«عربية الحواديت».. جولات تعليم الأطفال القراءة والرسم تنطلق من الشرقية إلى السويد

كتب: رضوى هاشم ونهال سليمان

«عربية الحواديت».. جولات تعليم الأطفال القراءة والرسم تنطلق من الشرقية إلى السويد

«عربية الحواديت».. جولات تعليم الأطفال القراءة والرسم تنطلق من الشرقية إلى السويد

فى قرى مصر من أقصى الصعيد، وحتى بورسعيد، مروراً بالسويس والقاهرة والمنيا وقنا وغيرها، قضى هيثم السيد، مؤسس «عربية الحواديت»، و10 آخرون، 3 سنوات يتنقلون بين قرى ونجوع مصر لتوزيع 53 ألف كتاب مجاناً، وعقدوا 92 ورشة حكى و75 ورشة رسم و80 جلسة قراءة وأيضاً 62 ورشة تعليم كتابة.

يعمل هيثم مدرساً فى قرية «دوامة» بالشرقية، حيث لن تجد مركزاً ثقافياً أو نادى شباب أو حتى مكتبة عامة. ابن الشرقية عضو فاعل يكتب فى نادى أدب الجامعة ونشر أعمالاً أدبية فى مجلات العربى الصغير وقطر الندى وسمير، وله مجموعة قصصية فازت بجائزة صندوق التنمية الثقافية، ما ساهم فى زيادة اهتمامه بالطفل وتثقيفه، ليبدأ رحلة توزيع الكتب والمجلات والقصص على أطفال قريته ممن لن يستطيعوا السفر إلى المراكز الثقافية فى المدينة، فأخذ يتجول فى «دوامة» ويطرق أبواب الجيران ليعطى أطفال المنزل قصصاً ومجلات، وينظم ندوات لحكى «الحواديت»، ليتناقل الناس أخبار تجولاته وندواته المجانية، فما كان من القرى والكفور المجاورة إلا أن طلبوا أن يكون لأطفالهم نصيب، وسعى إليه تلاميذه الكبار يطلبون مساعدته وأن يكونوا جزءاً من «عربية الحواديت» التى أصبح الأطفال والأهالى ينتظرون وصولها إليهم فى جميع المحافظات، بعد أن دشن الشباب صفحة للنشاط عبر مواقع التواصل الاجتماعى.

رحلة بدأت من قلب محافظة الشرقية، ووصلت أصداؤها إلى التليفزيون السويدى، الذى أرسل فريق تصوير إلى مصر خصيصاً كى يقضى يوماً فى رحاب الشرقية مع حواديت هيثم السيد، وفازت الفكرة بجائزة «المبادرة» فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2018، كأفضل مشروع ثقافى، إلا أن الفترة الحالية تمثل أزمة مالية للمشروع الذى طالما سعى «هيثم» إلى حصوله على دعم رسمى حتى يمكن استمراره.

تحديات مادية وأخرى تتعلق بالأمية تواجه حكائى الحواديت، لكنهم فى كل مرة ينتصرون لإرادتهم كى يخطوا خطوات جديدة نحو حلم «كتاب فى إيد كل طفل ومليون كتاب مجانى فى 10 سنين»، حتى يصبح الكتاب كائناً حياً يكبر كلما كبر قارئه، وبهذا العزم تمكّن فريق الحواديت فى 4 شهور من العمل المكثف من عمل جلسات تعليم القراءة وجلسات القراءة بالفصحى وكيفية اختيار الكتاب لـ25 طفلاً لم يسبق أن مسكت أيديهم كتاباً من قبل، حتى تمكن اثنان منهم من المشاركة فى تصفيات تحدى القراءة العربى على مستوى مصر بـ60 كتاباً بدلاً من 50 كما حددت شروط المسابقة.

رحلات عربية الحواديت تقدم فى 3 ساعات ورش رسم يحول فيها الأطفال ما قرأوه إلى صور مرسومة، وورش قراءة تحليلية يتخيل فيها الطفل ما يريد تغييره فى القصة لو كان هو المؤلف، وورش حكى جماعية، كل ذلك يمكنه أن يتوقف بدون دعم المؤسسات الثقافية ورجال الأعمال ونجوم المجتمع مثل دعمهم لكرة القدم وغيرها، حتى لو كان هذا الدعم بالكتابة عن المبادرة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، كما أن مؤسسات المجتمع المدنى جميعها تهتم بتنمية الإنسان بإمداد المنازل بالمياه والملابس دون النظر إلى أن بناء الإنسان يبدأ من بناء طفل مثقف وواع، وذلك وفقاً لمؤسس عربية الحواديت.

تقوم مبادرة مدرس اللغة الإنجليزية على شراء المجلات والكتب والمجموعات القصصية وأدوات الرسم والتلوين، وذلك من خلال الجهود الذاتية لفريق العمل من المتطوعين أو من الداعمين للفكرة، إلا أن مؤسسة «اسمعونا» دائماً ما تكون أول من يمد يد العون لتشارك فى تحقيق أحلام أطفال القرى والكفور عبر دعم جولات عربية أو قطار الحواديت فى الصعيد والدلتا والوجه البحرى، إلا أن كل ذلك يمكن أن يذهب هباءً بدون دعم المسئولين عن الثقافة فى مصر.


مواضيع متعلقة