"وصية أمنموبي".. قصة بردية استشهدت بها أمل مبدى في حفل "ذوي الإعاقة"

كتب: عبدلرحمن قناوي

"وصية أمنموبي".. قصة بردية استشهدت بها أمل مبدى في حفل "ذوي الإعاقة"

"وصية أمنموبي".. قصة بردية استشهدت بها أمل مبدى في حفل "ذوي الإعاقة"

"لا تسخر من أعمى، لا تهزأ من قزم، لا تقف في طريق أعرج، لا تكن عابس الوجه عندما يتعدى الحدود، لا يعلو صوتك بالصراخ عندما يخطئ"، كلمات برديةٌ من الأسرة الـ 21 الفرعونية، استشهدت بها المهندسة أمل مبدى، رئيس الاتحاد المصري للإعاقات الذهنية، في كلمتها خلال احتفالية اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، بمركز المنارة الدولي للمؤتمرات، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة والشخصيات العامة.

مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، قال إن البردية التي استشهدت بها مبدى تعرف باسم "بردية أمنموبي، الذي عاش فى الفترة بين الأسرة الحادية والعشرين و الثانية والعشرين، وكان شيخًا ورعًا تقيًا من صعيد مصر، أقام في مدينة أخميم بمحافظة سوهاج".

وعرّف أمنموبي نفسه في هذه البردية بأنه "كاتب مصري ماهر في عمله، عمل ملاحظًا لشؤون الغلال، ومديرًا للمكاييل، ومشرفًا على الأطعمة"، وفقًا لحديث شاكر لـ"الوطن"، ثم انتقل للتعريف بابنه الذي وجه إليه حكمه، بأنه أصغر أبنائه، موضحًا أن وجدت مأثوراته وحِكمه مكتوبة على بردية محفوظة الآن في المتحف البريطاني.

كبير الأثريين أضاف أن هذه البردية منسية تمامًا منذ اكتشافها عام 1888، حتى بدأ علماء الآثارعام 1922 في الاهتمام بأمرها، فتولوا شرحها والتعليق عليها، واختلف العلماء حول تاريخها، غير أن القول الراجح يرجع عهدها إلى العصر الممتد بين الأسرتين الحادية والثانية والعشرين.

من مقدمة هذه البردية يتضح أن أمنموبي هو ابن "كانخت"، وله ولد يدعى "حور ماخر"، وهو الذي كتب له والده الوصايا البالغ عددها ثلاثون وصية، وفقًا لما قاله شاكر، لافتًا إلى أنها تنقسم إلى ثلاثين فصلاً تتناول شتى العلاقات الإنسانية وأنشطة الحياة المختلفة، وذكر الكاتب الكبير جيمس هنري بريستد، أن جميع العلماء بكتاب العهد القديم يجزمون أن معظم كتاب سفر الأمثال أخذ بالنص من الحكيم المصري القديم أمنموبي، أي أن النسخة العبرانية هي تقريبا ترجمة حرفية عن الأصل المصري العتيق.

وقال العالمان سير واليس بودج والبروفيسور أولنج من جامعة كوبنهاجن في الدنمارك عن تعاليم أمنموبي، أنها تدخل في دائرة التعاليم الدينية لما فيها من عمق ديني، كما أنها تنفذ إلى الأعماق بدرجة تفوق من سبقوه من الحكماء، كما أكد كبير الأثريين، حيث التقوى تعد فضيلة، وفكرة الموت والخلود الأبدي قوة دافعة للمرء على السلوك الفاضل وأن الإله وحده هو الذي يمنح الغنى والحظ.

شاكر أردف أن أشهر أقوال أمنموبي في برديته: "لا تسخر من أعمى، ولاتهزأ من قزم ولا تحتقر الرجل الأعرج، ولاتعبس في وجوههم، فالإنسان خلق من طين، والله هو خالقه، وهو قدير يهدم ويبني كل يوم، ويخلق الألوف بأمره، ما أسعد الرجل الذي انتقل للغرب وهو آمن في يدالله".


مواضيع متعلقة