حنا عيسى: نتطلع إلى أشقائنا العرب ومصر لرفع التضامن مع قضية القدس

حنا عيسى: نتطلع إلى أشقائنا العرب ومصر لرفع التضامن مع قضية القدس
قال الدكتور حنا عيسى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات وأستاذ القانون الدولي، إن الفلسطينيين يتطلعون إلى أشقائهم بالدول العربية وبالأخص في مصر للاضطلاع بدور أكبر في التضامن العربي مع قضية القدس للتصدي لمخططات إسرائيل التهويدية الخطيرة للمدينة المحتلة.
وأكد عيسى، في مقابلة لوكالة أنباء "الشرق الأوسط" في "رام الله"، أن التطورات الأخيرة في مصر وخاصة إعلان جماعة الإخوان "تنظيما إرهابيا"، لن يؤثر على العلاقات المصرية الفلسطينية. وأضاف: "نحن كفلسطينيين ندين بشدة كل العمليات التي تستهدف أمن واستقرار مصر والسلم الأهلي بداخلها ونعتبرها خارج الأعراف والتقاليد العربية الإسلامية والمسيحية، لهذا السبب وقفنا دائما إلى جانب الجيش المصري الذي دافع عن قضية فلسطين منذ 1948، ولا يزال يقدم للشعب الكثير".
وأعرب "عيسى" عن أمله في أن "تعيد حركة الإخوان النظر في سياساتها وأيديوليجياتها ومبادئها، بأن تصبح جزءً لا يتجزأ من الشعب المصري لأن مصر تتسع للجميع". وبشأن المظاهر التهويدية للقدس التي تحذر الهيئة الإسلامية المسيحية من خطورتها، قال "عيسى" إن "إسرائيل تنتهك بشدة كافة الأماكن الحضارية والدينية والتراثية والتاريخية بالقدس، وبالأخص فيما يتعلق بالمسجد الأقصى من خلال حفريات تصل إلى 18 مترا".
وأضاف أن إسرائيل تخطط لإنشاء مدينة كاملة تكون جاهزة عام 2020 لاستقبال 6 ملايين شخص، مشيرا إلى وجود قاعات تحت الأقصى تتسع لـ5 آلاف شخص وأكثر من 100 كنيس حول المسجد، فضلا عن سرقة الآثار التاريخية في العصور العثمانية والأموية والعباسية بهدف طمس الهوية العربية والإسلامية للمسجد وإقامة مخطط "القدس الكبرى".
وأكد "عيسى" أيضا أن الكنائس لم تسلم من هذه الاعتداءات التي تتمثل في رمي الزجاجات الفارغة والحارقة وكتابة شعارات مسيئة للمسيح وانتهاك لحرمتها وحالات تعد سافر على الكهنة الأقباط. وقال إن إسرئيل تستهدف من كل هذا تقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود وإقامة ما يسمى بالصلوات التلمودية، مؤكدا مدى خطورة الوضع حاليا لأن إسرائيل هودت نحو 92% من مدينة القدس المحتلة.
وحول تقييمه للموقف العربي والاسلامي بهذا الشأن، قال عيسى: "نأمل من إخواننا العرب والمسلمين أن يكون لديهم طموح أكبر بكثير من بيانات الشجب والاستنكار وأن يكون الدعم المادي على مستوى القدس وقضيتها العادلة وعلى مستوى أماكن العبادة الإسلامية والمسيحية والمسجد الأقصى".
وأضاف: "نتطلع في العام الجديد لوجود خطط استراتيحية بهذا الشأن بالنسبة للفلسطينيين ليتم تسويقها للدول العربية والإسلامية لتبنيها ومن ثم الضغط على الولايات المتحدة لاتخاذ قرار من مجلس الأمن يستند إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لعام 1945 يلزم إسرائيل بالتوقف عن انتهاكاتها الجسيمة للأراضي الفلسطينية المحتلة".
وفي الشأن السياسي، قال "عيسى" إن الإدارة الأمريكية تسعى جاهدة من أجل تحقيق تسوية في المنطقة، لكنها للأسف الشديد تتعامل حتى هذه اللحظة بازدواجية المعايير مع القضية الفلسطينية. وأوضح أنه لم يتم الإفصاح حتى الآن بشكل كامل عما يسمى بالخطة المرحلية التي يعتزم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري توقيعها بين الجانبين، لكن الجانب الإسرائيلي استبق ذلك بضم الأغوار قانونا لدولة إسرائيل بالإضافة إلى عدم التنازل عن مدينة القدس، وأيضا وجود شرطين أساسيين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأول هو الاعتراف بيهودية الدولة والثاني إلغاء حق العودة.
وأعرب "عيسى" عن أمله في تحقيق الوحدة خلال العام الجديد بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد لتبقى قضية فلسطين على رأس الأولويات الدولية، وقال: "نطمح أن تقام الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل ويتحقق السلم في المنطقة لكن على ألا يكون كل ذلك على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".