رئيس البنك الآسيوى: مصر بوابة الاستثمارات إلى أفريقيا والصراع بين «بكين» و«واشنطن» لا يؤثر على سياساتنا

كتب: عبدالرحمن فرحات

رئيس البنك الآسيوى: مصر بوابة الاستثمارات إلى أفريقيا والصراع بين «بكين» و«واشنطن» لا يؤثر على سياساتنا

رئيس البنك الآسيوى: مصر بوابة الاستثمارات إلى أفريقيا والصراع بين «بكين» و«واشنطن» لا يؤثر على سياساتنا

فى ظل خطوات مصر وجهودها لدعم مصالح القارة الأفريقية، وتعزيز مسيرتها التنموية، وتبادل الرؤى والأفكار حول سبل دفع التنمية الشاملة فى أفريقيا، احتضنت مصر منتدى «أفريقيا 2018»، الذى شهد توقيع أكثر من 30 اتفاقية بقيمة إجمالية 3.5 مليار دولار، كان البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية داعماً وبقوة لمناقشات وبحث سبل التعاون بين أبناء القارة وكافة دول العالم، حيث عمل البنك الآسيوى للاستثمار كمنبر مُواتٍ لأفريقيا بين الدول الأعضاء الذين تخطى عددهم 86 دولة حتى الآن من شتى دول العالم.

{left_qoute_1}

واستعرض «جين لى تشون»، رئيس البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، فى حواره مع «الوطن الاقتصادى»، تاريخ نشأة البنك الذى تم تأسيسه عام 2014 من العاصمة بكين نتيجة لمعارضة الصين لسياسات المؤسسات المالية الدولية التى بدأت تقود العالم وتحرك دولاً بتقاريرها الدورية، بالإضافة إلى التحكم فى السياسات الاقتصادية للدول المقترضة من هذه المؤسسات، وهو ما دفع الصين لعدم الرضوخ، كقوة اقتصادية بدأت هيمنتها على الاقتصاد العالمى، لهذه المؤسسات.

{long_qoute_1}

وعلى الرغم من المعارضة الأمريكية فإن الصين عملت، وبخطوات قوية، على ضم أكبر عدد ممكن من الدول الأعضاء، ليصبح البنك أحد منافسى صندوق النقد والبنك الدوليين، بالإضافة إلى كونه مؤسسة تنموية إقليمية غير حكومية فى آسيا، برأس مال مرخص يبلغ 100 مليار دولار، ورأس مال مكتتب 50 مليار دولار، ونشأ البنك بفضل جهود القادة الصينيين، على رأسهم الرئيس الصينى شى جين بينغ، ورئيس مجلس الدولة لى كه تشيانغ، خلال زيارتهما لدول جنوب شرق آسيا فى أكتوبر عام 2013.

وأشار جين لى تشون إلى أن البنك بدأ بـ35 دولة عند تأسيسه، إلا أنه خلال 4 سنوات فقط زاد عدد الدول الأعضاء إلى 87 دولة من 6 قارات مختلفة، من ضمنهم روسيا، كوريا الجنوبية، أستراليا، البرازيل، الهند، إيطاليا، كما انضمت مصر العام الماضى لعضوية البنك الآسيوى للاستثمار، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن دخول المزيد من الدول خلال الشهر الحالى.

{left_qoute_2}

وقال إن أفريقيا تمتلك كنزاً كبيراً من الموارد الطبيعية والبشرية التى يمكن أن تُحدث طفرات كبيرة على المستوى الاقتصادى، ولكن يظل التحدى الأكبر الذى يحول بين انطلاقها خلال المرحلة المقبلة هو البنية الأساسية، حيث إن كثيراً من دول القارة تفتقر لبنية أساسية قوية وجاذبة للاستثمارات الأجنبية والمحلية أيضاً.

وأضاف أن مصر تقوم بدور محورى من خلال تنظيمها لمنتدى «أفريقيا 2018» فى نسخته الثالثة على التوالى، وهو ما يجعلها بوابة الدخول الرئيسية للقارة الأفريقية، حيث إنها تعمل كحلقة وصل بين العالم ودول القارة، معرباً عن سعادته بدخول مصر كأحد أعضاء البنك الآسيوى للاستثمار.

وأوضح أن مصر اتبعت سياسات إصلاحية فعالة ساهمت فى تحسين الأداء الاقتصاد محلياً ودولياً، مشدداً على ضرورة استكمال الخطوات الإصلاحية على مستوى الاقتصاد الكلى خلال المرحلة المقبلة، متوقعاً تحقيق مصر لمزيد من معدلات النمو فى الناتج المحلى الإجمالى، وذلك مدفوعاً بتحسن مناخ الاستثمار وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى المجالات الحاسمة، والذى ينعكس على توفير المزيد من فرص العمل.

وأكد أن البنك يضع أفريقيا ضمن أولوياته فى خططه المستقبلية، حيث إنه سيتم تمويل مشروع تجديد 11 محطة لتوليد الطاقة، بالإضافة إلى مشروع برنامج خدمات الصرف الصحى المستدامة بالمناطق الريفية المصرية فى 5 محافظات، موضحاً أن مصر ستكون بوابة دخول البنك الآسيوى للسوق الأفريقية، بجانب دورها كحلقة وصل بين الدول الأفريقية ودول آسيا وأوروبا.

وتابع أن البنك يستثمر أيضاً فى المزيد من المشروعات فى مصر، من ضمنها مشروع إنشاء خطوط أنابيب، ومشروع آخر خاص بالسكك الحديدية، مشيراً إلى أنه «لا يمكن تحديد القيمة الإجمالية لتمويل المشروع حالياً، وذلك لأن الأمور تتغير باستمرار، قد نعتمد على الاحتياجات التمويلية من خلال مساهمات شركاء التنمية»، مؤكداً أن البنك الآسيوى سيستمر فى الاستثمار بمصر كأحد الأعضاء المهمين فى البنك.

وقال إن «البنك يدرس حالياً الاستثمار فى قطاعات إنتاجية جديدة قد تحقق ربحية أكبر مثل الزراعة التى يمكن أن تكون طريقاً للتصنيع، ولكن علينا أولاً أن نقرر استراتيجيتنا، لذا بدأنا مناقشة ذلك مع مجلس إدارتنا، لوضع استراتيجية معتمدة بشكل مبكر قبل أن نبدأ».

وأضاف أن القضايا والتحديات المتعلقة بأفريقيا تعد قصة مماثلة لقصة أمريكا اللاتينية، حيث شهدت أمريكا اللاتينية تحديات كبيرة أبرزها الحاجة إلى تحسين الاتصال داخل المنطقة، وضرورة تحسين معالجة بعض جوانب السياسات الخاصة، بالإضافة إلى صعوبة نقل البضائع عبر الحدود، وشاهدنا ذلك بقوة فى أفريقيا، ولذلك تحتاج إلى عمل المواءمة والتعامل مع القطاع الخاص لحل هذه التحديات لاستمرار النمو الاقتصادى.

وأشار إلى أن الدول الأفريقية بحاجة إلى إشراك الممثل الخاص من البنك الآسيوى للمساعدة فى بناء القارة، حيث أن البنك يستثمر فى البنية التحتية التمكينية التى تدعم تمكين رواد الأعمال للبدء فى أنشطتهم فى مختلف القطاعات لإحداث نقلة نوعية فى الاقتصاد الأفريقى، فعلى سبيل المثال قام البنك بعمل هذا النوع من المشاريع التمكينية فى بنجلاديش، وذلك من خلال مشروع يربط ما يقرب من 12 مليون شخص بالكهرباء التى لم يحصلوا عليها.

وأكد أن البنك الآسيوى يدعم المرأة فى أفريقيا بشكل غير مباشر، وذلك من خلال تمويل العديد من مشروعات البنية الأساسية مثل الصرف الصحى وتوصيل المياه التى ستوفر المزيد من الوقت للسيدات ربات المنزل يستغللنه فى إدارة بيوتهن، حتى لا يضطررن لقضاء 8 ساعات فى اليوم فى انتظار المياه، الآن لديهن الوقت لمواصلة التعليم والتقدم فى مجال ريادة الأعمال بعد توفير أساسيات الحياة لهن.

وفيما يخص تأثير الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، ذكر جين لى تشون أن «الصراع بين الصين والولايات المتحدة لا يؤثر على قرارات وسياسة البنك، حيث إن إدارة البنك تعتمد على جميع أعضائها فى اتخاذ القرارات، لذا فنحن متعددون وسياسيون، ولكن بالطبع عندما يكون هناك صراع بين دول مهمة ومؤثرة فى العالم، يتأثر الاستثمار بالسلب، خاصة فى مجال تمويل البنية التحتية، مما يؤدى إلى حدوث تقلبات فى السوق، وهذا أمر محبط للغاية».


مواضيع متعلقة