قناة النيل «الثقافية».. خلية إخوانية فى ماسبيرو
حركة غير عادية دبت فى الشئون القانونية لرئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو، بعد أن قدمت بوصفى مذيعا لبرنامج «أما بعد» بقناة النيل الثقافية عدة مذكرات، رصدت تجاوزات عناصر الإخوان داخل قناة النيل الثقافية، منها استقدام ضيوف على أنهم محللون سياسيون وأساتذة جامعة وإخفاء هويتهم الإخوانية، ثم يهاجمون القوات المسلحة ويصفون تاريخ الجيش المصرى باعتباره تاريخا متواصلا من الانقلابات!
هذا ما حدث فى حلقة برنامج «أما بعد» بتاريخ 4/7/ 2013، حيث استقدم المعد الإخوانى محمد ثابت القيادى الإخوانى ممدوح شعير، فى مداخلة هاتفية، وأهان الأخير الجيش المصرى على الهواء مباشرة، وهو ما رفضته، وأوضحت للمشاهدين أنه من جماعة الإخوان، ثم دافعت عن الجيش المصرى.
ورغم أننى قدمت مذكرة بالواقعة فى حينها، وحققت الشئون القانونية بقطاع «المتخصصة» فى الواقعة، فإن التحقيق أغلق دون توقيع أى عقوبات على المعد محمد ثابت، الذى كان تعاقده مع ماسبيرو قد فسخ وجدد صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام الإخوانى الهارب تعاقده.. وسبب إغلاق التحقيق دون جزاءات هو مسح مخرج نفس الحلقة الإخوانى إسماعيل أبوالفتوح شريط الحلقة.
لكن المفاجأة الحقيقية أننى لم أعلم سبب إغلاق التحقيق إلا مؤخرا، ما دفعنى إلى التقدم بطلب إلى الشئون القانونية المركزية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون للتحقيق فى الواقعة وعدة وقائع أخرى، وقدمت أسطوانة مدمجة بكل الوقائع التى تعمد المخرج الإخوانى مسحها. وبدأت بالفعل التحقيقات فى التجاوزات الإخوانية، ومنها استضافة المعد الإخوانى لدبلوماسى سابق ينتمى بالعاطفة والرأى لجماعة الإخوان، ودافع الدبلوماسى جمال الدين بيومى فى الحلقة عن تنظيم حماس الإرهابى، ووصفهم بـ«إخوتنا»، بالتزامن مع سقوط شهداء لمصر من الجيش والشرطة، التى تتهم الدولة حماس بالتورط فى قتلهم. ودعا الدبلوماسى للحركة على الهواء، كما دافع عن المعزول محمد مرسى وخطابه الغرامى لشيمون بيريز، الذى وصف فيه مرسى الرئيس الإسرائيلى بأنه الصديق العزيز الوفى، وتمنى فيه مرسى لشعب إسرائيل الرغد والتقدم!
ولم يكتف المعد بذلك، بل واصل تجاوزاته بتقديم فقرة عن قصص الأطفال فى نفس اليوم الذى استشهد فيه 11 جنديا بسيناء، بينما شاشة الثقافية تضع شريطا أسود، ومقدم الحلقة يرتدى بذلة سوداء، تقدم فقرة عن قصص الأطفال، ما يمثل استخفافا بقضايا وجراح الوطن ومحاولة لتغييب عقل المشاهد.
وواصل المعد الإخوانى أجندته، فقدم موضوعات تشيع روح اليأس والإحباط، حيث قدم فى حلقة أخرى موضوعا عن الاكتئاب والحزن لدى المبدع، وآخر عن هندسة الحاسوب وعلاقتها باللغة العربية! الغريب أن هذا التخريب المتواصل لم يقابل برد فعل قوى من رئيسة القناة إيناس عبدالله، التى عينت فى عهد صلاح عبدالمقصود، وهو ما يضفى ظلالا من الشك حول موقفها، خاصة أن المذكرات قدمت لها وقدم طارق عبدالفتاح وعلى عفيفى، المعد بقناة النيل الثقافية، العديد من المذكرات لقيادات ماسبيرو، وأولهم إيناس عبدالله، وعبدالفتاح حسن رئيس قطاع المتخصصة، وعصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون. ولكن لم يحدث أى شىء، واستمرت العناصر الإخوانية فى مواقعها، فهناك ما لا يقل عن 13 إخوانيا يعملون فى عدة برامج هواء مباشر، أخطرها برنامج (مصر بكرة) (وأما بعد) و(الرواد)، وبرنامج «مصر بكرة» هو برنامج قدم فى عهد مرسى للدفاع عن إنجازاته، واستضاف المعدون فيه رجال جماعة الإخوان الإرهابية، الذين يحاكمون الآن، فكان العريان وأبوبركة ومصطفى سلطان وعبدالرحمن عز وغيرهم ضيوفا يوميين دون عرض وجهة النظر الأخرى.
وكمكأفاة لعناصر الإخوان داخل الثقافية على تقديمهم هذه الدعاية للإخوان، انتدب 3 منهم للعمل برئاسة الجمهورية بجانب عملهم، وهم المخرج الإخوانى إسماعيل أبوالفتوح والمعد عمر عبدالعزيز ورئيس تحرير البرنامج ياسر القاضى، بينما انتظر باقى المعدين والمخرجين مكافأتهم ولكن أتت ثورة يونيو أسرع من قرار انتدابهم، لتنقلب الطاولة، ولكنهم بقوا فى البرنامج واستمروا فى تقديمه برعاية رئيسة القناة إيناس عبدالله. وما يثير الشكوك أيضاً أن الثنائى الإخوانى إسماعيل أبوالفتوح والمعد محمد ثابت عندما قدما شكوى ضدى بعد أن تصديت لتخريبهم الشاشة وتشويههم للقوات المسلحة، ودافعت عن دور الجيش المصرى العظيم فى الدفاع عن البلاد وتجنيبها حربا أهلية، سارعت رئيسة القناة الثقافية بتحويل شكوى العناصر الإخوانية للشئون القانونية لـ«المتخصصة»، الأمر الذى لم تفعله مع مذكرات تقدمت بها ضد الإخوان ومعى المعد بالقناة على عفيفى.
حذرنا رئيسة القناة أكثر من مرة من خطورة ترك العناصر الإخوانية لتخرب الشاشة، وتهين الجيش والشرطة والشعب وثورة يونيو، وطلبنا منها أن تضعهم فى برامج مسجلة وتبعدهم عن الهواء المباشر لخطورة ذلك على سمعة الإعلام المصرى ككل ولكنها لم تستجب. وتم تحويلى للتحقيق من نفس العناصر الإخوانية فى عهد مرسى ولم ينجحوا فى الإيقاع بى رغم ذلك.. فهل من المنطقى أن يستجاب لطلبهم مرة أخرى ويحقق معى ومن جهتين قانونيتين فى نفس الوقت؟ وهل يمكن الاستجابة لطلبهم بعد إدراج الجماعة كتنظيم إرهابى؟.
ستكون أعجوبة إذا أدنت بنفس التهم ومن نفس العناصر الإخوانية، لأننى لم أدن بها فى زمن الإخوان وصلاح عبدالمقصود.. فهل سأدان بها زمن الثورة؟ وبعد إدراج جماعة الإخوان كعصابة إرهابية؟ وهل عرض وجهة النظر الأخرى والتصدى للإخوان ما زالت تهمة! وكأننا ما زلنا نعيش زمن وزير الإعلام الإخوانى الهارب صلاح عبدالمقصود؟.
ويتردد أن عبدالفتاح حسن رئيس قطاع النيل للقنوات المتخصصة يفكر فى نقل السيدة إيناس عبدالله لقناة الأسرة والطفل، واستبدالها بمختار أحمد رئيس الأسرة والطفل، وهو أمر من سلطاته إذا رأى أن ذلك فى مصلحة العمل، ولكن المشكلة أن عبدالفتاح حسن ربما يخرج فى حركة تنقلات جديدة يقال إن وزيرة الإعلام وافقت عليها.