الجامعات تعتمد «البابل شيت والتصحيح الإلكترونى» لمحاصرة الغش وأعضاء هيئة التدريس يتلقون تدريبات على «الماسحات الضوئية»

كتب: أحمد أبوضيف وكريم رومانى

الجامعات تعتمد «البابل شيت والتصحيح الإلكترونى» لمحاصرة الغش وأعضاء هيئة التدريس يتلقون تدريبات على «الماسحات الضوئية»

الجامعات تعتمد «البابل شيت والتصحيح الإلكترونى» لمحاصرة الغش وأعضاء هيئة التدريس يتلقون تدريبات على «الماسحات الضوئية»

أدت حالات الغش التى تم رصدها فى امتحانات «التخلفات» و«التعليم المدمج» فى عدد من الكليات مؤخراً، إلى إعلان عدد من الجامعات، عن تطبيق عدد من الإجراءات الحاسمة لمواجهة الظاهرة، فى امتحانات الفصل الأول المقرر لها مطلع الشهر المقبل، التى اعتمدت على «البابل شيت» و«MCQ»، وكذلك «التصحيح الإلكترونى»، وتخصيص عدد من الموظفات لتفتيش الطالبات ذاتياً، والتأكد من شخصياتهن قبل دخول اللجان، وأيضاً منع دخول الطالب إلى اللجان بأى متعلقات، بخلاف ما يثبت شخصيته، فضلاً عن تعليق «العقوبات» أمام اللجان وفى الطرقات بالجامعة، قبيل انطلاق الامتحانات للفرق النظامية.

{left_qoute_1}

وقال الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إنه يتم حالياً تطبيق نظام امتحانات (البابل شيت)، والتصحيح الإلكترونى، على ما يقرب من 50% من كليات الجامعة، مؤكداً أن رؤية الجامعة كإحدى جامعات الجيل الثالث تسعى لتغيير نمط التفكير القائم على الحفظ والتلقين، إلى نمط التفكير الإبداعى والنقد وحل المشكلات وتدريب الطلاب على مراحل حلها. وأوضح «الخشت»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن «نظام امتحانات (البابل شيت)، أسهم فى الحد من انتشار ظاهرة الغش»، مؤكداً أن الجامعة بصدد التوسّع فى تطبيقه مع «التصحيح الإلكترونى»، وذلك من أجل تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب.

وقال الدكتور محمد الديب، أمين عام جامعة عين شمس المساعد لشئون التعليم والطلاب، إن «مجلس شئون الطلاب بالجامعة سيناقش خلال أيام عدداً من الإجراءات الحاسمة لمواجهة ظاهرة الغش بأنواعه فى الامتحانات»، خاصة بعد رصد الجامعة منذ انطلاق امتحانات التخلفات والتعليم المدمج بالكليات، أكثر من 100 حالة غش بين الطلاب، لافتاً إلى أنه تمت إحالتهم جميعاً إلى الشئون القانونية لاتخاذ جميع الإجراءات القانونية تجاههم.

وأوضح «الديب»، لـ«الوطن»، أن أبرز الإجراءات تتمثل فى منع دخول الطلاب بأى متعلقات شخصية إلى لجان الامتحانات، باستثناء ما يثبت الشخصية، إضافة إلى أنه سيتم تخصيص عدد كبير من الملاحِظات «النساء»، لتفتيش الطالبات والتحقق من شخصياتهن قبل أدائهن الامتحانات، لافتاً إلى أن ستتم مناقشة استعارة جهاز «كاشف الغش»، المصنّع بجامعة المنصورة، والمخصّص لكشف أى أجهزة أو تليفونات أو سماعات، حتى إن كانت مغلقة فى اللجان، لافتاً إلى أنه تم تعليق عدد من الإرشادات الخاصة بعقوبات الغش قبل انطلاق الامتحانات بأكثر من أسبوعين.

وقال الدكتور أشرف عبدالباسط، رئيس جامعة المنصورة، إن «الجامعة ستطبّق هذا العام نمطاً ونظاماً جديداً من الامتحانات على عدد من الكليات، مثل التجارة والصيدلة ورياض الأطفال، يعتمد على امتحانات (الأون لاين)، التى يتم تنفيذها من خلال الكمبيوتر، وجزء منها يتم من خلال أجهزة الحاسب بالجامعة أو من خلال الهواتف الذكية»، لافتاً إلى أن هذه الامتحانات ستكون جزءاً رئيسياً من خطة الجامعة لمكافحة ظاهرة الغش.

وأوضح «عبدالباسط» لـ«الوطن»، أن «طريقة الامتحان تتم عن طريق إدخال الطالب، اسم مستخدم وكلمة سر خاصة به، ويكون كل طالب مسئولاً عن نفسه»، مضيفاً أن جميع الأسئلة ليست بنفس الترتيب لكل طالب، وتكون على قدر الوقت المتاح للإجابة بالضبط.

وكثّفت الجامعات التدريبات العملية لأعضاء هيئة التدريس على طُرق وضوابط وضع الأسئلة والتصحيح الإلكترونى فى امتحانات الكليات «النظرية أو العملية»، وذلك تنفيذاً لقرارات وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، بتعميم نظام «التصحيح الإلكترونى» لامتحانات الجامعات، فى إطار سعيها لتحقيق العدالة بين الطلاب، بعيداً عن تدخّل العنصر الشخصى.

وقال الدكتور محمد والى، مدير مركز التعلم والإدارة الإلكترونية بجامعة دمنهور: إن «إدارة الجامعة نظمت أكثر من 20 دورة تدريبية على النظام الإلكترونى تضم 422 متدرباً من أعضاء هيئة التدريس، لتدريبهم على الضوابط الأساسية لوضع أسئلة الامتحانات وضوابط التصحيح الإلكترونى، باستخدام أجهزة «الماسحات الضوئية»، التى تتطلب تصميم ورقة الإجابة بشكل معين، بحيث يتم تمريرها على الماسح الضوئى لرصد درجة الطلاب بشكل إلكترونى، دون تدخل العنصر البشرى، مؤكداً أن هذه العملية تفيد فى تقليل نسبة الأخطاء فى الرصد والتصحيح، لدرجة تكاد تكون منعدمة».

وأضاف «والى» لـ«الوطن»، أن ضوابط وضع الأسئلة، تتمثل فى تصميم امتحانات بنظام الأسئلة الموضوعية، أى أسئلة الصواب والخطأ والاختيار من بين أكثر من متعدد، وتعميم تصميمات معينة لورقة الإجابة، لافتاً إلى أن هناك عدة مواصفات للورقة الامتحانية، أهمها ضرورة ارتباط الأسئلة بالمنهج، الذى تم تدريسه للطالب، ووضع أسئلة تحدّد قدرات الطالب، بالإضافة إلى التنوع فى الأسئلة، بوضع أسئلة خاصة بالمهارات الابتكارية عند الطلاب، وقياس المستويات العليا للتفكير، كالفهم والتفسير والاستنتاج.

وقال الدكتور سعيد خليل، عميد كلية التربية جامعة عين شمس سابقاً: إن ضوابط التصحيح الإلكترونى وشروطه تتمثل فى ضرورة امتلاك عضو هيئة التدريس «بنكاً للأسئلة»، تجنّباً لوضع أسئلة متكررة، فضلاً عن امتلاك أكثر من نموذج فى الأسئلة لمنع عمليات الغش، إضافة إلى ضرورة مراعاة الوقت فى الإجابة عن الأسئلة.

وأوضح «خليل» أن الهدف من التصحيح الإلكترونى هو وضع أسئلة لا تقبل الشك، وليس لتخفيف الضغوط والأعباء على الدكتور الجامعى، مشيراً إلى ضرورة التركيز على الأسئلة الموضوعية، لقياس اتجاهات ومهارات معينة لدى الطالب، ويجب التأكد من قدرة الطالب على التعبير والوصف.


مواضيع متعلقة