لماذا رفض ترامب تقليص "أوبك" إنتاج النفط.. خبراء يجيبون

12:16 ص | الخميس 06 ديسمبر 2018

أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن رفضه لتقليص منظمة الدول المنتجة للنفط "أوبك" للإنتاج، داعيا المنظمة إلى التراجع عن هذه الخطوة.

وكتب ترامب تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنه يتمنى ألا تقلص "أوبك" كميات الإنتاج، كما قال "إن العالم لا يريد أن يرى أسعارا أعلى للنفط كما أنه ليس في حاجة إليها أيضا".

وقال الدكتور فخري الفقي الخبير الاقتصادي، ومستشار صندوق النقد الدولي، إن رفض الولايات المتحدة تقليص إنتاج النفط، يأتي بسبب رغبة "ترامب"، في خفض أسعار مواد الطاقة، فأمريكا على أبواب التضخم وهو ما يؤثر على الاقتصاد الأمريكي، وإذا فكرت الولايات المتحدة في رفع سعر الفائدة سيؤثر بالسلب على الاقتصاد، موضحًا أن المنفذ الوحيد لأمريكا من هذا الوضع هو اللجوء إلى خفض أسعار النفط في العالم باعتبارها أكبر الدول المستوردة للنفط.

وأوضح فخري في تصريحاته لـ"الوطن"، أنه بعد فرض العقوبات على إيران وغياب النفط الإيراني ارتفعت أسعار النفط في الأسواق، فأراد ترامب أن يعمل على زيادة النفط الناتج عن "أوبك" ليحل محل النفط الإيراني، وفي حال قيام هذه الدول بالحفاظ على زيادة إنتاج النفط، سيصبح هناك فائض في الطاقة على مستوي العالم، وسيقوم بدوره بخفض أسعار الطاقة في الأسواق العالمية.

وأكد الخبير الاقتصادي، أن خفض أسعار الطاقة يأتي في مصلحة الدول المستوردة للطاقة، على رأسها الولايات المتحدة ومصر، وأن هذا القرار يضر بمصالح الدول التي تعتمد في اقتصادها على تصدير النفط للأسواق.

بينما قال الدكتور بكري عطية، الخبير الاقتصادي، إن البترول سلعة أساسية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، موضحا أنها تعاني من مشكلات وتخشى من زيادة التضخم.

وأضاف عطية لـ"الوطن"، أن الولايات المتحدة ترغب بإغراق أسواق العالم بالنفط لخَفض الأسعار حتى لا يتأثر ميزان العجز التجاري لها بارتفاع أسعاره.

ومن المنتظر أن تعقد "اللجنة الوزارية المشتركة للمراقبة" من دول المنظمة واتحاد الدول المنتجة من خارجها، اجتماعا غدا الخميس وبعد غد الجمعة في العاصمة النمساوية فيينا بغرض بحث كيفية عودة الاستقرار إلى أسعار النفط التي انخفضت بقوة في الفترة الأخيرة.

كان ترامب دعا "أوبك" في الفترة الأخيرة مرارا إلى العمل على تخفيض أسعار النفط، وقد استجابت له بعض الدول في "أوبك" برفع إنتاجها لتعويض العقوبات المعلنة على إيران.

وقال مدحت يوسف، رئيس هيئة البترول الأسبق، إن الولايات المتحدة تمتلك البترول الصخري منذ سنوات عديدة، إلا أنها كانت لا تقوم بعمليات الاستخراج منه لتكلفته العالية، موضحًا أن الولايات المتحدة، عملت على تطوير تكنولوجيا إنتاج البترول الصخري، ونجحت في الوصول إلى تكنولوجيا متقدمة أقل تكلفة، إلا أنها ما زالت مرتفعة بالمقارنة بالنفط العادي.

وأوضح يوسف لـ"الوطن"، أن النفط الصخري لا يكفي حاجة الولايات المتحدة المحلية من الاستهلاك، لذلك تلجأ لاستيراد النفط من الدول المنتجة للبترول.