صدامات واعتقالات خلال احتجاجات "السترات الصفراء" في باريس

صدامات واعتقالات خلال احتجاجات "السترات الصفراء" في باريس
جابت عربات مدرّعة أحياء وسط باريس السبت فيما دارت صدامات بين قوات مكافحة الشغب ومتظاهري حركة "السترات الصفراء" الذين أقاموا متاريس وأحرقوا سيارات والقوا الحجارة في يوم جديد من الاحتجاجات العنيفة المناهضة لسياسات الرئيس إيمانويل ماكرون.
وفي حين كانت الشرطة تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين كان هؤلاء يردّدون "ماكرون تنحَّ"، في صدامات دارت بين الطرفين قرب جادة الشانزيليزيه التي شهدت السبت الماضي أسوأ أعمال شغب في باريس منذ عقود.
وارتفعت أعمدة من الدخان الأسود الكثيف في سماء المدينة.
وتدفق المحتجّون على باريس من كل أرجاء البلاد، رغم دعوات الحكومة للمواطنين لعدم المشاركة في هذه المظاهرات التي بدأت ضد رفع أسعار الوقود قبل أن تتحول لثورة غضب ضد سياسات ماكرون المتّهم بالانحياز للأغنياء على حساب الفقراء.
وفي حي التسوق الشهير "غران بولفار" رمى متظاهرون مقنّعون الحجارة على عناصر الشرطة، وأشعلوا النيران في متاريس أقاموها سريعاً من حاويات القمامة وأشجار الكريسماس.
وتوجه سائق شاحنة عرف عن نفسه باسم داني إلى باريس للمرة الأولى السبت للمشاركة في المظاهرات وإيصال صوته بعد ثلاثة أسابيع من التظاهر في بلدته.
وأضاف السائق البالغ من العمر 30 عاما الذي قدم إلى باريس من ميناء كيان في نورماندي "أنا هنا من أجل ابني البالغ 15 شهراً، لا يمكنني تركه يعيش في بلد حيث يستغل الفقراء".
وأعلن نائب وزير الداخلية لوران نونيز أن نحو 31 ألف شخص شاركوا في المظاهرات في سائر أنحاء البلاد، من بينهم ثمانية آلاف في باريس، وهي أعداد مماثلة لأعداد المتظاهرين الأسبوع الماضي.
وبدأ التحركات الاحتجاجية في 17 نوفمبر بإغلاق الشوارع رفضا لزيادة أسعار الوقود قبل أن يتسع نطاقها لتتحوّل إلى حراك واسع ضد سياسات ماكرون.
وخرجت مظاهرات منسّقة نظمتها حركة "السترات الصفراء" في سائر أنحاء البلاد السبت بما في ذلك في عدة طرقات سريعة، حيث تسبّبت بتعطيل حركة السير.
وأعلن رئيس الوزراء إدوار فيليب أنّه تم اعتقال 481 شخصاً في باريس في وقت نفّذت فيه الشرطة عمليات تفتيش استهدفت من يصلون إلى محطات القطارات وفي المواقع التي تركزت فيها الاحتجاجات على غرار الشانزيليزيه ونصب الباستيل.
وبين المعتقلين عشرات تم توقيفهم بعدما عثرت السلطات بحوزتهم على أقنعة ومطارق ومقاليع وحجارة يمكن استخدامها لمهاجمة الشرطة.
لكنّ العديد من المتظاهرين صمّموا على أنّهم لا يريدون توسّل العنف.