وزير الأوقاف: الجماعات المتطرفة لا تؤمن بالدولة الوطنية

كتب: سعيد حجازي وعبدالوهاب عيسي

وزير الأوقاف: الجماعات المتطرفة لا تؤمن بالدولة الوطنية

وزير الأوقاف: الجماعات المتطرفة لا تؤمن بالدولة الوطنية

قدمت وزارة الأوقاف، بالتعاون مع كلية الدعوة الإسلامية والمنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف، والهيئة الوطنية للإعلام، ندوة للرأي تحت عنوان: "فقه المواطنة في ظل التحديات المعاصرة".

حاضر في الندوة الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور محمد عبدالفضيل القوصي، عضو هيئة كبار العلماء وزير الأوقاف الأسبق، والدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر الشريف، والدكتور جمال فاروق جبريل، عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، بحضور لفيف من أعضاء هيئة التدريس، ومعاونيهم بالجامعة، وعدد من قيادات وأئمة وزارة الأوقاف، وجمع كبير من طلاب جامعة الأزهر.

وفي بداية كلمته، أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن المحاضرات العامة والتثقيفية والأنشطة العلمية من أهم العمليات التعليمية، لأنها تبني الشخصية لدى المتلقي وتنمي روح الوطنية داخله، ونحن في أمس الحاجة إلى بناء الإنسان حتى يسهم بحق في بناء الأوطان.

وأوضح أنه في السياق والمناخ الفكري الصحي لا يحتاج الثابت الراسخ إلى دليل، لكن اختطاف الجماعات المتطرفة للخطاب الديني واحتكارها له ولتفسيراته جعل ما هو في حكم المسلمات محتاجًا إلى التدليل والتأصيل، وكأنه لم يكن أصلا ثابتا، فمشروعية الدولة الوطنية أمر غير قابل للجدل أو التشكيك، بل هو أصل راسخ لا غنى عنه في واقعنا المعاصر.

وأضاف، "قرر الفقهاء أن العدو إذا دخل بلدًا من بلاد المسلمين صار الجهاد ودفع العدو فرض عين على أهل هذا البلد رجالهم ونسائهم، كبيرهم وصغيرهم، قويهم وضعيفهم، مسلحهم وأعزلهم، كل وفق استطاعته ومكنته: حتى لو فنوا جميعا، ولو لم يكن الدفاع عن الديار مقصدا من أهم مقاصد الشرع لكان لهم أن يتركوا الأوطان وأن ينجوا بأنفسهم وبدينهم".

وأوضح أن الوطنية تعني باحترام عقد المواطنة بين الشخص والدولة، وتعني الالتزام الكامل بالحقوق والواجبات المتكافئة بين أبناء الوطن جميعا دون أي تفرقة على أساس الدين أو اللون أو العرق أو الجنس أو اللغة، غير أن تلك الجماعات الضالة المارقة المتطرفة المتاجرة بالدين لا تؤمن بوطن ولا بدولة وطنية، فأكثر تلك الجماعات إما أنها لا تؤمن بالدولة الوطنية أصلا من الأساس، أو أن ولاءها التنظيمي الأيديولوجي فوق كل الولاءات الأخرى وطنية وغير وطنية.  

وقال، "إننا أصحاب قضية عادلة، قضية دين، وقضية وطن، فكل ما يدعو للبناء والتعمير، والعمل والإنتاج، وسعادة الناس وتحقيق أمنهم واستقرارهم، لهو الدين الحق والإنسانية الحقيقية، وكل ما يدعو للفساد والإفساد، والتخريب والقتل، يدعو إلى ما يخالف الأديان وسائر القيم النبيلة والفطرة الإنسانية القويمة".

وفي كلمته أكد الدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة الإسلامية أن الندوة تأتي في ختام الموسم الثقافي للفصل الدراسي الأول، الذي نهدف من خلاله استنارة فكرية، وثقافية للطلاب، مبينا أن المواطنة تعني عدم التفرقة أو التمييز على أساس اللون أو العرق أو الدين، ويحترم كل مواطن إخوانه من المواطنين، ليتحقق بينهم التعاون والتسامح، رغم التنوع والاختلاف.

وأشار إلى أن الله تعالى في القرآن الكريم استخدم كلمة "مساكن"، ليعبر بها عن الوطن الذي ينعم فيه بالخيرات، مضيفا، "حب الأوطان في الإسلام ليس متعارضًا مع الدين".

وأعرب الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، عن سعادته البالغة بالحضور الكبير لطلاب كلية الدعوة الإسلامية، الذى ينم عن عقول متعطشة لمعرفة صحيح الدين، والفكر الوسطي المستنير، مبينًا أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، أسس للمواطنة في وثيقة المدينة، والتي أرست أسس العيش المشترك والمواطنة بين الجميع، فكلنا مطالبون باحترام عقائد بعضنا البعض، فكثيرا ما خاطب الله تعالى بقوله، "يا أيها الناس".


مواضيع متعلقة