والد شهيد ومصاب متعافي يسرد لـ"الوطن" قصة عام على "عودة الحياة"

كتب: ماريان سعيد

والد شهيد ومصاب متعافي يسرد لـ"الوطن" قصة عام على "عودة الحياة"

والد شهيد ومصاب متعافي يسرد لـ"الوطن" قصة عام على "عودة الحياة"

"أكيد لازم نعيش الحياة لكن لا نضيع آخرتنا" كلمات نطق بها مجدي سلام، مصاب متعافي من "حادث الروضة"، ووالد الشهيد أمير مجدي، داعيا الجميع للعمل وبناء الوطن والحفاظ عليه، والتوحد والبعد عن الخلاف.

"أصبت بـ3 رصاصات، 2 منها أعلى الفخذ الأيمن من الخلف، نفد إحداهما وتم إخراج الأخرى بالجراحة، أما الثالثة فأصابت القصبة اليمنى تحت الركبة، ولم تستخرج بعد لكني تعافيت بنسبة تتراوح من 70 إلى 80%، وأستطيع مواصلة حياتي"، يتابع "سلام" الذي يرغب في مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدقائق، كوالد شهيد مدني ومصاب متعافي.

كان حادث الروضة حاضرا في ذهن "سلام"، خلال حديثه لـ"الوطن"، إنما الحضور الآخر كان لمسعفة بالهلال الأحمر المصري، تركت بصمات لا تنسى في حياة مجدي وأسرته: "ساعتها كنت في مستشفى إسماعيلية العام، وكنت تلقيت بعض الإسعافات ومنتظر دوري لدخول العمليات، جاءت فتاة بملابس الهلال الأحمر، وقالت لي إنها بنتي وكلام كثير هون علي الأمر وثبتنى أكثر، وغم وجود كثير من الأهل والأقارب والأصدقاء، إلا أن لقاءها هذا كان يزيدنى إصرارا وثباتا"، وفقا له.

"للأسف انتقلت فى نفس الليلة لمستشفى إسماعيلية الجامعي، ولم تعلم هي ولم يكن هناك سبيل للتواصل"، متابعا: "ثم شاء القدر أن تصل لي في المستشفى الجامعي، فكانت دعما وصحة لي، لكني في زحمة الأحداث نسيت اسمها ولم أحصل على وسيلة تواصل، وبعد رجوعي لسيناء وبداية استقرار حالتي الصحية، بدأت أسأل وافتش عنها، وأرسلت عبر "فيس بوك" رسائل إلى الهلال الأحمر بالإسماعيلية، وكذلك المركز العام، وأحاول وصفها لأشخاص بالهلال الأحمر، لكن لم أصل لها".

ويتابع: "عدت لعملي بالمدرسة وبعدها وصلت فرقة من الهلال الأحمر بالمدرسة التى أعمل بها، وعرضت عليهم الأمر.. أخيرا وصلنا لها وأبلغوها ببحثي عنها، وتواصلت معي المسعفة، ولا تزال على تواصل معنا"، مؤكدا أنه والأسرة لا يزالون على تواصل مع المسعفة التي يرى أن لها فضلا كبيرا في تعافيه من الصدمة.

ويسترجع ذكريات الحادث: "كان معي ابني الأصغر، 9 سنوات وقتها تقريبا، ولم يصب إلا بكدمات، لكن ابني الأكبر استشهد... بالنسبة لي في وقت الحادث نفسه ألهمني الله الصبر، وكان صعب حتى الصراخ والعويل، هل ستبكى على ابنك أم على 300 آخرين بخلاف المصابين؟، فكان الثبات لكن كان همس كيف أواسي زوجتي وابنى الذي لم يكن وصل بعد للمسجد؟، كيف ألملم أسرتي وأنا مصاب ومتجه للمستشفى؟".

وعن حاله بعد الحادث: "كنت أقاوم وأحاول التماسك أمام الجميع بل على العكس أحاول المزاح، لكن الدموع تنساب بين الوقت والآخر، لكن مع الوقت ما كان لنا إلا أن نحاول تجاوز الأمر مع صعوبته، لكن فكرة إن شهيدك في الجنة وإنه هيشفع لأسرته بتهون علينا أمور الدنيا، ونتأقلم ونعود للحياة من جديد".


مواضيع متعلقة