«العنف ضد المرأة».. «إيمان» ضحية زواج القاصرات: «تنازلت عن حقوقى عشان يطلقنى ويثبت نسب بنتى»

كتب: آية المليجى

«العنف ضد المرأة».. «إيمان» ضحية زواج القاصرات: «تنازلت عن حقوقى عشان يطلقنى ويثبت نسب بنتى»

«العنف ضد المرأة».. «إيمان» ضحية زواج القاصرات: «تنازلت عن حقوقى عشان يطلقنى ويثبت نسب بنتى»

كانت طفلة صغيرة لا يتعدى عمرها الـ15 عاماً، حينما رآها شاب كان يؤدى خدمته العسكرية بمدينة طنطا، حيث تعيش إيمان محمد، فأعجب بها وقرر الزواج منها عقب إنهاء فترة التجنيد، وبقلب طفلة لم يكتمل نضجها فرحت لارتدائها الفستان الأبيض وجلست بجوار عريسها فى «الكوشة» مثلما رأت زميلاتها اللاتى تزوجن قبلها.

تركت «إيمان» تعليمها، فهى كانت طالبة بالصف الثانى الإعدادى، وأصبحت الخطيبة الصغيرة التى تجهز لبناء عش الزوجية، فعام كامل كانت فترة الخطوبة التى أعقبها الزواج بعقد صورى لدى المأذون فهى ما زالت تحت السن القانونية التى لا تسمح بالزواج إلا بعد الـ18 عاماً، ولزيادة الضمان فى حفظ حقوقها أخذ والدها إيصالات أمانة على العريس الشاب وعلى والده أيضاً.

أقيم الزفاف وانتقلت العروس القاصر إلى منزل أهل العريس حيث تعيش معهم، وما هى إلا أيام قليلة حتى انتهت كل المظاهر الخداعة التى انجذبت وراءها الطفلة، فمعاملة وحشية بدأت تتلقاها العروس من زوجها الذى اتسم بالبخل الشديد والغيرة التى جعلته يعتدى عليها بالضرب المبرح لأسباب تافهة «لو مامسكتش إيده فى الشارع ممكن يضربنى قدام الناس». شهور قليلة وبدأت أعراض الحمل تظهر على الزوجة القاصر حتى بات الشك يقيناً، فرحت الصغيرة بحملها وأملت أن تتبدل الأمور للأفضل، لكن الزوج ازداد فى معاملته القاسية، لم يرحم ضعفها ولم يراعِ حرمة شهر رمضان الكريم حينما اعتدى عليها بالضرب المبرح أثناء مشاجرته معها، شعرت الصغيرة بالخوف على حياة جنينها من اعتداءات زوجها المتكررة، فقررت الاستغاثة بأهلها.وعادت الزوجة إلى منزل أسرتها من جديد، ومكثت لديهم حتى جاء ميعاد الولادة، لم تتلق طيلة هذه المدة سؤالاً واحداً من زوجها، فاتصل به شقيقها وطلب منه المجىء لتسجيل المولودة باسمه، فشقيقته لم تمتلك عقد زواج موثقاً، لكنه رفض خاصة بعد أن طلبت الزوجة الطلاق منه.

4 أشهر ظلت خلالها المولودة دون استخراج شهادة ميلاد تثبت نسبها، حتى قرر الزوج المساومة فى إعطائه إيصالات الأمانة والتنازل عن نصف قائمة المنقولات الزوجية حتى يطلق سراح الزوجة ويسجل نسب ابنته، لترتضى الزوجة بهذا العرض. «فجأة لقيت نفسى أب وأم» هكذا عبرت «إيمان» عن معاناتها التى لم تذق معنى الطفولة «ماعرفش يعنى إيه طفولة، وماكنتش باخرج برا أوضتى»، لكنها حاولت مقاومة ظروفها، فقررت العودة إلى دراستها فالتحقت بالثانوى الفنى، وعملت بإحدى المكتبات لتنفق على ابنتها الصغيرة «بقيت باشتغل وبادرس وباربّى بنتى».

لكن «إيمان» لم تسلم من ألسنة من حولها فهى ما زالت صغيرة فعمرها لا يتجاوز الـ19 عاماً، وفى نظر مجتمعها لا يجوز أن تجلس دون زواج «المطلقة دى جريمة بالنسبة لهم»، حاولت «إيمان» عدم الالتفات لهذا الحديث، لكنها أصبحت عاجزة أمام ضغط أسرتها، لتوافق على الخطبة من شاب آخر بعدما أدت صلاة الاستخارة التى أراحت قلبها بعد وعود قدمها إليها الشاب بشأن طفلتها «قال لى مش هاحرمك من بنتك وهتفضل عايشة معانا».


مواضيع متعلقة