كتاب ترانيم فى يد الشماس.. السلام لكِ يا مريم
![كتاب ترانيم فى يد الشماس.. السلام لكِ يا مريم](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/189211_660_4917616_opt.jpg)
منذ أن بلغ السابعة من عمره والتصق به اللقب، صار شماساً بين الصغار، لم يكن يجيد القراءة بعد، لكنه كان حافظاً لبدائيات الألحان وبعض الترانيم الشهيرة، طفولته لم تكن مليئة باللهو واللعب، إلا أنه كرسها من أجل حفظ الترانيم ومحاولة الوصول إلى الصفوف الأولى بين الشمامسة، ذكريات كثيرة عن طفولة شماس قد يختصرها مينا كريم فى رحلة مستمرة بين الكنيسة ومدارس الأحد التى تلقى فيها تعاليم الدين المسيحى، يستعيد «مينا» ذكرياته فى تلك الأيام التى انتقل فيها من درجة «أبسالتوس» أو «مرتل»، إلى الدرجة الأعلى وهى «أغنوستيس» أو «قارئ»، يتذكر «مينا» اللحظة التى تم فيها ترسيمه كشماس، من وقتها وتحركاته أصبحت مسئولة أمام الآخرين لكونه أصبح مختلفاً عنهم، يبحث «مينا» عن كتاب خدمة الشماس ويعيد قراءة ما فيه من ترانيم وألحان، استعداداً لحفل عيد الميلاد الذى سيقيمه وسط زملائه وأمام معلمه فى الكنيسة.
«تونية بيضاء» أشبه بجلباب أبيض يتوسطه الصليب، و«بطرشيل» شريط طويل مطرز باللون الأحمر هما زى الشماس المعروف، لا يمكنه ارتداؤه فى الأوقات العادية، لكنه محدد بوجوده فى الكنيسة وأوقات الصلوات والترانيم، لديه أدوار محددة يقوم بها أهمها خدمة الكاهن أثناء تأدية الصلوات، كأن يقدم له «الشورية» أو المبخرة، كما يؤدى صلوات خاصة به كشماس، وأخرى خاصة بالمسيحى العادى.
«مينا» متفرد عن غيره من الشمامسة بقدرته على قراءة اللغة القبطية وفهم ما فيها دون الرجوع إلى كتاب «الخولاجى المقدس» الذى يحوى كل الترانيم ومعناه باللغة العربية أو كما يقولون قبطى معرب، تميزه جاء من مواظبة حضوره للدروس الخاصة باللغة القبطية فى الكنيسة.
لكل شهر قبطى صلواته الخاصة، إلى أن يأتى شهر كيهك فتكون الصلوات فيه للسيدة العذراء، وهو ذلك الشهر الذى تقام فيه الاحتفالات الكنسية بعيد الميلاد المجيد، ولكل توقيت ترانيمه الخاصة، فعلى حد قول «مينا»: «هناك ترانيم تقال مرة واحدة فى العام مثل أومونو جينيس أو الابن الوحيد»، ينطقها «مينا» بلحنه المعتاد فى الجمعة العظيمة بالتحديد الساعة السادسة فى أسبوع الآلام يقولها بنغمة حزينة «أيها الابن الوحيد الجنس.. وكلمة الله الذى لا يموت.. والقابل كل شىء لأجل خلاصنا.. المتجسد من القديسة والدة الإله الدائمة البتولية مريم».. لا يترك «مينا» صلواته اليومية وتسبيحاته المعتادة التى يقرؤها من كتاب التسبحة، فى أسبوع الآلام تظل الألحان الحزينة هى المسيطرة على كافة الترانيم والصلوات، بصوت حزين ونغمة أشد حزناً يقول «مينا» وسط الصفوف: «من له أذنان يسمع، فليسمع ما تقوله الروح للكنائس».
«مينا» لم يكن شماساً بالصدفة، فنظراً لأنه ولد فى أسرة ملتزمة دينية حيث كان أبوه شماساً، وخاله وأولاد خالته وجده أيضاً.
تمر فى ذهنه ترنيمة «ثاطوكية الأحد» الشهيرة «السلام لكِ يا مريم.. خلاص أبينا آدم.
الأخبار متعلقة:
القوى المدنية «تتحدى الإرهاب» وتحتفل مع الأقباط بعيد الميلاد
بئر العذراء.. الرحلة المقدسة مرت من هنا
«الإخوان» تستهدف كاتدرائية دمياط بـ«الدم والرصاص»
الكنائس تحتفل فى حماية الجيش والشرطة.. والشعب
أمنيات المسيحيين على عتبات «الباتعة»: الحب.. والأمان
لما رأى «وجيه» التأمين نشر الصور على «فيس بوك»: إحنا آسفين يا شرطة
القليوبية: اللجان الشعبية تتحدى البرد والإرهاب