50 ألف نسمة بالشرقية محرومون من الخدمة الطبية.. مستشفى بلا علاج

50 ألف نسمة بالشرقية محرومون من الخدمة الطبية.. مستشفى بلا علاج
- أسعار مخفضة
- التخصصات الطبية
- التربية الرياضية
- التوك توك
- الخدمة الطبية
- العمليات الجراحية
- العملية الانتخابية
- أسعار مخفضة
- التخصصات الطبية
- التربية الرياضية
- التوك توك
- الخدمة الطبية
- العمليات الجراحية
- العملية الانتخابية
مبنيان حديثان على مساحة شاسعة بقرية «قهبونة»، التابعة لمدينة الزقازيق، أحدهما يحمل لافتة «وحدة طب أسرة» والثانى «مستشفى تكاملى»، ورغم حداثة المنشأتين فإن الخدمة المقدمة للأهالى لا تتخطى التطعيمات وتسجيل المواليد، فيما يعانى سكان القرية من انعدام الخدمة الطبية التى يبحثون عنها فى المدن المجاورة، رغم أن أقرب مستشفى يبعد عن القرية بنحو 12 كيلومتراً بالحسينية أو 50 كيلومتراً بالزقازيق.
{left_qoute_1}
عادل عزازى، 62 عاماً، من أهالى القرية، أكد أن الوحدة لا يوجد بها سوى طبيب أسنان حديث التخرج، يوجد يومين فى الأسبوع فقط، وعلى الرغم من أن مواعيد العمل الرسمية تبدأ من 8 صباحاً وحتى الثانية ظهراً فإن الوحدة تغلق أبوابها قبل انتهاء مواعيد العمل، حيث تفتقر إلى أى خدمات باستثناء التطعيمات وتسجيل المواليد، مشيراً إلى أن آخر مرة توجه فيها إلى الوحدة كانت منذ نحو 7 سنوات، حيث كانت ابنته تعانى من آلام فى الأسنان، وعندما وقّع عليها طبيب الأسنان الكشف الطبى بالوحدة طلب منه أن يتوجه إلى عيادته الخاصة لاستكمال العلاج وإجراء حشو للدرس، وأضاف: «منذ الستينات فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تم إنشاء مستشفى بالقرية وكانت تجرى به العمليات الجراحية ويقدم الخدمات فى مختلف التخصصات وكان مزوداً بكافة الأجهزة».
واستكمل حديثه وهو يشير إلى جهاز طبى للأسنان وملابس أطباء وأدوات طبية متروكة على حالها بالمستشفى بعد أن تم إغلاقه منذ عدة سنوات، وإنشاء مبنيين حديثين لتشغيلهما كمستشفى، إلا أن أحدهما تحول إلى وحدة طب أسرة والثانى مستشفى تكاملى مغلق منذ إنشائه وحتى الآن، على الرغم من تجهيزه وتزويده بمعدات طبية، لكن لا يتم افتتاحه سوى فى فترات الانتخابات لاستخدامه كاستراحة للمشرفين على العملية الانتخابية، وتابع: «عاوزين المكان يشتغل ويقدم خدمات للأهالى، على أن يتم تحديد أسعار مخفضة للكشف، 30 جنيهاً على سبيل المثال، بدلاً من سعر التذكرة فى المستشفيات الحكومية الذى يبلغ 3 جنيهات، ولكن فى مقابل دفع الـ30 جنيهاً نجد خدمات ترحم الأهالى من الانتقال لمستشفيات تقع على مسافات بعيدة عن القرية. خاصة أن عدد سكان الوحدة المحلية بقهبونة يتجاوز 50 ألف نسمة، حيث تضم 4 قرى رئيسية هى قهبونة، الحماديين، المناحرة، منشية خليل، والمناصرة بالإضافة لـ19 عزبة».
{left_qoute_2}
وقال عاطف عبدالسلام، 45 عاماً، سائق «توك توك»، إن أغلبية سكان القرية فقراء لا يستطيعون تحمل تكلفة العلاج فى المدن المجاورة، فضلاً عن عدم قدرتهم على دفع ثمن الكشف لدى الأطباء فى العيادات الخاصة: «أنا واحد من الناس شغال على التوك توك باليومية، ودخلى يتراوح بين 30 و40 جنيه فى اليوم، ولدىّ 3 أبناء فى التعليم.. مش عارف أصرف على أكل ولا دراسة ولا ملابس، وعلاوة على ذلك أتحمل تكاليف العلاج».
وأضاف مصطفى عبدالعال إبراهيم، 64 عاماً، أحد أهالى القرية، أنه قصد الوحدة مصطحباً حفيده «مصطفى»، 8 أشهر، وكانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة والنصف صباحاً، وطلب من ممرضة صرف دواء حساسية للطفل بعد ظهور بقع حمراء على وجهه إلا أنه لم يجد، ومضى قائلاً: «مفيش فلوس لأتوجه إلى عيادة خاصة، ما دفعنى للتوجه إلى إحدى الصيدليات، وسألت الطبيب الصيدلى عن علاج فأعطانى نوعاً ما من المراهم وأخبرنى أنه سيصبح بخير بعد استخدام هذا العلاج».
وأوضح: ليس أمامنا سوى العيادات الخاصة، وأسعار الكشف تتراوح ما بين 50 و70 جنيهاً، أو التوجه إلى مستشفى الحسينية المركزى، الذى يبعد عن القرية بنحو 12 كيلومتراً، لافتاً إلى أن تكلفة الانتقال فى سيارات الأجرة 2٫5 جنيه، والتوك توك 50 جنيهاً، أما تأجير سيارة أجرة خاصة فيصل إلى 70 أو 100 جنيه. وأردف: «على الرغم من تحمُّل نفقات المواصلات، فإن هناك خطورة على حياة المرضى بسبب بُعد المسافة، فمنذ نحو شهرين أصيب أحد الأهالى ويُدعى محمد أبوحسينى، 55 عاماً، بأزمة صدرية، حيث كان يعانى من مرض الربو، وبعد استغراق أسرته وقتاً فى البحث عن وسيلة مواصلات وتوفيرهم سيارة أجرة فى النهاية توفى المريض فى منتصف الطريق قبل أن يصل إلى مستشفى الحسينية».
«على بُعد نحو 30 متراً من الوحدة توجد عدة مدارس ابتدائى وإعدادى وثانوى ومعهد أزهرى، وبدلاً من استغلال الوحدة كمستشفى يخدم هؤلاء الطلاب تحول إلى مجرد خرابة»، بتلك الكلمات بدأ «م. ا. ا»، معلم بمدرسة قهبونة الابتدائية، حديثه، وتابع قائلاً: «المدرسة الابتدائية تضم نحو 1250 تلميذاً وتلميذة، والإعدادية نحو 950 طالباً وطالبة، والثانوية 300 طالب وطالبة، والمعهد الأزهرى نحو 125 طالباً، وإذا شعر طالب أو تلميذ بأى أعراض تعب أو تعرّض لحادث مفاجئ لا نجد أى طبيب أو علاج له بالوحدة الصحية، ونضطر لنقله إلى مستشفى الحسينية المركزى بعد تأجير وسيلة مواصلات على نفقة المعلمين، حيث تعرّض تلميذ فى العام الماضى لكسر فى قدمه أثناء لهوه مع زملائه فى حصة التربية الرياضية وقمنا بنقله إلى مستشفى الحسينية المركزى».
ولفت محمود الشريف، محاسب وأحد الأهالى، إلى أنه تقدم بطلب لأحد أعضاء مجلس النواب لتوفير وحدة إسعاف فى الوحدة لنقل الأهالى لمستشفى الحسينية، مشيراً إلى أنه حصل على موافقة من وزير الصحة بتخصيص سيارة إسعاف للقرية منذ عام 2017 وحتى الآن لم يتم اتخاذ أى إجراءات على الرغم من توفير المكان للسيارة، مشيراً إلى أن أقرب وحدة إسعاف توجد بمستشفى الحسينية على بعد 12 كيلومتراً، فى حين يحتاج بعض المرضى إلى وسيلة تضمن سرعة نقلهم، سواء إلى مستشفى الحسينية أو أى من المستشفيات بمدينة الزقازيق، التى تبعد نحو 50 كيلومتراً عن القرية. وناشد أهالى القرية وزيرة الصحة ووكيل وزارة الصحة بالشرقية، تشغيل المستشفى التكاملى وتحويل وحدة طب الأسرة إلى مركز للعلاج أو مستشفى مركزى يضم عدداً من التخصصات الطبية وتزويد الصيدلية فى الوحدة بالأدوية.
نوافذ المستشفى متهالكة