"الوطن" تحاور إمام مسجد الروضة: تجاوزت الألم النفسي ورزقت بـ"ياسين"

كتب: فادية إيهاب

"الوطن" تحاور إمام مسجد الروضة: تجاوزت الألم النفسي ورزقت بـ"ياسين"

"الوطن" تحاور إمام مسجد الروضة: تجاوزت الألم النفسي ورزقت بـ"ياسين"

الحياة عادت بشكلها الطبيعي، المصلون يستمعون إلى خطبة الجمعة دون خوف، الحادث الأليم تجاوز أثره بعد مرور عام على ذكراه، هكذا هو الوضع حاليًا في مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء، حسب ما رواه الشيخ محمد عبدالفتاح رزيق خطيب وإمام المسجد خلال حديثه مع "الوطن".

الألم النفسي الذي شعر به الشيخ محمد عبدالفتاح، ابن محافظة الشرقية بدأ يتجاوزه يومًا بعد يوم، قائلاً: "في أول الأمر كان هناك خوف شديد نظرًا لطبيعة النفس البشرية، لكن الحياة بدأت في الاستمرار وعدت إلى العمل مرة أخرى بعد شهر من الحادث".

ذهب "عبدالفتاح" إلى المسجد لأول مرة، لتعود ذاكرته التصويرية في لحظة ما، واقفًا مع نفسه لدقائق يجتاحه شعورًا بالخوف أن يقع مرة، متذكرًا أصدقاء ومعارف اعتاد على رؤيتهم لمدة عامين منذ تعيينه إمام وخطيب للمسجد عام 2015 حتى وقوع الحادث الإرهابي في نوفمبر 2017، واصفًا إياهم "ناس محبة كنت أراهم دائمًا في الصفوف الأولى من الصلاة، فقدتهم ودائمًا يراودون ذهني، فكيف أشخاص أبرياء تقتل دون سبب".

كوابيس وأحلام لازمت خطيب المسجد فترة طويلة، ما بين تدافع المصلين وسقوطهم فوق بعضهم ممتلئة ثيابهم بالدماء، وصولاً إلى اللحظة المؤثرة بالنسبة له وهي صوت مؤذن المسجد فتحي الطنانى الذي استشهد خلال الحادث، حيث دائمًا يتذكره وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ويعلو بالشهادة، قبيل ثواني بسيطة من صعود روحه إلى خالقها.

كان لأسرة الشيخ محمد عبدالفتاح دورًا كبيرًا في دعمه النفسي، متمثلة في زوجته ووالده ووالدته واقفين بجانبه كثيرًا لتجاوز محنته وذكرياته السيئة، بالإضافة إلى حرص أقاربه وأصدقائه ومعارفه على زيارته المستمرة والاطمئنان عليه، كل ذلك سببًا يمنحه دافعًا أكبر وهو إيمانه بالله وتمسكه بالدعاء والصلاة.

ينعم إمام المسجد بحياة أكثر هدوء حاليًا بين زوجته وأسرته الداعمة له، محتفلاً منذ 10 أيام بميلاد ابنه الثاني فلديه طفل أكبر يدعى يوسف، "الحمد لله رزقت بياسين"، متخطيا بتلك النعمة- على حد قوله- أزمته النفسية ليعود إلى حياته التي كان عليها من قبل.

"البلد حاليًا أصبحت أمان وذلك بفضل القوات المسلحة، فقد عادت الحياة مرة أخرى إلى مسجد الروضة، أتذكر في آخر صلاة أنه كان لا يوجد مكان لموضع قدم"، بهذه الجملة أشار عبدالفتاح إلى تغير الأوضاع داخل مسجد الروضة في بئر العبد بشمال سيناء، موجهًا رسالة مضمونها "مصر قوية ومحفوظة في القرآن وآمنة بجيشها وأهلها".


مواضيع متعلقة