القصة الكاملة لاكتشاف "خبيئة أثرية" بالمعهد السويدي في الإسكندرية

كتب: كيرلس مجدى

القصة الكاملة لاكتشاف "خبيئة أثرية" بالمعهد السويدي في الإسكندرية

القصة الكاملة لاكتشاف "خبيئة أثرية" بالمعهد السويدي في الإسكندرية

قادت الصدفة الدكتور إسلام عاصم، الباحث في مجال التراث ومدير جمعية التراث بالإسكندرية، إلى إكتشاف خبيئة أثرية تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد بداخل قبو المعهد السويدي، وذلك أثناء عملية البحث عن المقتنيات التراثية الخاصة بقنصل السويد كارل فون جرير، الذي تواجد في النصف الأول من القرن العشرين.

وكانت "الوطن" نشرت مساء أمس تفاصيل اكتشاف الخبيئة التراثية الخاصة بالقنصل السويدي، وتسليمها إلى المتحف القومي بالإسكندرية.

ويحكي "عاصم" لـ"الوطن" القصة الكاملة التي قادت للحفاظ على جزء مهم من التراث المصري، وذلك قبل إغلاق المعهد السويدي ورحيلهم عن البلاد، حيث اكتشف خبيئة تسلمتها وزارة الآثار، وهي حاليا تحت الحصر والتفنيد، وتتمثل في كونها مجموعة كبيرة من الشقف والعملات والمواد المختلفة، ومن المقرر أن تقوم الوزارة بالتوثيق وإصدار لجان لتوضيح أعدادهم وأهميتهم ومكان عرضهم.

وقال "عاصم" إن القصة بدأت أثناء ذهابه لإلقاء محاضرة بالمعهد ورؤيته لمجموعة الأوسمة والنياشين الخاصة بالقنصل الراحل، الأمر الذي دفعه لإجراء بحثاً عليها بجامعة الفيوم والوصول لقيمتهم التراثية النادرة، وذلك تمهيداً لإنشاء متحف يحوي تلك القيمة التراثية، إلا أنه تفاجأ من أشهر عدة بقرار الجانب السويدي بغلق المتحف، الأمر الذي دعاه للمطالبة بحق مصر في القطع المصرية التراثية النادرة التي جرى إهدائها للقنصل، وقت إقامته فيها وتعالت وتيرة الأحداث والمناقشات بين الجانبين المصري والسويدي.

وأضاف أنه تقرر إعطاء الـ16 قطعة تراثية مصرية لوزارة الآثار المصرية، إلا أن الصدفة أرادت لمصر حصد الكثير من ذلك الأمر، حيث عثر الجانب السويدي أثناء تنقيبهم على مقتنيات القنصل بالقبو، على خبيئة أثرية تعود للقرن الثالث قبل الميلاد وذلك لعصري الهيلينستي واليوناني الروماني، إلا أنهم لم يعوا جيداً قيمة تلك الخبيئة فطالبه بالتواجد لفحصها، حيث اكتشف أهميتها وطالبهم بتسليمها إلى وزارة الآثار، وهو الأمر الذي حدث.

وأكد أن الـ 16 قطعة التراثية التي جرى أخذها، تخص الجانب المصري نظراً لاستقرار القنصل بالمدينة الساحلية من عام 1907 حتى وفاته عام 1959، حيث دفن بها ويعد رمزاً للمحافظة، بالإضافة لكونها قطع نادرة تجمع بين فترتي السلطنة والملوكية والجمهورية.

وأشار إلى أن أبرز تلك المجموعة هو نيشان النيل والذي يعد من أعلى نياشين مصر في العهد الملكي، ويتميز بكونه نادر جدا لكونه من عهد السلطان أحمد فؤاد الأول، قبل أن يصبح الملك فؤاد، بالإضافة إلى نيشان الاستحقاق من الرئيس جمال عبدالناصر، ونيشان من البطريركية اليونانية بالإسكندرية، وماديلتان فضة نادرتان جدا لسبق الخيل بالإسكندرية لعامي 1905 و1906 قبل استقراره في مصر، وبحث قام به القنصل وصورة شخصية له، وجواز سفر مصري ملكي لكونه قنصل بمصر وهو جواز سفر تمثيلي فارغ من الداخل، ودبوس زواج الملك فاروق والملكة فريدة الذي جرى إهدائه للمدعوين على حفل الزفاف.

ولفت إلى أن وزارة الآثار، استلمت المجموعة برفقة بحثه عن تاريخها لتوثيقها وعرضها في وحدة خاصة بالقنصل في المتحف القومي بالإسكندرية، إلا أن هناك محاولات للحصول على جميع المقتنيات الآخرى للقنصل حتى تتحول الوحدة الصغيرة إلى قاعة كاملة خاصة بمقتنياته، إلا أن هذا الأمر في انتظار رد الخارجية السويدية.


مواضيع متعلقة