بروفايل| «بوش الأب».. جرائم العراق عار يلاحقه

بروفايل| «بوش الأب».. جرائم العراق عار يلاحقه
في عائلة أرستقراطية نشأ وترعرع، وعلى كرسي متحرك كانت أشهره الأخيرة، يتحرك «بوش الأب» فتتحرك معه قلوب مريديه، فهو أحد أبطال الحرب العالمية الثانية صاحب السيرة الجيدة بين السياسيين المعاصرين، كان رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية لفترة واحدة لكنها كانت في وقت حساس حين انتهت «الحرب الباردة».
الرئيس الحادي والأربعين للولايات المتحدة كان صاحب تاريخ عسكري رفيع، فلم يكد يكمل الـ18 ربيعا من عمره حتى التحق بالقوات المسلحة حتى أصبح أصغر طيار حربي، ورغم صغر سنه فقد كان مميزا بين أقرانه، حيث نفذ 58 مهمة قتالية في الحرب العالمية الثانية، حتى حصل على وسام «العمل الشجاع في الحرب».
مناصب عدة تقلدها «بوش الأب»، أبرزها عضوية الكونجرس ورئاسة الحزب الجمهوري، ومدير لوكالة المخابرات المركزية، مناصب رفيعة تقلب بينها حتى انتخب نائبا لمدة سنتين في عهد رونالد ريجان واحد من أكثر الرؤساء شعبية في في الولايات المتحدة، كما ساهم في هزيمة الجيش العراقي في حرب "عاصفة الصحراء" عندما غزت قوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الكويت.
لكن أمرا واحدا لم يشفع له عند ناخبيه عندما خرق أحد أهم وعوده الانتخابية بعدم فرض المزيد من الضرائب، القرار الذي يوجع الأمريكيين أوجعه عندما أسقط في الانتخابات اللاحقة فلم يكتب له إلا ولاية واحدة.
حياته الأسرية كانت حالة فريدة بين الرؤساء الأمريكيين، فهو صاحب أطول فترة زواج حين اقترنت حياته بزوجته باربرا بيرس الزواج الذي استمر لـ73 عاما، فأنجب 6 أبناء مات أحدهم، ومن بينهم جورج دبليو بوش الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة لفترتين رئاسيتين لينجح فيما فشل فيه الأب، فيما لم يستطع نجله الآخر جيب بوش تحمل ضغوط الانتخابات فانسحب من السباق التمهيدي داخل الحزب الجمهوري في انتخابات 2016.
بين أبنائئه الخمسة وبين أحفاده الـ17 عاش «بوش» حتى رحلت شريكة عمره في أبريل الماضي، فيبدو أن الفراق كان صعبا فمنذ الرحيل جلس على كرسيه المتحرك ولاحقه المرض حتى توفي فجر اليوم عن عمر 94 عاما.
بعض أطباء النفس يقولون إن الحياة الشخصية للرؤساء ربما تنعكس على سلوكياتهم، وربما «بوش الأب» العاشق للأجواء الأسرية لا تعرف القسوة قلبه، لكن القسوة عرفت سياساته الخارجية، عندما لاحقته اتهامات جرائم الحرب في حرب الخليج تحديدا في 12 فبراير من عام 1991 عندما قصفت القوات الأمريكية ملجأ في العاصمة «بغداد» فأسقط 403 من المدنيين قتلى، رحل «بوش» لكن جرائم الإنسانية تبقى عار لا يرحل.
أخطأ صدام حسين بغزو الكويت فحاصر «بوش الأب»، العراق لـ13 عاما دفع ثمنه العراقيون كبيرا، حتى جاء «بوش الابن» فاستكمل المهمة بغزو العراق عسكريا عام 2003، ليفتح أبواب الجحيم على المنطقة بين نيران الطائفية والتقسيم والنزاعات الأهلية.