجهة ثقافية وربما إيجاد بعض الدعم هنا وهناك في هيئات السينما الحكومية والتي لا تفعل أي شيء إلا توظيف خريجي الفنون الذين لم يكن لهم أي نصيب في السوق الفنية مع احترامي الشديد لهم".
وتساءل: "كيف ستبني الإنسان بدون حركة فنية وثقافية؟ كيف؟.. أغنية مهرجانات أو شخصية غير معلومة المصدر على اليوتيوب يدخل عليها الملايين من الشباب أو عمل درامي بُني على جهل على حسابات المكسب السهل سيدمر كل ما فعلته من مدارس يابانية وطرق التعليم الحديثة في المدارس والجامعات وحتى التعليم الفني في غمضه عين!".
وتساءل مجددًا عن صاحب قرارات رفض إنتاج المسلسلات، قائلًا: "من مسؤول عن اختيار ما أنتم ترفضوه علنا أمامنا وأمام الناس؟!.. ولماذا تبقون عليه"، متابعًا: "هذه ليست مشكلتي فقط لأعرضها على سيادتكم وإنما هي مشكلة العديد من الفنانين الشرفاء الذين يعانون من حلقة الوصل المسروقة!!.. تلك الحلقة التي سرقها الجهل والاحتكار والفساد والخوف على المناصب".
وتابع: "القرارات الاقتصادية في مجالنا الفني.. تعد كارثة بكل المقاييس.. ولهذا الحديث مجال طويل آخر ولكني أعتمد هنا على ذكائك الحاد فيما سأقول (كيف يمكن أن تكون مصر أكبر سوق بما يزيد عن الـ100 مليون مستهلك.. ولا تستطيع تغطية تكلفتها من الداخل فقط؟.. ولذا فيكون الحل تقليل تكلفة الإنتاج! نعم هناك مغالاة.. توضع لها قواعد على حسب قوانين العرض والطلب ولكن لا يتم حصرها فيما لا يشكل 5% من المجال ويتم تجويع 95% من صناع تلك المهنة".
وحذر بقوله: "سيادة الرئيس تلك الحالة الآن تعد كارثة وخطرا على الأمن القومي الفني المصري والعربي!.. فعندما يجوع الفنان المصري في وطنه ويعاني، أين سيذهب؟ ولمن سيلجأ؟".
وأضاف: "المشكلة هي في العقل الذي يختار ويجيز المنتج وكذلك في مساندة الدولة لفكر هذا المنتج والعنصران لا وجود لهما على الإطلاق!!.. ومن التجربة العملية في السنوات القليلة الماضية والحالية يتضح ذلك جليًا كضوء الشمس!.. أحدثك سيادة الرئيس وكلي ثقة وأمل.. الفنون.. تحتاج إلى إرادة دولة، تحتاج الى إرادة الرئيس.. ولذا أدعوك وكلي أمل سيادة الرئيس بإعادة حلقة الوصل من جديد، فعقول مصر وأجيالها المقبلة في أشد الاحتياج لها".
وكان عماد أديب، قد وجه رسالة إلى "السيسي"، في شهر سبتمبر الماضي، وتحدث أيضًا عن المشكلات التي تواجه مجال الفن، حيث قال: "أين المسرح المصري وما الفارق بينه الآن وبين الكباريهات الرخيصة والمهجورة، سيدي الرئيس تعلمنا أن فن السينما هو الفن السابع، أي أنه يسبقه ستة فنون لتتفاعل معه وتشكله وتصيغ منه منتجا نهائيا، فأين نحن إذا من كل هذه الفنون حتى يكون لدينا فنا سابعا".
عادل أديب يوجه رسالة إلى السيسي: «لم يبق لي سوى الكلام»
كما ناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ضرورة إنشاء المجلس الأعلى للفنون على أن يكون تحت رئاسته.
بالفيديو المخرج عادل أديب: «الفنانين هيكونوا ورثة للأنبياء كالعلماء»