أطباء يحذرون: السمنة وعدم ممارسة الرياضة والعادات الخاطئة أهم الأسباب

07:13 م | الأربعاء 05 ديسمبر 2018

داخل عيادات متسعة يزيد من رتابتها الأنين والتأوهات، جلسوا متلاحمين فى انتظار سماع أسمائهم ولقاء الطبيب للبوح بمر الشكوى، بعد أن ثقلت حركتهم ونفد صبرهم وتبددت أحلامهم فى ممارسة حياتهم بشكل طبيعى، «وجع فى الركبة»، كانت الشكوى المكررة لمئات المرضى المترددين على عيادات العظام، شباباً وكبار سن، وعلى أثرها يخضعون لخطط علاجية دقيقة، يضعها أطباء متخصصون، ويشددون على الالتزام بها لتجنب مخاطر وشيكة.

{left_qoute_1}

السمنة المفرطة وضعف البنية العضلية نتيجة قلة ممارسة المصريين للأنشطة الرياضية، من الأسباب الرئيسية لتزايد آلام الركبة وأمراضها، بحسب الدكتور محمد عبدالمنعم، مدرس جراحة العظام بكلية الطب جامعة القاهرة، ما يفسر تزايد حالات الإصابة بخشونة الركبة وتمزق الأربطة والتهاب المفصل: «من المتعارف عليه أن أمراض الركبة تصيب كبار السن بنسبة أكبر من الشباب، بسبب ضعف عظامهم، لكن فى الوقت الحالى الأمراض تلحق بالشباب بسبب ممارسة العديد من العادات الخاطئة مثل الجلوس لفترات طويلة وثنى الركبة، وهو سبب رئيسى فى تعب عظامهم لا سيما الركبة».

إصابات الركبة فى الصغر، وحدوث كسور أو تمزقات أو ما يسمى بالهلال الغضروفى، من بين الأسباب التى عدّدها أيضاً «عبدالمنعم»، والتى تزيد من فرص التعرض لمشاكل فى الركبة مستقبلاً: «إهمال الأهل لتقوس سيقان أطفالهم يؤدى للإصابة بأمراض بالغة الخطورة بالركبتين مع تقدم السن». أما بالنسبة للسيدات، فقد شدد «عبدالمنعم» على أن إهمال ممارسة الرياضة، خاصة فى فترة ما بعد الولادة، أحد الأسباب الرئيسية فى ازدحام عيادات العظام بهن: «السيدات أكثر عرضة لأمراض الركبة بسبب الوقوف لأوقات طويلة لممارسة أعمالهن المنزلية والأسرية، فبمرور الوقت يحدث التهاب بمفصل الركبة وخشونة مع انتشار الدوالى المؤلمة فى الساقين»، وهناك ممارسات غذائية خاطئة، يقوم بها المواطنون تؤدى لمخاطر شديدة على عظامهم: «نقص فيتامين د والكالسيوم يؤديان إلى الإصابة بهشاشة ولين العظام».

وبحسب «عبدالمنعم»، على المريض زيارة عيادة العظام إذا كان يعانى من تورَّم ملحوظ بالركبة، بالإضافة إلى عدم القدرة على فردها أو ثنيها، أو رؤية تشوه واضح بها: «قد تكون الركبة غير مستقرة فى وضعها الطبيعى، وتشعر بعجز فى التحميل عليها والمشى».

ويوضح الدكتور إسلام أبويوسف، استشارى العظام والعمود الفقرى، وجود بعض الأمراض مثل النقرس وترسيب الأملاح، تسبب آلاماً فى مفصل الركبة وتنتشر أكثر فى المرحلة العمرية بين 40 و45 عاماً: «الأملاح تؤدى على المدى البعيد إلى تآكل سطح مفصل الركبة، وترسب كريستالات من الأملاح، عبارة عن بلورات تحتوى على الكالسيوم تتكاثر فى سائل المفاصل، وتؤدى إلى خشونة ملحوظة مع كل حركة».

وبحسب «إسلام»، فإن مرض خشونة الركبة، هو الأكثر شيوعاً بين الشباب والكبار فى الوطن العربى خلال السنوات الأخيرة: «أكثر ما يؤثر على مفصل الركبة ويدمره هو الجلوس فى وضعية التربيع أو القرفصاء».

هناك أمراض مزمنة تزيد من نسب الإصابة بأمراض الركبة، بحسب الدكتور عبدالفتاح عمار، إخصائى جراحة العظام: «الروماتويد رقم واحد فى الأمراض التى تؤدى إلى خشونة الركبة، خاصة فى سن صغيرة، بالإضافة إلى مرض السكر، الذى يؤدى إلى التهاب فى غضروف الركبة ومشكلات عديدة».

الرياضيون أيضاً من أكثر المتعرضين لأمراض الركبة: «الرباط الصليبى مشكلة متكررة، وزيادة التحميل على العضلات يؤدى إلى إصابات أخرى مثل تمزق الأربطة».

وينصح «عمار» مريض الركبة بالخضوع لفحص طبى، وإجراء الأشعة فور شعوره بوجع: «التأخير له عواقب وخيمة وآثار على المدى البعيد».