م الآخر| حديث الصباح والمساء

م الآخر| حديث الصباح والمساء
كل يوم عندنا وعند الناس كلها، حديث الصباح والمساء، يولد فرد ويتوفى آخر.. نفرح تارة ونحزن تارة أخرى.
كنت في مساء يوم الخميس، في عيد ميلاد طفل صغير يحتفل بالسنة الأولى من مولده، وعدت إلى البيت لألعب مع طفلي الصغير المبتسم دائمًا، وفي صباح اليوم التالي، بدأت يومي بفراق أحد أفراد العائلة ونظرت إلى طفلي، أيضًا، وحمدت الله على ابتسامته التي لا تفارق عيونه.
هكذا نحن نعيش، أتذكر أيضًا، أنها ليست المرة الأولى في حياتي التي تحدث فيها هذه المصادفة.. حديث الصباح والمساء، نهار نعيشه مع وجوه جديدة مشرقة تبدأ حياتها، ومساء ينتهي مع خروج روح من جسد؛ لتغلق حياته وينتقل إلى حياة أفضل مما نعيشه.
بالرغم من هذا، تمر الأيام وننس حكمة الخالق فيما نرى، بل من الممكن أن ننسى المساء كله، بكل من رحلوا معه، و ننسى أن نودعهم، ويمكن ننسى امتى آخر مرة تكلمنا معهم، ونندم ثم نعود لما كنا عليه من قبل، وكأن شيئًا لم يكن.
اختفت صلة الرحم، اختفت اللمة الحلوة.. أصبح الفيس بوك والواتس آب، الطريق الوحيد لنسأل على بعض، وكأننا حولنا مشاعرنا لأسلاك كهربائية تحمل النبضات من قلوبنا لقلوب أحباءنا وأهلنا.. لعن الله التكنولوجيا، عندما تحولنا من بني آدم لقطعة حديد، وتحرمنا من دفء أسرنا، وتجعلنا نبعد ونندم عندما يرحل أحبابنا، ولا نراهم ونقول ما هو لسه مكلمنا.