البابا لمسؤولي "البر": بعض الآباء كسروا القوانين استنادا إلى شعبيتهم

كتب: مصطفى رحومة

البابا لمسؤولي "البر": بعض الآباء كسروا القوانين استنادا إلى شعبيتهم

البابا لمسؤولي "البر": بعض الآباء كسروا القوانين استنادا إلى شعبيتهم

التقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مسؤولي لجنة البر على مستوى كنائس وإيبارشيات الكرازة المرقسية.

وعُقد اللقاء بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وتضمن كلمة للبابا عن "الأبوة والعمل الاجتماعي"، تلاها عرض قدمه القمص بيشوي شارل مقرر اللجنة، لأعمال اللجنة خلال الستة أعوام الماضية وفائدة قاعدة البيانات التي جرى إنشاءها، والتي وفرت ميزة سرية البيانات إلى جانب عدالة التوزيع.

كما عرض أربعة برامج يجرى العمل بها، في خدمة التنمية الاجتماعية حاليًا، وهي برامج "بنت الملك" و"وثيقة أمان" و"علم ابنك" و"شنطة البركة".

وتحدث أيضًا المهندس مجدي الشرقاوي، مصمم برنامج قاعدة البيانات، عن أهمية البرنامج وكيفية استغلال البيانات المدخلة شرط كونها دقيقة، لفائدة الخدمة، وأجاب البابا على تساؤلات المشاركين في اللقاء.

وأكد البابا أن العمل الأول للأب الكاهن، أن يكون قائدا للعمل الروحي بكل أشكاله بروح الأبوة، قائلا: "من الممكن أن يكون الأب الكاهن متعدد المواهب في أنشطة كثيرة، كالوعظ والافتقاد والألحان، لكن ما يبحث عنه الإنسان في الأب الكاهن هو الأبوة والرعاية بكل صورها، وفي بعض الأحيان تختلط المعاني بين الأبوة والشعبية التي كضربة شيطانية، فبعض الآباء الذين وقعوا في كسر القوانين وعدم الطاعة قد استندوا على شعبيتهم، فالأبوة عمل به تنفتح السماء أما الشعبية فكأنك تطيح بمكانتك بعيدا عن السماء، فالمسؤولية الروحية والأبوية هي التي تحفظ روح الكنيسة والخدمة".

وأضاف البابا: "أما بالنسبة للمسؤولية الأجتماعية، فالكنيسة تخدم المجتمع التي فيه دون النظر لأي اعتبار آخر، وتتشكل خدمة المجتمع داخل الكنيسة لكن ما يدمرها هو الذات، والرعاية الاجتماعية والتي لكي تنجح، يحتاج الإنسان أن يتخلى عن ذاته، فالله يستخدمنا ليس لفضل منا لكننا أداة لخدمة المجتمع"، مشيرا إلى أن من يتصدى للعمل الاجتماعي ينبغي أن يتخلى عن ذاته، وأن يكون له تمام اليقين إنه مجرد وسيلة.

وتابع: "نحن مجتمع نامي ومصر بها مشاكلها الاقتصادية، والكنيسة جزء من هذا المجتمع وتتأثر به، والعمل الاجتماعي يحتاج دائما أن نعمل "معا"، وهي كلمة لطيفة جدا بحسب حروفها نقسمها لثلاثة عناصر، فالميم محبة حقيقية بعيدة عن ذات الإنسان، والعين علاقات التعاون، والألف هي الأمانة".

وأكمل: "انتبهوا فمن الممكن أن يكون هناك أصحاب مصالح، وتعامل الكنيسة لا يصح أن يكون فيه ذلك، فأموال العشور والتبرعات موجهة لله وليس لنا حرية التصرف بها حسب الهوى الشخصي".

وعن الرعاية الاجتماعية، قال: "مشروع ضخم بدأ منذ خمسة سنوات، ونجاحه يعتمد على الأساقفة والكهنة والخدام العاملين، وهذا العمل الاجتماعي يجب أن يكون تنموي، وهذا هو الهدف الأكبر فرفع الأسرة من بالوعة الفقر ليس بإعطاء مسكنات بل باجتهاد، لنخرج الأسر من هذه الدائرة وهذا هو مقياس نجاح الخدمة، بل وأيضا الوقاية من الفقر حتى لا تقع فيه أسر أخرى".

واختتم حديثه، قائلا: "التعامل مع الفقر يحتاج حكمة وإمانة ومحبة وتدبير وكيف أن تكون الكنيسة وسيلة لتقليل عدد الفقراء، فالفقر أمر خطير يولد المرض والجهل والعنف والتفكك، ونجاحك في إنقاذ الأسر من دائرة الفقر معادلة صعبة لكن بالنعمة تستطيع أن تصنع كل شئ".


مواضيع متعلقة