«ميدوزا» وتركيا ولعنة «إلَهَة» الأفاعى
- إدارة أعمال
- إكسون موبيل
- إينى الإيطالية
- استخراج الغاز
- الأمن القومى التركى
- الأمن القومى المصرى
- الإنتاج الحربى
- الاتحاد الأوروبى
- البحر المتوسط
- آثار
- إدارة أعمال
- إكسون موبيل
- إينى الإيطالية
- استخراج الغاز
- الأمن القومى التركى
- الأمن القومى المصرى
- الإنتاج الحربى
- الاتحاد الأوروبى
- البحر المتوسط
- آثار
بحر إيجة يشكل مصدراً لتهديد الأمن القومى المصرى والعربى.. الأسطول العثمانى طلب نجدة الأسطولين المصرى والجزائرى، أكبر أساطيل شرق المتوسط آنذاك، لمواجهة أساطيل بريطانيا وفرنسا وروسيا «أكتوبر 1827»، لكنهم وقعوا فى مصيدة نافارين، الأسطول الجزائرى غرق بكامله، والأسطولان المصرى والتركى تحطمت أو أُتلفت معظم سفنهما، وانكشفت دولهما، أساطيل الدول الغربية أحكمت سيطرتها على قبرص وكريت ورودس، واستباحت الشواطئ العربية.. فرنسا احتلت الجزائر 1830، وقصفت بوارجها لبنان ومهدت للتدخل 1860، وبدأ الغزو الاستيطانى الصهيونى لفلسطين 1878، تبعها احتلال بريطانيا لمصر 1882.. سقطت مصر يوم خسرت معركة بحر إيجة.
الاستراتيجية رؤية، ومصر حددت رؤيتها لمخاطر الدور التركى، منذ إطاحتها بالإخوان منتصف 2013.. المناورة البحرية «أليكساندر بوليس»، كانت أكبر المناورات المشتركة بين البحريتين المصرية واليونانية ديسمبر 2014.. إحدى بعثات التنقيب عن الآثار عثرت فى تركيا «أكتوبر 2015» على تمثال رأس الإلَهَة «Medusa» الذى تنبت فيه الأفاعى بدلاً من الشعر، ويتحول من ينظر إليه إلى حجر.. الأساطير القديمة تعتبرها «فأل نحس».. المناورات المصرية اليونانية «ديسمبر 2015» و«ديسمبر 2016» تحولت إلى سلسلة «ميدوزا»!!، واتسعت لتشمل الطيران والقوات الخاصة.. تم تفعيل اتفاقية الدفاع الجوى المُشترك لحماية المناطق الاقتصادية الخاصة، ومواجهة التحديات الأمنية، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون فى مجال الإنتاج الحربى، مع البدء بإنتاج «كورفيت» متطور، المناورات أصبحت مرتين فى العام؛ «ميدوزا-4» أغسطس 2017، «ميدوزا-5» نوفمبر، وزراء دفاع مصر واليونان وقبرص اتفقوا فى نيقوسيا «ديسمبر 2017»، على تأسيس آلية للتعاون العسكرى، قبرص شاركت لأول مرة فى «ميدوزا-6» يونيو الماضى، قرب المياه الإقليمية المصرية، وأصبحت «ميدوزا» أكبر التدريبات البحرية والجوية المشتركة شرق البحر المتوسط.. اقتران الكشف الأثرى بهذا التوسع اعتبره الأتراك نذير شؤمٍ.
المناورات تضمنت توحيد المصطلحات والمفاهيم وتبادل الخبرات والعمل المشترك.. تنفيذ عمليات بحرية نهارية وليلية، القتال ضد السفن والغواصات، الهجوم والإنزال البرمائى، والقصف المدفعى.. التخطيط والقيادة والسيطرة والاستكشاف الجوى، الاعتراض، والهجوم.. اقتحام الوحدات الخاصة للسفن المشتبه بها، والإغارة على الأهداف الساحلية المعادية.. المناورات تضمنت أرقى مراحل التخطيط وإدارة أعمال القتال الشاملة، بتناسق وتكامل بين مختلف الأسلحة، لتأمين نطاق البحر المتوسط.. الوجود العسكرى المصرى فى بحر إيجة يحمل رسائل متعددة، أهمها أن مصر قادرة على حماية ثرواتها من الطاقة، من خلال الدفاع المتقدم، ولن تسمح بأن تُفرض عليها «معركة الغاز» بمنطقة الحقول، لأن وقف الإنتاج خسارة للمعركة، حتى لو كسبت الحرب.
المناورات الحالية تجمع بين «ميدوزا 7» و«أليكساندر بوليس 18»، وتجرى بمحيط جزيرة كريت فى بحر إيجة.. عمليات «تطعيم معركة» فى نفس الساحات المحتمل أن تدور فيها.. تركيا تراه تهديداً لأمنها، ومحاولة لفرض واقع جديد على المنطقة.. الموقع الجيوسياسى للجزر اليونانية يثير قلقاً بالغاً لديها.. مقاطعة «دوديكانيزيا» اليونانية تتكون من 12 جزيرة، أهمها جزيرة «رودس» التى أجريت فيها مناورات «ميدوزا-5» التى تبعد عن الساحل التركى بقرابة 17 كم، لكن هناك جزراً أخرى مثل «كاستيلو ريزو» لا تبعد عنه بأكثر من 1300 متر، معاهدة باريس للسلام 1947 التى تخلت بمقتضاها إيطاليا عن مجموعة الجزر تقضى بنزع سلاحها، ولكن احتلال تركيا لشمال قبرص، وفرض الأمر الواقع بالقوة، دفع اليونان لإدخالها ضمن خطة الدفاع عن أراضيها.
الاستفزازات التركية تضاعف من التوتر، وتهدد بالمواجهة؛ قامت ببناء رصيف وبرج مراقبة على بعد 3 كم فقط من جزر «إيميا» اليونانية، دفعت بإحدى سفن الدورية للاصطدام بنظيرتها اليونانية منتصف يناير 2018، وكررت الحادث منتصف فبراير، مقترناً بتهديدات أردوغان المتعلقة بالتنقيب عن الغاز شرق المتوسط، وطيار يونانى قتل عندما تحطمت طائرته فى بحر إيجة أثناء اعتراض مقاتلات تركية اخترقت المجال الجوى لبلاده أبريل 2018.. انتهاك المجال الجوى للجزر والأراضى اليونانية يتم بصورة شبه يومية، وخلال تنفيذ «ميدوزا-5»، حاولت التنصت والتصوير، واعتراض الاتصالات، وتحليل الإشارات المستخدمة، ولكن المقاتلات اليونانية تصدت لها، وكادت تسقط طائرتين «F-16».
اكتشافات الغاز على السواحل القبرصية ضاعفت من التوتر، تركيا تدعى تهميش أتراك قبرص، وحرمانهم من المشاركة فى ثروات المنطقة، لتبرر دفع سفينة الأبحاث «بارباروس» للإبحار قرب مواقع التنقيب التى تعمل فيها شركات: إينى الإيطالية، وتوتال الفرنسية، ونوبل إنرجى الأمريكية، بترخيص قبرصى، شركة البترول التركية «TPAO» اتفقت مع شركة «Rowan Companies» على إقامة منصة لحفر بئرين للتنقيب عن الغاز شرق قبرص، يبدأ العمل فيهما أواخر 2018، مجلس الأمن القومى التركى يعتبر أى نشاط مشترك بين اليونان وقبرص ومصر استفزازاً موجهاً لتركيا، وزير الدفاع التركى هدد «لن يتم السماح باتخاذ أى خطوات شرق المتوسط دون الرجوع لتركيا، ومشاركتها»!!، وأردوغان هدد بالتدخل العسكرى ما لم يتم التوقف عن انتهاك ما يعتبره مياهاً إقليمية لتركيا، البحرية التركية سيطرت على المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، ومنعت الرافعة «سايبم 1200» المستأجرة من قبل شركة إينى الإيطالية من الاقتراب، ومنعتها من استخراج الغاز، وأعلنت عن مناورات بحرية بالمنطقة حتى 22 فبراير 2019.. قبرص ردت بإصدار خريطة ملاحية لحدودها وحقوقها فى المنطقة، لتفضح التجاوزات التركية.
قبرص قامت بترسيم الحدود مع لبنان وإسرائيل ومصر.. ترسيم الحدود المصرية اليونانية 2019 سيكمل حصار تركيا فى منطقة ساحلية ضيقة، ما يفسر ردود فعلها العصبية، كل المؤشرات تؤكد أن رعونتها قد تؤدى لمواجهة عسكرية، القاهرة حذرتها من محاولة المساس بسيادتها على المنطقة الاقتصادية الخاصة بها شرق المتوسط، وحركت حاملة الطائرات «ميسترال» باتجاه حقول الغاز لتأمينها، ومواجهة أى عمل عدائى.. التوازن العسكرى مطمئن، ولا بأس بالموقف الدولى، أمريكا والاتحاد الأوروبى يتفقان على دعم ترتيبات التعاون بين دول شرق المتوسط الأربع «مصر، قبرص، اليونان، إسرائيل»، لتوفير احتياجات أوروبا من الطاقة، والحد من الاعتماد على الغاز الروسى، لذلك لن يسمحا بعرقلة ذلك.. شركات النفط العملاقة «إكسون موبيل الأمريكية، إينى الإيطالية، وتوتال الفرنسية» أعلنت تحديها للتحذيرات التركية.. إيطاليا قررت إرسال فرقاطة عسكرية «ميسترال» للمنطقة.. وروسيا أرسلت غواصتين نوويتين، لأن روس نفط شريكة فى حقل «ظهر»، وستتولى مد خط الأنابيب القبرصى لمصر.. يبدو أن لعنة «ميدوزا» قد أصابت دولة الخليفة العثمانى.