أمير ويلز يعرب عن قلقه إزاء أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط
أمير ويلز يعرب عن قلقه إزاء أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط
أعرب أمير ويلز عن قلقه إزاء التحديات الراهنة التي تواجه المسيحيين في بعض دول منطقة الشرق الأوسط ، وذلك أثناء زيارته لمركز الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بريطانيا.
وذكر بيان للسفارة البريطانية بالقاهرة اليوم، أن الأمير غازي بن محمد، من الأردن رافق أمير ويلز في زيارته في 17 من ديسمبر الجاري.
وكان في استقبال أمير ويلز والأمير غازي -خلال هذه الزيارة التاريخية إلى المركز- نيافة الأنبا أنجيلوس، الأسقف العام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في المملكة المتحدة، وعدد من المسؤولين، والضيوف من الحكومة البريطانية والحوار المسكوني، بالإضافة إلى ممثلي الحوار ما بين الأديان و أعضاء من رجال الدين لدى الأقباط الأرثوذكس و شخصيات من المجتمع.
بدأت الزيارة بخدمة صلاة من التقليد الكنسي، تبعها عرض لعدد كبير من أشكال الرسالة وأنواع الخدمات الجارية تحت مظلَّة الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسية في المملكة المتحدة، من بينها العمل الخيري وأعمال الإغاثة والتنمية، فضلا عن أنشطة التوعية والمناصرة، والتعاون مع وزارة الشباب والحوار المسكوني والحوار ما بين الأديان.
فيما بعد، قدم الأنبا أنجيلوس، أيقونتين قبطيتين لصاحبي السمو الملكي، وكذلك أيقونة للقديس جورج أهداها إلى دوق ودوقة كامبريدج والأمير جورج.
وتم عقد لقاء خاص أثناء الزيارة، تطرق للوضع الحالي في مصر والشرق الأوسط والمساهمات التي يمكن تقديمها لتوفير حلول ناجحة للمتضرّرين في المنطقة. وأعقب ذلك لقاء تناول شاي بعد الظهر في قصر "ستيفالبوري مانور"، حيث قدّم أمير ويلز لوحة تذكارية تسجِّل الزيارة، كما وقّع في سجل الزوار الرسمي.
وعلق الأنبا أنجيلوس على الزيارة قائلا: أنا ممتن لزيارة صاحب السمو الملكي أمير ويلز لرعيتنا القبطية الأرثوذكسية هنا واليوم، وهي تحتفل بوجودها وبمساهمتها في المملكة المتّحدة، وهي زيارة تسلط الضوء على الصراعات المتزايدة التي تواجه المسيحيّين في الشرق الأوسط ، مهد المسيحية، كما أسجِّل تقديري لزيارة الأمير غازي.
وأضاف الأنبا أنجيلوس: إذ نقترب من عيد الميلاد، نتذكر أيضا أننا نعيش في وقت يعاني فيه الكثيرون في الشرق الأوسط من ويلات الحرب والنزاع، ولكن كما أبرز صاحب السمو الملكي اليوم فإن المسيحيين في المنطقة لا يزالون يتمتعون بالمرونة والإيمان برغم ما يواجهونه من تحدِّيات.
ولفت الأنبا إلى أنه فيما يتعلق بمصر، فعلى الرغم من تعرُّض المسيحيين بها للعديد من الهجمات الموجهة ضد ولائهم، إلا أنهم لا يزالون يشكلون جزءا لا يتجزأ من مجتمعهم وعنصرًا محفزا لاستقراره، مؤكدا أنهم تجاوبوا بكرمٍ مع الهجمات المستمرة والمتصاعدة، وهم يثبتون التزامهم بعملية التغيير المشروعة، مضيفا "استنادًا إلى اعتقادنا بأن هناك دائمًا أمل، نحن نصلي من أجل أن تكون روح التعاون والتنسيق هذه بمثابة نقطة انطلاق لمزيد من المناصرة والتوعية وكذلك التمثيل باسم أولئك الذين ليس لديهم فرص لإسماع أصواتهم، بل يعتمدون علينا لإعلاء أصواتهم".
ومن جانبه، قال أمير ويلز في كلمته للرعيّة القبطية: "إنما أردت اليوم أن أنضم إليكم لكي أعرب عن عميق قلقي وعن مشاعر التعاطف والتضامن العميقة مع كل واحد منكم لأنني أعرف أن لديكم صِلات في مصر، وكل ما يمكنني أن أقوله لكم هو أننا نصلِّي بكل قلوبنا من أجل سلامتهم واستمرارهم في بلد لعب فيه المسيحيون الأقباط دورًا حيويا لمئات ومئات من السنين".
وأضاف الأمير الويلزي قائلا: هم يقومون كثيرا ببناء الجسور بين الجماعات والديانات المختلفة، وإذا جاز لي أن أقول ذلك فقد كان لدي إعجاب واحترام كبيرين جدا إزاء الطريقة التي أبرز من خلالها المسيحيون الأقباط التحمّل وطول الأناة الكبيرين بشكل يثير الإعجاب الكبير، ويدفع غياب الانتقام إلى المزيد من الإعجاب.
ولهذا، أعتقد أننا مَدينُون لكم جميعًا بدَيْن هائل، وليس مجرّد امتنان، بل احترام أيضًا للكيفيَّة التي تعيشون بها إيمانكم المسيحي."
وبصفة عامة، سلَّطت الزيارة الضوء على الوجود القبطي الأرثوذكسي في المملكة المتّحدة، وسلَّطت الضوء على التحدّيّات التي تواجه المسيحيين في الشرق الأوسط، وأتاحت عرض مساهمتهم الهائلة لمجتمعاتهم كمواطنين ناشطين قادمين من بلدانهم المختلفة.
وحضر خدمة الصلاة لورد هيرتفوردشاير، وكونتيسة فيرولام، واللورد أسقف لندن، وصاحب النيافة ريتشارد شارتر، وأسقف سانت ألبانز، وأعضاء من مجلس اللوردات ومجلس العموم، ورؤساء العديد من الكنائس والطوائف المسيحيّة وممثِّلين عنها، فضلاً عن ضيوف الأديان الأخرى، وممثِّلين للمنظمات الحكوميّة وغير الحكوميّة.
وأعقب الزيارة حفل استقبال في "كلارنس هاوس"، شارك فيه أصحابَ السمو الملكي ضيوفٌ يمثِّلون المسيحيُّون من مصر، ومنهم الأنبا أنجيلوس، وآخرون من سوريا والعراق والأردن ولبنان وتركيا وفلسطين وإسرائيل.