كلب ينتحر حزناً على فراق مدربه.. وآخر يدافع عن صديقه حتى الموت

كتب: مروى ياسين ومحمد الخولي

كلب ينتحر حزناً على فراق مدربه.. وآخر يدافع عن صديقه حتى الموت

كلب ينتحر حزناً على فراق مدربه.. وآخر يدافع عن صديقه حتى الموت

مهمته خاصة جداً، وحده القادر على التحكم فى ردود فعل الكلاب، بكلمة منه تقف وتجلس وتثور غاضبة على من حولها، إنه المدرب صاحب الدور الأكبر والرئيسى فى تحويل الكلاب من حيوانات برية إلى حيوانات مطيعة، قدرات ليست عادية تلك التى تجعله يُخضع الكلب لطاعته وتنفيذ تعليماته وأوامره مهما كانت، فترة التدريب تستغرق ستة أشهر كاملة، يصبح فيها الكلب رهن إشارة صاحبه. التدريب فن لا يتقنه الكثيرون، لكن أحمد محمد أمين الشرطة، يتقنه منذ 15 عاماً كاملة، درّب خلالها أنواعاً مختلفة من أشهر كلاب الحراسة عالمياً، التدريب لا يعتمد فقط على أداء مهمات محددة، لكنه يبدأ بحب جديد يولد بينهما، هى الخطوات الأولى التى يتمكن المدرب فيها من السيطرة على الكلب وتعليمه كيفية إطاعة أوامره، وللمدرب نظرة فى الكلاب على اختلاف أنواعها، فيعرف جيداً السلوكيات الخاصة بكل كلب، ويحاول أن يروّض شراسته إلى فعل ما يريده بأسلوب لا يفهمه إلا الكلب وحده، والذى يظل رفيقه طوال 9 سنوات كاملة من العمل البوليسى للكلاب. يقول «أحمد»: «لازم أحبب الكلب فيا، لأنه لو ما حبنيش مش هيسمع كلامى، وده بيحصل بالتعود، وإنى أهتم بيه فى تقديم الأكل له، وألاعبه، وأخرجه كل يوم». ليست فقط تصرفات صامتة تلك التى يفعلها «أحمد» مع صاحبه، لكنه يحدّثه، ويعامله كما لو كان بشراً عادياً. «أحمد» الذى يدرّب الكلاب على كيفية اكتشاف المخدرات يقول إن للمدرب شخصية خاصة لا بد أن تتوافر فيه، أهمها القوة، حتى يضمن ألا يخرج الكلب عن طوعه، ولا يفقد السيطرة عليه طوال عمله، لهذا لا بد أن يتميز المدرب بقوة الشخصية، فعلى حد تعبيره: «الكلب ده عامل زى السلاح، لازم يحس إنك قوى عشان تعرف تتعامل معاه وتقدر تسيطر عليه»، ومهمة التدريب على كيفية اكتشاف المخدرات لا تتوقف فقط عن اكتشافها فى الحقائب أو السيارات، لكنها أيضاً تصل إلى حد تدريب الكلب على طريقة الحفر فى الرمال للكشف عن مخازن المخدرات فى الصحراء، فيقول «أغلب المأموريات اللى بنخرجها بتبقى لتجار مخدرات فى الصحرا وبيدفنوا المخدرات فى الرمال، ولولا أن الكلاب مدربة على الكشف عنها وإخراجها من باطن الأرض لما اكتشفنا كميات كبيرة من تلك المخدرات».[FirstQuote] ولوفاء الكلاب حكايات وحكايات يرويها عنهم المدربون، على سبيل المثال يروى «أحمد» قصة كلبه المعروف باسم «ريجو» من نوع الـ«جرمن شبرد»، والذى دافع عنه، وكاد أن يفقد حياته فى مواجهة مجموعة من المسلحين، يتذكر «أحمد» تلك القصة فيقول: «كنا بنأمن محكمة فى العريش وهاجمتنا مجموعة من المسلحين وحاولوا الاعتداء علىّ، ففوجئت بالكلب يهاجمهم جميعاً، بعدما أوقف الطريق الرئيسى بجرأة شديدة، وحاول المسلحون إطلاق الرصاص علينا إلا أن الكلب أربكهم بتحركاته، وتمكن من إنقاذنا من هؤلاء المسلحين الذين فروا هرباً منه». يتذكر «أحمد» ذلك الكلب الذى حزن على فراق صاحبه إلى أن فقد روحه، وهو أشبه بالانتحار النفسى، حينما سافر أحد المدربين فى مهمة خارجية، وطوال فترة غيابه رفض الكلب تناول الطعام إلى أن فقد شهيته ومات حزناً على فراق صاحبه. لا تقتصر الذكريات فقط على الوفاء، لكنها تمتد إلى مواقف بطولية يصنعها الكلب ويكمل كتابتها المدرب، يقول الرقيب وليد فكرى إنه عن طريق كلبه الـ«جرمن شبرد» تمكن من الوصول إلى مخازن المخدرات فى العريش لأحد أشهر تجار المخدرات، وبعد كشفهما عن الجريمة الكبرى، وقبل إدلائه بالشهادة فى المحكمة عقب إنهاء التحقيقات فى النيابة عرض عليه عدد من أقارب المجرم مبلغاً مالياً كبيراً وصل إلى 3 ملايين جنيه من أجل تغيير شهادته، إلا أنه رفض وعرض الأمر على قادته فى العمل، وقاموا بتحرير محضر بالواقعة أرفق بتسجيلات صوتية لمن يريدون أن يرشوه من أجل تغيير أقواله، إلى أن تم الإدلاء بالشهادة الحقيقية أمام المحكمة. أخبار متعلقة: الكلاب البوليسية على «خط المواجهة» مع الإرهاب جولدن وليبرادول وجرمن شبرد فى «امتحانات صعبة» لدخول «الخدمة» «بركو».. بطل لا تزال صورته معلقة على حوائط إدارة التدريب أكبر مستشفى لعلاج الكلاب.. رعاية لا تتوفر لبشر المهنة.. احتمال «عضات» الكلاب فى التدريب تاريخ سلاح الكلاب البوليسية: 82 سنة من الخدمة الشاقة اللواء مدحت الحريشى: الإرهاب رفع الطلب على «كلاب المفرقعات» بعد 30 يونيو