«حسن كامي».. المصري الذي استرد «أوبرا عايدة» من أفواه الأجانب

«حسن كامي».. المصري الذي استرد «أوبرا عايدة» من أفواه الأجانب
- أوبرا عايدة
- دار الأوبرا
- حسن كامي
- وفاة الفنان حسن كامي
- أوبرا عايدة
- دار الأوبرا
- حسن كامي
- وفاة الفنان حسن كامي
"أميرة حبشية أسيرة في مصر تدعى عايدة، تصبح وصيفة الأميرة آمنيريس، ابنة فرعون، وتقع الفتاتان في حب رجل واحد هو راداميس، القائد الحربي المصري، الذي يبادل عايدة حبا كبيرا"، هو ملخص القصة الأوبرالية الأشهر في العالم، وتمثل صراعا بين الواجب والعاطفة، والتي ظلت تغنى على ألسنة أجنبية حتى عام 1974، ليظهر الفنان حسن كامي كأول مصري يؤديها.
بالإيطالية وفي مدينة فيانيوس، وقف حسن كامي يغني أوبرا عايدة كأول "تينور" مصري يغنيها بالإيطالية منذ تأديتها لأول مرة في مصر في عهد الخديوي إسماعيل، ففي عام 1974 نظم الاتحاد السوفيتي حفلا أوبراليا في المدينة الليتوانية التابعة له حينها، ووقتها اختير كامي ليكون بطل العرض.
وتقول جيهان مرسين رئيس الإدارة المركزية للموسيقى الشرقية ومديرة مهرجان الموسيقى العربية، إن كامي يعد أول مصري يغني أوبرا عايدة بالإيطالية: "لما كان بيغيب كان بيحل محله تينور أجنبي، وبعدها ظهر أوبراليين مصريين لكنه ظل علامة في تاريخ الأوبرا المصرية واعتزاله الغناء الأوبرالي ترك فراغا".
وتوضح مرسي، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن نشأته في أسرة أرستقراطية تقدر هذا النوع من الفن وإتقانه العديد من اللغات ومنها الإيطالية وموهبته الفريدة، مكنه من أن يكون أول مصري يغني أوبرا عايدة العالمية.
و"أوبرا عايدة" تعد العمل الفني الأول الذي جسد قصة من تاريخ مصر القديم، وقضى أوغست مارييت، عالم الآثار الفرنسي، الذي عمل مديرا للآثار المصرية، 6 أشهر في صعيد مصر ينسخ بمنتهى الدقة نقوشا وتفاصيل فنية على صفوف أعمدة المعابد، كي يستفيد منها في إخراج عمله، ليكون الأقرب علميا للطبيعة الفنية للنص التاريخي.
وكتب "مارييت" رسالة إلى شقيقه "إدوار" قبل افتتاح قناة السويس بخمسة أشهر، وردت في كتاب بعنوان "خطابات وذكريات شخصية" صدر في باريس عام 1904، قال فيها: "تصور أنني كتبت أوبرا!، إنها أوبرا كبيرة سيضع فيردي موسيقاها، نعم لا تضحك إنها حقيقة"، وقال إدوار إنه شعر بالقلق عندما علم بهذا الأمر.
توفي الفنان حسن كامي في منزله، صباح اليوم، عن عمر ناهز 82 عاما، وستشيع الجنازة عقب صلاة الجمعة من مسجد السيدة نفيسة.
كان الفنان الراحل بدأ حياته الفنية عام 1963 حينما عيّن في دار الأوبرا المصرية، وكانت أولى مشاركاته الفنية في بطولة العرض المسرحي "أوبرا عايدة" عام 1976، وقدم خلال تلك الفترة 720 أوبريتا بمختلف دول العالم منها إيطاليا وروسيا وأمريكا وفرنسا.
خطفته السينما بسبب وسامته، وقدم عددا تجاوز 100 فيلم أبرزها "يا مهلبية يا، وسمع هس، وكريستال، وكشف المستور، وعلاقات مشبوهة، وزكي شان"، وآخرها فيلم "قدرات غير عادية" عام 2015، وفي التليفزيون فقدم "بوابة الحلواني، وهوانم جادرن سيتي، وأميرة في عابدين، والجماعة، والعراف".