أشعة الشمس.. العلاج الحاسم لنقص «فيتامين د»

كتب: جهاد مرسى

أشعة الشمس.. العلاج الحاسم لنقص «فيتامين د»

أشعة الشمس.. العلاج الحاسم لنقص «فيتامين د»

بين عشية وضحاها، صار فيتامين «د» حديث كافة الأوساط العلمية والشعبية. الكل يتهافت على إجراء التحليل للاطمئنان على نفسه، ويرجع كافة الأعراض والأمراض إليه، الأطباء يشددون على أهميته، والمرضى يترددون على الصيدليات لشراء عقاقيره، علها تهدئ من آلامهم.

{long_qoute_1}

الهشاشة وآلام العظام أرجعها كثير من الأطباء إلى نقص فيتامين «د» فى الدم، كما يمكن أن يسبب ضعفاً فى العضلات، ومفصل الركبة بشكل خاص، الأمر الذى ينتشر بين كبار السن ومؤخراً الشباب، وعلى أثره تحرك آلاف المواطنين لإجراء التحليل، رغم ارتفاع سعره، وأطلقت بعض مراكز التحاليل عروضاً ترويجية لإجراء التحليل بسعر مدعم.

«غالبية الناس لا يتعرضون للشمس، وهى مصيبة كبرى»، حقيقة يشدد عليها الدكتور أحمد بخاتى، استشارى التحاليل الطبية، موضحاً أن 95% من فيتامين «د» يأتى من التعرض لأشعة الشمس، والمفترض أن تتعرض العظام الطويلة مثل الساق أو الذراع للشمس، ولأننا فى مجتمع محافظ لا تتعرض النساء للشمس مباشرة، إنما من وراء زجاج النوافذ، ولا فائدة من ذلك، الأمر الذى اتضح بشكل كبير فى دراسة أجريت على نبات المشروم، حيت تم زراعته فى صوب زراعية، وآخر كان عرضة للشمس، واتضح وجود فيتامين د فى النوع الذى كان معرضاً للشمس بشكل مباشر.

زيادة الوعى لدى المواطنين بأهمية فيتامين «د» أحد المكاسب المهمة التى حدثت فى الفترة الأخيرة، بحسب «بخاتى»، مؤكداً ضرورة أن تنتبه الأمهات لأطفالهن مبكراً: «بيتصابوا بالتقوس بسبب الحفاضات ولا يتعرضون للشمس، رغم أن الفيتامين هو المسئول عن بناء الهيكل العظمى للإنسان».

معظم السيدات حين تتقدم بهن السن يتعرضن لنقص فى هرمون «الأستروجين»، ويكن عرضة لكسور العظام وقت انقطاع الطمث، ما يستدعى ضبط نسبة فيتامين «د»: «أصبح أى شخص يجرى تحليلاً على نسبة فيتامين د أو الكالسيوم يفاجأ بانخفاضهما، ما زاد من نسب الاكتئاب بين الناس خاصة السيدات».

رغم أهمية إجراء تحليل فيتامين «د»، يرى «بخاتى» ضرورة أن تتعاقد الدولة مع التأمين الصحى، حتى لا يحدث جشع، ويتم تقنين سعر تحليل وأدوية فيتامين «د»، فى ظل مافيا الأدوية المنتشرة ليس فى مصر فقط، إنما فى الوطن العربى: «فى إنجلترا هناك 700 صنف دواء فقط، إنما فى مصر على سبيل المثال 10 آلاف صنف دواء، الفضاء متسع لظهور أدوية كل يوم». وحول أهمية التحليل، وسبب ارتفاع سعره، توضح الدكتورة مؤمنة كامل، أستاذ التحاليل الطبية بكلية الطب جامعة القاهرة، أن دراسات أجريت فى منطقة الشرق الأوسط أثبتت ارتفاع نسب الإصابة بهشاشة العظام ونقص الكالسيوم، ولا تؤدى الأدوية إلى تحسنها، كما اكتشفنا حديثاً ارتباط فيتامين «د» بذلك، وأهميته لبناء العظام.

دراسات أخرى أجريت على من تعاطوا فيتامين «د» بشكل سليم، وفقاً لـ«مؤمنة»، أثبتت تحسن حالتهم المزاجية، لتأثير الفيتامين الكبير على الجهاز المناعى، كما تحسنت طبيعة النوم، وقلت أعراض الهشاشة، وعشرات الفوائد الأخرى. ورغم ضرورة إجراء التحليل، وتعاطى الفيتامين، أكدت «مؤمنة» ضرورة أن يجرى الشخص أولاً تحليل وظائف كلى، والتأكد من سلامته، ومن بعده يخضع لبرنامج علاجى تحت إشراف طبيب، ولا يتعاطى الفيتامين من تلقاء نفسه، حيث يبدأ العلاج بجرعات مرتفعة ثم تنخفض وتصل إلى قرص كل 15 يوماً إلى أن نصل لنسب الفيتامين المعقولة.

أما عن ارتفاع سعر التحليل، فأوضحت أنه يحتاج إلى محاليل معينة مرتفعة السعر ومعايرة وأجهزة دقيقة وشخص مؤهل للعمل على تلك الأجهزة، لذا ترتفع تكلفته، أما الجهات التى تعرضه بتكلفة منخفضة بصورة ملحوظة فقد تكون نتائجها أقل دقة.

لا توجد دولة فى العالم تدعم هذا النوع من التحاليل، بحسب «مؤمنة»، إلا لأشخاص فى سن معينة، ويتمتعون بتأمين صحى شامل: «يكفى الدعم الذى تقدمه الدولة لعلاج فيروس سى والأمراض المزمنة، ولا بد أن يتخلى عن طريقته فى انتظار كل شىء من الدولة».

مع إعلان مستشفى ٥٧٣٥٧ أهمية إجراء التحليل، وما تردد من أن من يتعاطى فيتامين «د» تقل فرص إصابته بالأورام السرطانية، زاد الإقبال على إجراء التحليل من الأشخاص بداية من سن 35 عاماً، خاصة السيدات ومن يعانون من الهشاشة وآلام العظام، فى مقابل نسب إقبال محدودة من الأطفال.

 


مواضيع متعلقة