«الوطن» فى مكتبة المستشرق: تراث حسن كامى فى أيد أمينة

كتب: رضوى هاشم ونهال سليمان

«الوطن» فى مكتبة المستشرق: تراث حسن كامى فى أيد أمينة

«الوطن» فى مكتبة المستشرق: تراث حسن كامى فى أيد أمينة

حالة من الغضب سيطرت على محبى الفنان الراحل حسن كامى بعد تردّد أنباء عن أن القائمين على مكتبة «المستشرق» المملوكة لـ«كامى» قاموا بفتحها بعد ساعات من وفاته وعرض ما فيها من كتب للبيع، خاصة مع علمهم بوجود مخطوطات نادرة فى المكتبة كان الراحل يرفض بيعها نهائياً.

«الوطن» تفقّدت الوضع داخل مكتبة «المستشرق» أو «لوريانتليستا» التى تطل بواجهات زجاجية، وتحوى كُتباً ومخطوطات ورسوماً نادرة وتراثية، يبلغ عمر بعضها أكثر من قرن ونصف القرن، ففى الواجهة تجد على حامل كتب عتيق كتاباً بعنوان «فنون الطهى الحديث» لمؤلفيّه أبى زيد أمين وطغيان سعيد، الذى طُبِع عام 1934 فى مطبعة «المقتطف والمقطم»، ووصل سعره إلى 30 ألف جنيه. كما تمتلئ واجهة المكتبة الزجاجية بكتب أصلية بالفرنسية والإنجليزية عن المساجد الإسلامية وملكات وملوك مصر، وغير ذلك من مجلدات خطها مستشرقون قُدامى ولوحات مرسومة لمشاهد تراثية، ومعظمها مقتنيات معروضة للبيع.

{long_qoute_1}

وهناك أيضاً كتب نادرة وغيرها «طبق الأصل»، وإصدارات حديثة تم اختيارها بعناية، مثل أعداد دورية «أيام مصرية»، التى تتم إعادة طباعتها، وإصدارات للجامعة الأمريكية بالقاهرة، يجد فيها الزائر نفسه مُحاطاً بعشرات الآلاف من الأوراق القديمة، تعيده إلى ماضٍ جميل لم يعشه. أحمد عباس، شاعر يمنى وعضو اتحاد الأدباء والكُتاب اليمنيين، وعلوان الجيلانى، أديب يمنى، وصالح البيضانى، صحفى يمنى، الثلاثة يعيشون فى دول مختلفة وجمعتهم مصر فى زيارة منذ سنة، وأثناء تجولهم فى شوارع القاهرة، بحثاً عن مصدر للكتب القديمة، قادتهم الصدفة إلى حيث كان يجلس «كامى» منذ وفاة زوجته فى المكان المحبّب إلى قلبها.

ويحكى «عباس» عن زيارته للمكتبة، قائلاً: «دخلنا المكتبة وفرحنا بلقائنا للفنان العظيم، تحدّثنا معه عن الفن والثقافة فى مصر، وحكى لنا طرفاً من حياته، وعن حنينه لزوجته، التى فارقته قُبيل سنوات. فرح لمعرفتنا بمعظم أدواره السينمائية، وأبدينا له إعجابنا بصوته المميز. كما أطلعنا على عدد من اللوحات والكتب، كان من بينها كتب تتحدث عن أهمية مصر الجغرافية عبر التاريخ، ومقتنيات نادرة ومخطوطات لمستشرقين، وأعجبتنى طريقته فى احتفائه بالكتب وكأنه يرممها».

واتفق الرفاق الثلاثة على معاودة زيارة المكتبة العامرة مرة أخرى، وحزنوا لوفاة «كامى»، إلا أن الشاعر اليمنى «عباس» بعث برسالة إلى وزارة الثقافة، يتمنّى فيها ألا تلقى المكتبة الإهمال، وأن تعتنى الوزارة بها بعد وفاة صاحبها، خاصة أنها «تحمل قيمة معنوية وعلمية كبيرة ومن أهم الأماكن التى يجب أن تكون معروفة للباحثين فى القاهرة»، حسب قوله.

من جانبه، قال عمرو رمضان، محامى المكتبة، إن «مكتبة المستشرق لن تغلق أبوابها فى وجه محبى الكتب، وستواصل رسالتها بعد رحيل صاحبها، وهو ما أصررنا عليه خلال الأيام الماضية»، نافياً ما تردّد عن أن المكتبة ستتم تصفيتها، تمهيداً لبيعها بالكامل.

 


مواضيع متعلقة