السويس: كنائس «تتسول» الترميم

السويس: كنائس «تتسول» الترميم
«القوات المسلحة ستعيد ترميم جميع الكنائس والمدارس التى تعرضت للحرق والتدمير، فى أحداث العنف التى شهدتها السويس عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، بسبب اعتداءات أنصار الرئيس المعزول عليها».. هذا هو الخبر الذى تناولته جميع وسائل الإعلام، المقروءة والمرئية، وغيرها بتاريخ 21 أغسطس، وأثلج صدور المسلمين قبل المسيحيين أنفسهم.
وبعد مرور أكثر من 3 أشهر على هذا التصريح، أيقن الجميع أن الحكومة الحالية حكومة تصريحات فقط، فحتى الآن لم ترمَّم كنيستا «الراعى الصالح» و«اللاتينية» بالسويس، بعد تعرضهما للحرق والتدمير والاستيلاء على محتوياتهما، خلال أحداث العنف الإخوانى يومى 14 و16 أغسطس الماضى، احتجاجاً على فض اعتصامى «رابعة» و«النهضة»، وما زال مسئولو الكنيستين يناشدون المسئولين تنفيذ وعودهم بترميمهما، ووصلت مناشداتهم لحد التسول. قال القمص بشاى إسحاق بشاى، راعى كنيسة «الراعى الصالح» للأقباط الكاثوليك بالسويس، غاضباً من تجاهل كافة المسئولين له: «طرقت أبواب جميع المسئولين من محافظ وقيادات بالجيش الثالث وقيادات بمديرية الأمن، وترددت عليهم لأكثر من 10 مرات حتى ينفذوا وعدهم لنا بترميم كنيستى الراعى الصالح واللاتينية، وحتى الآن لا حياة لمن تنادى وكأننا لسنا من أبناء هذا الوطن».
وأكد أنه عقب تعرّض كنيسة «الراعى الصالح» للتدمير والحرق، ذهب إلى قسم شرطة السويس وحرر المحضر رقم 1903 لسنة 2013 إدارى السويس، وحصر إجمالى الخسائر التى وصلت إلى 3 ملايين جنيه، بين أثاث ومنقولات وأجهزة كهربائية وكمبيوتر، ومن بينها 650 ألف جنيه نقدية، غير الخسائر التى قُدرت بـ2 مليون جنيه بالكنيسة اللاتينية.
وتابع «بشاى»: «فاض بنا الكيل ونضطر للصلاة وإقامة شعائرنا الدينية وسط الركام.
من جانبه، أكد القمص أنطونيوس ميلاد، وكيل مطرانية السويس، راعى كنيسة «العذراء مريم»، أن مسئولى مدرسة الفرنسيسكان اللاتينية رمموا المدرسة على حسابهم الشخصى، وأجروا بعض الإصلاحات بالكنيسة الملحقة بها فى بداية العام الدراسى الجديد لإقامة الشعائر والطقوس الدينية بالكنيسة، وأضاف: «ما زالت الكنيسة تحتاج للترميم بالفعل، والقوات المسلحة وعدتنا بترميم الكنائس والمدارس القبطية التى تعرضت للتدمير، وننتظر تنفيذ تلك الوعود التى لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن».
وقال إن شهود العيان ممن كانوا موجودين داخل كنيسة «الراعى الصالح» يوم إحراقها فى أول مرة، أكدوا أن مسيرة جماعة الإخوان يوم 14 أغسطس الماضى وقفت أمام الكنيسة ورشقوها بالحجارة وزجاجات المولوتوف وكرات النار فى الساعة 9 صباح هذا اليوم، وعندما حاولت عناصر الجيش التى كانت مكلفة بتأمين الكنيسة منعهم اعتدوا عليهم بالضرب والرشق بالطوب والحجارة، وحاول بعض الموجودين داخل الكنيسة إنقاذ الكنيسة من الاشتعال، لكن أنصار «الإخوان» كسروا أبواب الكنيسة وتعدوا على كل من بداخلها، ودمروها بالكامل، بما فى ذلك العيادة الملحقة بالكنيسة.